الأسد يتهم أنقرة بالوقوف خلف سقوط إدلب.. وفشل خطة دي ميستورا في حلب

الخارجية التركية تعدها مزاعم لا صحة لها

الأسد يتهم أنقرة بالوقوف خلف سقوط إدلب.. وفشل خطة دي ميستورا في حلب
TT

الأسد يتهم أنقرة بالوقوف خلف سقوط إدلب.. وفشل خطة دي ميستورا في حلب

الأسد يتهم أنقرة بالوقوف خلف سقوط إدلب.. وفشل خطة دي ميستورا في حلب

اتهم رئيس النظام السوري بشار الأسد تركيا بأنها قوّضت خطة الأمم المتحدة التي هدفت إلى وقف القتال في مدينة حلب وأسهمت في سقوط مدينة إدلب، وذكر الأسد في مقابلة مع صحيفة «إكسبرسن» السويدية، أن الوضع في سوريا «أكثر خطورة وأكثر سوءًا» بسبب «تمتعه بمظلة سياسية يوفرها عدد من الدول والزعماء والمسؤولين بشكل أساسي في الغرب». غير أن تركيا على لسان الناطق باسم وزير خارجيتها ردت على كلام الأسد بوصفه بأنه «مزاعم لا صحة لها ولا تؤخذ على محمل الجد». وتجدر الإشارة إلى أن خطة وسيط الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا إلى «تجميد» القتال في حلب التي تدمرها حرب منذ 2012 ومقسومة بين المعارضة والنظام.
الأسد قال خلال المقابلة مع الصحيفة السويدية إن «خطة دي ميستورا في حلب ستفشل بسبب التدخل الخارجي. وهذا ما حدث في حلب عندما طلب الأتراك من الفصائل أو الإرهابيين الذين يدعمونهم أو يرعونهم أن يرفضوا التعاون مع دي ميستورا». وأضاف أن التدخل الخارجي سيعرقل «أي خطة تريد أن تنفذها (الأمم المتحدة) في سوريا اليوم من أجل حل»، مدعيًا أن «المشكلة ليست معقدة جدا، لكنها أصبحت معقدة بسبب التدخل الخارجي»، ثم قال: «أعتقد أنه (دي ميستورا) يعلم أنه ما لم يتمكن من إقناع هذه البلدان بالتوقف عن دعم الإرهابيين وترك السوريين ليحلوا مشكلتهم، فإنه لن ينجح»، ثم شن الأسد هجوما على تركيا، زاعمًا أن الدعم العسكري واللوجيستي التركي كان العامل الرئيسي الذي ساعد مقاتلي المعارضة في السيطرة على مدينة إدلب بشمال غربي سوريا الشهر الماضي. وبتحرير ثوار سوريا مدينة إدلب باتت المدينة القريبة من الحدود التركية ثاني عاصمة محافظة تسيطر عليها المعارضة في الحرب الدائرة بسوريا منذ نحو أربع سنوات بعد مدينة الرقة. غير أن تانجو بيلجيتش، الناطق باسم وزارة الخارجية التركية، رد على اتهامات الأسد بالقول لـ«رويترز»: «المزاعم عن قدوم قوات مسلحة من تركيا ومشاركتها في عملية إدلب لا تعكس الحقيقة. هذا أمر غير وارد، وهذه مزاعم لا صحة لها، منبعها النظام السوري ويجب ألا تؤخذ على محمل الجد. وللعلم، تشير التقديرات إلى أن الحرب الأهلية في سوريا أسفرت عن مقتل أكثر 220 ألف شخص، وفقد نظام الأسد السيطرة على معظم مناطق الشرق والشمال أثناء محاولته الحفاظ على المراكز السكانية الرئيسية في الغرب بمساعدة حلفاء مثل إيران وحزب الله اللبناني».
من جانبه، يعتزم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا دي ميستورا للتشاور مع الأطراف السورية والدول المعنية بدءا من الشهر المقبل لإطلاق جولة جديدة من محادثات السلام. ولدى سؤال الأسد عن هذه المبادرة، قال إن الأزمة السورية زادت تعقيدا جراء التدخل الخارجي. وكان الأخير قد شدد في سلسلة من المقابلات مع وسائل إعلام غربية على أن الجماعات المعارضة المسلحة في سوريا «تشكل خطرا على الدول الغربية». وتابع خلال مقابلته الأخيرة: «كل ما حدث في أوروبا.. أعني من هجمات إرهابية، حذرنا منه منذ بداية الأزمة. وقلت إن سوريا تشكل خط فالق الزلزال. وعندما تعبث بهذا الخط ستكون لذلك أصداء وتداعيات في مناطق مختلفة.. وليس فقط في منطقتنا.. حتى في أوروبا».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.