ما تأثير «إجهاد كورونا العصبي» على صحتنا؟ وكيف نتعامل معه؟

الجائحة أثارت مشاعر الخوف والقلق (أرشيفية- رويترز)
الجائحة أثارت مشاعر الخوف والقلق (أرشيفية- رويترز)
TT
20

ما تأثير «إجهاد كورونا العصبي» على صحتنا؟ وكيف نتعامل معه؟

الجائحة أثارت مشاعر الخوف والقلق (أرشيفية- رويترز)
الجائحة أثارت مشاعر الخوف والقلق (أرشيفية- رويترز)

قال خبراء، إن جائحة فيروس «كورونا» المستجد أثرت على الصحة النفسية لكثيرين حول العالم؛ حيث أثارت مشاعر الخوف والقلق والحزن، بسبب ارتفاع عدد الوفيات والعزلة الاجتماعية والحوار الداخلي الذي يجريه البعض بطرح سؤال: «هل أنا مصاب بالفيروس؟».
وبحسب ما نقلت شبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركية، فقد حذر خبراء من أن الإجهاد العصبي الناتج عن الجائحة قد يؤثر على الصحة الجسدية.
وقال الخبراء إن هناك تشابكاً بين الصحة النفسية والجسدية، وفي بعض الأحيان يمكن أن يظهر الإجهاد جسدياً؛ لذا إذا كنت تعاني من الصداع النصفي أو تساقط الشعر مثلاً، فقد يكون ذلك بسبب الإجهاد الناتج عن الجائحة.
وذكر كريج سوتشوك، عالم النفس في المركز الصحي «مايو كلينك»، أن هذا النوع من الإجهاد يؤدي إلى تأكل الجسم مع مرور الوقت.
وأوضح أن الجسم يستخدم قدراً كبيراً من الطاقة للتعامل مع أي تهديد محتمل، وهذا هو السبب في أن الناس قد يعانون من اندفاع «الأدرينالين»، وارتفاع معدل ضربات القلب، وزيادة ضغط الدم، وصعوبة التنفس، وتوتر العضلات.
وقال كوري فلويد، أستاذ التواصل وعلم النفس بجامعة أريزونا، إنه بسبب كمية الطاقة اللازمة لمعالجة ما يسبب الإجهاد، فإن الأعضاء الحيوية والعضلات تسرق الموارد من الأنظمة غير الأساسية الأخرى في الجسم.
وأوضح أن «العقل يقول لنفسه: هذه الأنظمة ليست مهمة إذا كان بقاؤنا على المحك»، وتابع: «عندما تقوم بسحب الموارد بعيداً عن تلك الأنظمة، فإنها لا تعمل على النحو الأمثل، ولهذا السبب ينتهي بنا المطاف بأوجاع في المعدة، أو الشعور بالصداع، أو معاناة من صعوبة النوم».
ولفت: «عندما يستمر هذا الضغط الحاد لفترات طويلة من الزمن، مثلما يحدث مع الجائحة لما يقرب من عامين، فيمكن أن يسبب مشكلات لأنظمة الجسم الأقل أهمية ويعطل وظائفها».

وقال الخبراء إن التوتر يبدأ في التأثير بشكل عميق على الناس جسدياً، وقد يبدو الأمر مختلفاً من شخص لآخر؛ لكن بعض الأعراض أكثر شيوعاً من غيرها.
قال سوتشوك: «قد يميل البعض إلى التعبير عن محنتهم بطرق مختلفة، فقد يظهر على جلدهم مثل حب الشباب أو الصدفية، وقد يعاني آخرون من الإرهاق».
وذكر علماء نفس أنهم رأوا زيادة في تقارير حالات الصداع واضطراب النوم بين المرضى أثناء الوباء.
وكانت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة «Journal of Dermatological Treatment»، قد وجدت أن حالات الثعلبة البقعية، وهي اضطراب في المناعة الذاتية، تسبب تساقط الشعر بسبب الإجهاد، زادت بعد بداية الوباء.
وتوقع باحثون ارتفاع الأمراض الجلدية الأخرى المرتبطة بالأمراض النفسية، مثل الصدفية.
وقالت سيندي أكريل، المحررة في المعهد الأميركي للإجهاد: «لا عيب في اتخاذ خطوات لتخفيف التوتر وتحسين الصحة العقلية للفرد»، وأضافت أن «هذه المشكلات لن يتم حلها في غمضة عين، وهناك طرق بسيطة لبدء عملية الشفاء».

وذكرت: «أول شيء هو أن تلاحظ ما يثير مشاعرك وما يهدئها، ويمكنك البدء في تحقيق التوازن، ومعرفة ما الذي يستنفد طاقتك، وما الذي يعيد نشاطك، بحيث يمكنك وضع استراتيجية للسيطرة على مشاعرك».
ونصحت: «ابحث عن الفروق الصغيرة التي يمكنك إجراؤها، مثل الذهاب إلى الفراش مبكراً عن موعدك المعتاد بـ5 دقائق، أو التحدث 5 دقائق مع صديق على الهاتف. ابحث عن فترات عمل صغيرة جداً لا تشعرك بأنها تتطلب كثيراً من العمل».
ولفتت الشبكة إلى أن خبراء حذروا من ترك المشكلات المتعلقة بالتوتر دون حل، ونصحوا بطلب المساعدة إذا كنت تعاني من أعراض الإجهاد المزمن أو الشديد.


مقالات ذات صلة

ترمب يُروِّج لنظرية «تسرب كورونا من المختبر» عبر موقع «كوفيد» الحكومي

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يُروِّج لنظرية «تسرب كورونا من المختبر» عبر موقع «كوفيد» الحكومي

يدعم موقع إلكتروني اتحادي متخصص في فيروس «كوفيد-19»، كان يعرض معلومات عن اللقاحات والفحوصات والعلاج، الآن، نظرية أن الوباء نشأ نتيجة تسرب من مختبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تعرض الصفحة التي تشبه ملصقاً لأحد أفلام هوليوود عنواناً وهو «تسريب المختبر» (البيت الأبيض)

البيت الأبيض يدشن صفحة تدعم نظرية نشوء «كورونا» داخل مختبر

دشّن البيت الأبيض، الجمعة، صفحة إلكترونية جديدة حول أصول نشأة فيروس كورونا، على موقعه الرسمي يدعم فيها النظرية القائلة بأن «كوفيد-19» نشأ داخل مختبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس «كورونا المستجد» بقسم «كوفيد - 19» داخل مستشفى في بيرغامو... 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية» تضع اللمسات الأخيرة على «اتفاق الجوائح»

تجتمع الدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية، اليوم (الثلاثاء) في جنيف، على أمل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق الجوائح، بعد التوصل إلى اتفاق «مبدئي» الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم مقر «منظمة الصحة العالمية» في جنيف (أ.ف.ب)

أعضاء «منظمة الصحة العالمية» يقتربون من اتفاق لمواجهة الأوبئة

يقترب أعضاء «منظمة الصحة العالمية» من التوصل إلى اتفاق بشأن معاهدة للاستعداد للأوبئة التي قد تحدث في المستقبل.

صحتك المزاج قد يؤثر على فاعلية بعض اللقاحات (أ.ف.ب)

المزاج الجيد قد يحسّن فاعلية بعض اللقاحات

كشفت دراسة جديدة أن المزاج الجيد يمكن أن يُعزز فاعلية بعض اللقاحات، التي تعتمد على  تقنية الحمض النووي الريبي المرسال أو«mRNA»، مثل لقاح «كوفيد-19».

«الشرق الأوسط» (لندن)

لا آكل قبل الظهر... هل يتسبب في ضرر بدني؟

باحثون: ينبغي علينا تناول سعرات حرارية أكثر في بداية اليوم (غيتي)
باحثون: ينبغي علينا تناول سعرات حرارية أكثر في بداية اليوم (غيتي)
TT
20

لا آكل قبل الظهر... هل يتسبب في ضرر بدني؟

باحثون: ينبغي علينا تناول سعرات حرارية أكثر في بداية اليوم (غيتي)
باحثون: ينبغي علينا تناول سعرات حرارية أكثر في بداية اليوم (غيتي)

تشير التقارير إلى أن نحو واحد من كل خمسة أشخاص يتوقف عن تناول الأدوية الخاصة بإنقاص الوزن يستعيد كل الوزن الذي فقده، أو حتى أكثر. ولهذا السبب لا يأكل بعض الناس الذين يسعون لإنقاص الوزن شيئاً قبل منتصف النهار، حسب تقرير لصحيفة «التايمز» البريطانية.

وحسب الصحيفة، لقد اعتاد بعض الذين يريدون إنقاص أوزانهم بعد الاستيقاظ من النوم في الصباح على إطعام الكلب والأطفال وجبة إفطارهم، لكنهم لا يتناولون شيئاً لأنفسهم.

وقد وجد الباحثون، الذين أمضوا عقوداً في دراسة تغييرات نمط الحياة التي تؤثر على الوزن، أن الأشخاص الذين يتناولون ما بين 22 في المائة و50 في المائة من سعراتهم الحرارية اليومية في الصباح كان لديهم أدنى مؤشر كتلة جسم (BMI)، مقارنةً بأولئك الذين يستهلكون فقط حتى 10 في المائة من السعرات الحرارية في بداية اليوم.

ويقول البروفيسور نيك ويرهام، مدير وحدة علم الأوبئة في مجلس البحوث الطبية (MRC)، والباحث في مجال الوقاية من السمنة في جامعة كامبريدج، بالمملكة المتحدة، في تصريح لصحيفة «التايمز» البريطانية، إن «تناول وجبة الإفطار أو وجبة مبكرة يمنح الجسم وقتاً أطول لاستقلاب (عملية الأيض التي يحوّل فيها الجسم الطعام والشراب إلى طاقة) السعرات الحرارية بكفاءة أكبر، وقد تركني هذا الأمر في حيرة».

لطالما كانت هناك آراء متضاربة بشأن وجبة الإفطار، فالبعض يعتبر أن هذا أهم وقت لتناول الطعام بشكل كامل، بينما يرى آخرون أنها وجبة يمكن الاستغناء عنها تماماً.

وعلى مدى السنوات العشر الماضية، ومنذ أن روّج الدكتور مايكل موسلي لطريقة إنقاص الوزن المعروفة بـ5:2 في كتابه الشهير «حمية الصيام»؛ حيث يتناول الناس الطعام بشكل طبيعي لمدة خمسة أيام، ثم يخفضون السعرات الحرارية بشكل كبير لمدة يومين، أصبح الصيام المتقطع وسيلة شائعة للغاية بوصفه استراتيجية لفقدان الوزن وتحسين الصحة، وتعتبر عادة تفويت وجبة الإفطار هي الركيزة الأساسية في هذا النظام.

وفي هذا الصدد، قال خبير اللياقة البدنية والتغذية الشهير توماس ديلاور، إن «تناول الطعام بعد الساعة 12 ظهراً، مع تفويت وجبة الإفطار فقط يؤدي إلى استغلال الحالة المثالية لحرق الدهون التي يكون فيها الجسم خلال ساعات الاستيقاظ المبكرة». وأضاف: «بمجرد دخول الطعام إلى جهازك الهضمي في الصباح، تنخفض معدلات حرق الدهون». وأشار أيضاً إلى أن ممارسة التمارين الرياضية في الصباح، تمكّن من «الاستفادة بشكل أكبر من خسارة الدهون».

وتابع: «وبالطبع، هناك ميزة بسيطة أخرى وهي أنك تتخلص من وجبة كاملة، مما قد يقلل بشكل كبير من استهلاك السعرات الحرارية، لكن يجب التأكد من تناول كمية كافية من البروتين خلال فترة ما بعد الظهر لتعويض الجسم عن تفويت وجبة الإفطار».