«أتعلم» حملة سعودية لغرس قيم التعلم لدى أفراد المجتمع المحلي

صورة ضوئية للصفحة الرسمية لحملة «أتعلم» كما بدأت على شبكة الإنترنت («الشرق الأوسط»)
صورة ضوئية للصفحة الرسمية لحملة «أتعلم» كما بدأت على شبكة الإنترنت («الشرق الأوسط»)
TT

«أتعلم» حملة سعودية لغرس قيم التعلم لدى أفراد المجتمع المحلي

صورة ضوئية للصفحة الرسمية لحملة «أتعلم» كما بدأت على شبكة الإنترنت («الشرق الأوسط»)
صورة ضوئية للصفحة الرسمية لحملة «أتعلم» كما بدأت على شبكة الإنترنت («الشرق الأوسط»)

شكلت حملة تعنى ببث قيم التعلم بين أفراد المجتمع، أطلقت على شبكات التواصل الاجتماعي بالسعودية، محور اهتمام متزايد من قبل عدد من المهتمين بالعملية التربوية والتعليمية بالبلاد، والكثير من مستخدمي تلك الشبكات الإلكترونية.
والحملة التي حملت اسم «أتعلم» يتبناها ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي، عبر بث رسائل لتصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة، بأساليب تربوية متنوعة متجددة تواكب العصر، وجاءت تلك الحملة متزامنة مع بداية العام الدراسي بالسعودية.
وبحسب الموقع الرسمي لحملة «أتعلم» على شبكة الإنترنت، فإن الحملة تسعى إلى تشكيل رؤية مشتركة بين جميع المعنيين بالعملية التعليمية في السعودية، في إطار من المسؤولية الجماعية لتطوير التعليم العام، وتكوين إجماع حول أهمية التطوير ودعمه.
وتستهدف حملة «أتعلم» الطلاب والطالبات في مختلف المراحل الدراسية في مراحل التعليم العام والأسرة والمعلمين والمعلمات والمدارس، بالإضافة إلى المجتمع بمؤسساته وأفراده كافة.
وحول شعار الحملة الذي يرفع الرقم 15 فإنه يدل - بحسب الموقع التعريفي لحملة «أتعلم» - على اعتبار القرن الخامس عشر للهجرة الحالي هو نقطة التحول نحو تبني كل مواطن مقولة «أتعلم»، بينما يستخلص تجزئة ذات الرقم 15 فكرة عناصر العملية التعليمية الخمسة المتمثلة في «الطالب والأسرة والمعلم والمدرسة والمجتمع»، في حين يذهب الرقم واحد إلى أن جميع أولئك يسعون لتحقيق هدف واحد، وهو تحسين التعليم والتعلم.
من جانبه، أكد عبد العزيز السليمان، المشرف التربوي بالتعليم العام، أن وجود مثل تلك الحملة يعزز الممارسات التربوية الإيجابية من قبل جميع المعنيين بالتربية والتعليم، مؤكدا كون الحملة تستهدف مختلف شرائح المجتمع يجعل أثره أوسع نطاقا في دعم الأثر الإيجابي للحملة.
وأشار السليمان إلى أن إيجاد مفهوم الشراكة المجتمعية في تطوير ودعم العملية التعليمية في مؤسسات التعليم العام هو من الركائز التي تقوم عليها فلسفة التعليم لدى وزارة التربية والتعليم بالسعودية، مشيرا إلى التطور النوعي والكمي في الكثير من الإصلاحات التي طالت مفاصل العمل التربوي والتعليم خلال السنوات الماضية.
من جانبها، أوضحت فاتن الغامدي، مشرفة تربوية، أن مواكبة لغة العصر من خلال تبني الحملة الانتشار عبر شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت يعد بادرة إيجابية تحسب للقائمين على الحملة، موضحة أن تركيز المشاهد البصرية المقدمة من حملة «أتعلم» على موقع «يوتيوب» دون وجود حوار ونصائح مباشرة يشكل خطوة مهمة لإيصال الرسالة بأقصر الطرق للمتلقي.
وكانت حملة «أتعلم» قد نشرت عددا من مقاطع الفيديو عبر حسابها الخاص على شبكة «يوتيوب»، تركزت على رسائل لمشاهد قصيرة تعتمد على الخلفية الموسيقية والمشاهد التمثيلية الصامتة المعتمدة على لغة الجسد وتعبير الوجه للممثلين.
كما قدمت الكثير من التغريدات عبر حسابها في موقع «تويتر»، بالإضافة إلى حساب على موقع «فيس بوك»، تحمل في طيها رسائل ذات بعد قيمي يركز على بث الرغبة في نفوس أفراد المجتمع نحو التعليم والتعلم لتحقيق أهدافهم المستقبلية بحياة أفضل.
وفي ذات السياق، تلقى حساب حملة «أتعلم» على «تويتر» تساؤلات حول القائمين والممولين للحملة، فكان رد القائمين على الحساب بأن الحملة تأتي ضمن برنامج الشراكة المجتمعية بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والخاصة.
يشار إلى أن السعودية شهدت خلال السنوات القليلة الماضية عملية تصحيحية لأوضاع العملية التربوية والتعليمية بمدارس التعليم العام، حيث أطلق أضخم مشروع وطني لتطوير التعليم تمثل في مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم العام، الذي أخذ على عاتقه تقديم استراتيجية وطنية لتطوير التعليم وتقديم نقلة نوعية في الممارسات التعليمية والتربوية وفق خطط مرحلية تمتد إلى عام 2022.



وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب
TT

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

لا يخفى على أحد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام الاجتماعية على شبكة الإنترنت بالنسبة للأفراد والمؤسسات الخاصة والعامة والشركات التجارية والحكومات وأجهزة الأمن المحلية والدولية والمراكز الطبية هذه الأيام. إذ يتزايد استخدام هذه الوسائل بوتيرة مثيرة للاهتمام ويتعدد استخدامات هذه الوسائل في كثير من الحقول الهامة لتحسين أدائها وتطويرها وربط ما أمكن من معلومات ببعضها بعضا وتوفيرها لجميع المعنيين بأسرع وأوضح صورة ممكنة. ومن هذه الحقول بالطبع الحقل التعليمي، إذ كان من أول الحقول التي عملت على استغلال شبكة الإنترنت وحاولت الاستفادة من تقنياتها وقدراتها على التحفيز وتطوير أداء المعلمين والطلاب على حد سواء. وقد بدأت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا تلعب دورا جوهريا كبيرا في الحياة التعليمية، أكان ذلك في المدارس العادية أم في الجامعات الهامة.

تفوق في التواصل والأكاديميا
تشير الأرقام الأخيرة إلى أن نصف سكان المعمورة يستخدمون شبكة الإنترنت هذه الأيام، وأن عدد الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي على الشبكة ارتفع بنسب 21 في المائة من عام 2015 أي منذ عامين فقط. وقد وصل عدد الذين يستخدمون هذه الوسائل الاجتماعية إلى 2.8 مليار مستخدم العام الماضي.
وأظهرت آخر الدراسات لمؤسسة «يوني شوتس» الطلابية لإنتاج الفيديو، أن جامعة تتربع على عرش الجامعات البريطانية من ناحية عدد المتابعين لوسائلها الخاصة بالتواصل الاجتماعي. وأن جامعة كامبردج في المرتبة الثانية في هذا المجال.
أما في المرتبة الثالثة فقد جاءت كلية لندن للاقتصاد التي تعتبر من الجامعات الهامة على الصعيد العالمي في مجال العلوم الإنسانية. وقد حاولت شركة إنتاج الفيديو هذه التي أسسها بعض الخريجين التعرف عما إذا كان أي ترابط بين ترتيب صحيفة الـ«غارديان» البريطانية لأفضل الجامعات لعام 2018 وبين النتائج التي توصلت إليها حول عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي لهذه الجامعات.
وكما تقول تقول سيتا فارداوا في مقال خاص على موقع مؤسسة «ذا»، إن العلاقة بين ترتيب أفضل الجامعات وترتيب الجامعات من ناحية عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي لديها متنوع جدا وغير واضح وليس مشروطا. ففيما كان هناك ترابط في حالة جامعتي أكسفورد وكامبردج اللتين تحتلان المركزين الأول والثاني في كل من التصنيفين، جاءت جامعة لندن متروبوليتان (جامعة لندن الحضريةLondon Metropolitan University - وهي جامعة بحثية عامة) في المركز الرابع في ترتيب المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعية، بينما كانت في الترتيب 117 على لائحة صحيفة الـ«غارديان» لأفضل الجامعات.
لا بد من التذكير هنا بأن مؤسسة «ذا» أو موقع «ذا»، يهتم بتأمين المعلومات تزويد البيانات التي تدعم التميز الجامعي في كل قارة في جميع أنحاء العالم. وهي من المراجع الهامة والرائدة «في تصنيف الجامعات الأكثر تأثيرا في العالم، ولديها خبرة تقارب خمسة عقود كمصدر للتحليل والبصيرة في التعليم العالي»، كما لديها خبرة «لا مثيل لها في الاتجاهات التي يقوم عليها أداء الجامعة عالميا. وتستخدم بياناتنا وأدوات قياسها من قبل كثير من الجامعات المرموقة في العالم لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم الاستراتيجية».

{فيسبوك» نافذة للجامعات
وبالعودة لـ«يوني شوتس»، فقد أظهرت نتائج الدراسة الأخيرة أن الـ«فيسبوك» كان المنصة الأكثر اختيارا من قبل المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي والتي فضلوا استخدامها لمتابعة جميع الجامعات، وحصدت على أعلى الأرقام مقارنة مع بقية وسائل التواصل الأخرى.
ويقول مؤسس «يوني شوتس» روس ليندغرين، في هذا الإطار إنه «قررنا التركيز على (فيسبوك) و(إنستغرام) و(يوتيوب) في بحثنا الأولي لأن المحادثات التي أجريناها مع الطلاب تشير إلى أن هذه هي أكثر المنصات استخداما في السنوات الأخيرة». وقال روس ليندغرين، مؤسس «يوني شوتس»: «قررنا التركيز على (فيسبوك) و(إنستغرام) و(يوتيوب) في بحثنا الأولي لأن المحادثات التي أجريناها مع الطلاب تشير إلى أن هذه هي أكثر المنصات استخداما في السنوات الأخيرة». ويبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، التي ارتفع استخدامها في السنوات الأخيرة في بال ليندغرين، إذ أضاف أن المؤسسة تخطط في المستقبل للبحث في حجم استخدامات ومتابعات «تويتر» واستخدام «سناب شات». ومن النتائج التي أظهرتها الدراسة التي شملت 121 جامعة أيضا، أنه كان للجامعات التي كانت الأكثر نشاطا على وسائل التواصل الاجتماعي، أيضا أكبر عدد من الأتباع على جميع المنصات. وخصوصا في منصة حجم استخدام الـ«يوتيوب».
وتشمل هذه المنصات، عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي، عدد زيارات موقع الجامعة (بالملايين) خلال الأشهر الستة الأخيرة لعام 2017، وعدد المتابعين لـ«فيسبوك» في كل جامعة، عدد المتابعين لـ«إنستغرام» في كل جامعة، وعدد المتبعين لـ«يوتيوب» في كل جامعة.

وسيلة للطلاب الأجانب
وعلى صعيد آخر، أكد المدير الإداري في مؤسسة «هوبسونز» الخاصة بالتعليم العالي جيرمي كوبر أن الطلاب حول العالم يستخدمون مواقع الشبكات الاجتماعية للبحث واختيار كلياتهم هذه الأيام وأكثر من أي وقت مضى، وذلك في تعليق خاص حول كيفية استخدام الطلاب الأجانب لوسائل الإعلام الاجتماعية لاختيار إحدى الجامعات البريطانية للدراسة.
وقد كشف «المسح الدولي للطلاب - ISS» السنة الحالية أن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي تتزايد وتنمو باطراد بالنسبة للطلاب الدوليين أو الأجانب. كما أظهر المسح أن «حملات وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي تشكل كيف ينظر هؤلاء الطلاب المحتملون إلى المملكة المتحدة كمكان للدراسة».
ويقول كوبر، إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الآن بالنسبة للشباب الوسيلة الرئيسية لجمع المعلومات والتواصل مع أصدقائهم ومعارفهم. ويبدو من النتائج التي حصل عليها «المسح الدولي»، أن «83 في المائة من الطلاب المحتملين يستخدمون قنوات اجتماعية للبحث عن الجامعات، أي بزيادة قدرها 19 في المائة بين عامي 2016 و2017». وفيما «تختلف التفضيلات من بلد إلى آخر، فإن مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسية (فيسبوك) و(يوتيوب) و(إنستغرام) تهيمن على استخدام الشبكات الاجتماعية الأخرى والمعروفة».
ويبدو أن الطلاب يبدأون باستخدام وسائل الاتصال هذه قبل إجراء أي تحقيق حول مستقبلهم التعليمي وأين سيدرسون، الأمر الذي يشير إلى أهمية المشاركة المبكرة على هذه الوسائل. ويترافق هذا مع ارتفاع في نسبة عدد الطلاب والمهتمين باستخدام «واتساب» للتواصل مع الجامعات التي يهتمون بها ووصلت نسبة الارتفاع إلى 42 في المائة، بينما فضل 35 في المائة استخدام «فيسبوك».
وأهم ما كشفه بحث «المسح الدولي» هو أن هناك رابطا مباشرا وهاما وإيجابيا أيضا بين شعبية قنوات وسائل التواصل الاجتماعي للجامعات وعدد الطلاب الدوليين الذين تجذبهم هذه الجامعات.
ويبدو أيضا هناك دور كبير لطبيعة اللغة المستخدمة لقنوات التواصل الاجتماعي للجامعات، وطبيعة الترحيب بالطلاب الأجانب، في جذب الطلاب. إذ إن هذه القنوات قادرة على تكوين وتشكيل الكيفية التي ينظر بها الطلاب إلى الجامعات البريطانية بشكل عام.
ويتبين من نتائج «المسح الدولي» أن 84 في المائة من الطلاب الدوليين المحتملين يقولون إن حملات مثل حملتي «كلنا دوليون - #WeAreInternational» و«لندن مفتوحة - #LondonIsOpen» - بالإضافة إلى حملة عمدة لندن - تؤثر بشكل إيجابي على تصورهم عن المملكة المتحدة.

ترحيب إلكتروني
لاستقطاب الدارسين
يؤكد جيرمي كوبر في هذا المضمار، أن ترحيب الجامعات مهم جدا في عملية استقطاب الطلاب ومنحهم الشعور الإيجابي نحو الجامعة، إذ إن 31 في المائة من الطلاب الذين تم استطلاعهم يعتبرون عملية الترحيب العامل الرئيسي في اختيارهم للجامعة التي يريدون الدراسة فيها.
وعندما سأل الطلاب: ما إذا كانوا يستخدمون وسائل الاتصال الاجتماعي كجزء من عملية البحث عندما يقررون المكان الذين سيدرسون فيه، 90 في المائة من الطلاب الصينيين قالوا إنها جزء ضرورة في عملية البحث واتخاذ القرار، بينما جاء طلاب تايلاند في المرتبة الثانية بنسبة 86 في المائة ومن ثم طلاب ماليزيا بنسبة 80 في المائة وثم طلاب هونغ بنسبة 79 في المائة وبعدها طلاب الهند بنسبة 78 في المائة وثم نيجيريا بنسبة 72 في المائة وبعدها طلاب المملكة العربية السعودية بنسبة 68 في المائة وبعدها سنغافورة وكندا والولايات المتحدة الأميركية.