اتصال بوتين ـ عباس يشدد على مفاوضات فلسطينية ـ إسرائيلية برعاية الوسطاء

أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مكالمة هاتفية، أمس، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تركز البحث خلالها على آليات دفع ملف التسوية في الشرق الأوسط والمسائل المتعلقة بالتعاون الثنائي.
وقال بيان أصدره الكرملين، إن الطرفين تبادلا التهاني بأعياد الميلاد ورأس السنة، و«تبادلا الآراء حول مستجدات الوضع في الأراضي الفلسطينية».
وزاد أن الاهتمام، انصب خلال المكالمة على بحث المسائل المتعلقة بالتعاون الثنائي وآليات دفع التسوية في الشرق الأوسط. ووفقاً للبيان الرئاسي الروسي، فإن الطرفين «شددا مجدداً على ضرورة استئناف مفاوضات فلسطينية - إسرائيلية بناءة في أسرع وقت ممكن، تحت رعاية «رباعية» الوسطاء الدوليين».
وأفاد بيان أصدرته الرئاسة الفلسطينية، بأن عباس أكد خلال المكالمة على أهمية وقف الممارسات الإسرائيلية أحادية الجانب، بما في ذلك، الاستيطان ومصادرة الأراضي واستهداف منازل الفلسطينيين في القدس وعمليات ترحيلهم ومسائل التنكيل بالأسرى واحتجاز جثامين القتلى، ودعا إلى ضرورة «وقف إرهاب المستوطنين»، محذراً من أن استمرار هذه التصرفات الإسرائيلية «قد يؤدي إلى تفجير الأوضاع».
ولفت الرئيس الفلسطيني، إلى أن الخطوات الاقتصادية والأمنية، لا يمكن أن تكون بديلاً عن المسار السياسي. ونبه إلى خطورة «غياب المسار السياسي، واستمرار إسرائيل في رفض حل الدولتين والعمل على تقويضه ومواصلة تدابير خنق الاقتصاد الفلسطيني واقتطاع الأموال». ولوح بأن السلطة الفلسطينية سوف تلجأ إلى «اتخاذ قرارات حاسمة بهذا الخصوص، خصوصاً أننا على أبواب عقد اجتماع مهم للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية».
وشدد الرئيس الفلسطيني على ضرورة إطلاق مسار سياسي مستند لقرارات الشرعية الدولية، مع الأهمية الخاصة لعقد اجتماع اللجنة الرباعية الدولية على المستوى الوزاري. وكان هذا المطلب طرح خلال زيارة عباس إلى روسيا الشهر الماضي.
واستبقت موسكو تلك الزيارة بتأكيد سعيها لأحياء عمل اللجنة الرباعية الدولية، وأعرب وزير الخارجية سيرغي لافروف عن خيبة أمل بسبب امتناع «بعض الأطراف» عن تلبية الدعوة الروسية المتكررة لعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية لأطراف الرباعي الدولي. وعقدت اللجنة التي تضم روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ثلاثة اجتماعات في الشهور الماضية عبر تقنية الفيديو كونفرنس، وعلى مستوى المندوبين، لكن موسكو أوضحت أنه من أجل دفع عمل اللجنة، لا بد من تنظيم لقاء على المستوى الوزاري ليكون قادراً على اتخاذ قرارات ووضع آليات عملية لدفع عملية التسوية في الشرق الأوسط.
وكان لافتاً أن بوتين سعى خلال الزيارة إلى تأكيد التزام موسكو بنهجها المعلن حيال الملف الفلسطيني، وخاطب ضيفه مؤكداً أن «أهم ما أود أن أقوله هو أن موقف روسيا من المسار الفلسطيني في التسوية لم يتغير. يجب حل المشكلة الفلسطينية وفق القرارات السابقة لمجلس الأمن الدولي. على أساس عادل يراعي مصالح الجميع».
وتعهد الرئيس الروسي بـ«مواصلة العمل من أجل تحقيق هذا الهدف مهما كان ذلك صعباً».
في حين لفت عباس إلى ما وصفها «بدائل أخرى في حال عدم تطبيق حل الدولتين، مثل الذهاب لحل الدولة الواحدة أو تنفيذ قرار التقسيم الصادر في عام 1947، مضيفاً أنه من المتوقع عقد اجتماع المجلس المركزي الفلسطينية في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل لاتخاذ قرارات حاسمة إذا لم تستجب إسرائيل لنداء السلام وفق حل الدولتين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية». وقالت مصادر فلسطينية إن عباس دعا موسكو إلى ممارسة تأثيرها على إسرائيل لوقف «التصرفات الأحادية». ولفتت إلى أن «الجانب الفلسطيني يرحب بأي توسيع للدور الروسي في هذا المجال».