الجيش الإسرائيلي يرفض التصعيد في غزة

اعتبر «حماس» غير معنية بذلك

منحوتة من الرمل تحتفي بعام 2022 أنجزها شباب من غزة قرب شاطئ المتوسط (أ.ف.ب)
منحوتة من الرمل تحتفي بعام 2022 أنجزها شباب من غزة قرب شاطئ المتوسط (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يرفض التصعيد في غزة

منحوتة من الرمل تحتفي بعام 2022 أنجزها شباب من غزة قرب شاطئ المتوسط (أ.ف.ب)
منحوتة من الرمل تحتفي بعام 2022 أنجزها شباب من غزة قرب شاطئ المتوسط (أ.ف.ب)

أكدت مصادر عسكرية رفيعة في الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، أن «عملية القنص» التي نفذها فلسطيني، مساء الأربعاء، وأسفرت عن إصابة عامل إسرائيلي، لا تدل على تغيير ملموس في سياسة حماس؛ لذلك لن يصعد الرد على العملية بأكثر مما فعل (قصف مدفعي محدود).
وقد أعاد الجيش الإسرائيلي، العمل في الحقول القريبة من السياج الفاصل المحيط بقطاع غزة، أمس، وأزال الحواجز التي نصبها قرب السياج الفاصل وعند مداخل البلدات القريبة من القطاع. وكانت تلك رسالة علنية موجهة لحماس، بأنها لا تنوي التصعيد. وقالت المصادر، إن «قيادة الجيش في الجنوب، عقدت جلسة تقييم للوضع، فجر الخميس، وساد إجماع بين ممثلي الأذرع والأجهزة على أن حماس غير معنية بصدام أو تصعيد في الوقت الحاضر.
وحسب معلومات تم تسريبها لوسائل الإعلام العبرية، فإن «القناص الفلسطيني الذي أطلق النار باتجاه العامل الإسرائيلي قرب الجدار، ليس مبعوثاً من حماس، وفي الغالب هو ناشط تأثر من تصريحات قتالية لحماس ضد إسرائيل في الفترة الأخيرة. ولكن فحص الموضوع بعمق يبين أنه لم يتغير ميدانياً أي شيء في سياسة اللجم لحماس».
وكانت القوات الإسرائيلية قد ردت على عملية القنص، التي تسببت بجراح طفيفة للعامل، بإطلاق قذائف من دبابات إسرائيلية باتجاه خمسة مواقع لحماس في بلدتي بيت لاهيا ووادي غزة في القطاع. وحسب التقارير الفلسطينية، فإن ثلاثة أشخاص أصيبوا من جراء القصف الإسرائيلي.
وفي رد على سؤال، قال مسؤول إسرائيلي، إن حماس معنية بالانفراج الحالي، الذي تقوم فيه إسرائيل بتقديم تسهيلات كبيرة لقطاع غزة؛ فقد زادت عدد التجار والعمال، الذين يعملون في إسرائيل من 7 إلى 10 آلاف، وهم يعرفون أن إسرائيل تنوي رفع العدد إلى 13 أو 15 وربما 20 ألفاً، في حال استمر الهدوء. كذلك منحت 3500 مواطن في غزة أرقام بطاقات هوية، ليتاح لهم التنقل للعمل أو تلقي العلاج أو التعليم (مقابل 10 آلاف منحت لسكان الضفة الغربية). وفتحت الباب أمام زيادة عدد المرضى الذين يتلقون علاجات في إسرائيل، ليصبح 500 شخص في اليوم، وفتحت معبر كرم أبو سالم أمام منتوجات التصدير الزراعي والصناعي للخارج، تقريباً بلا حدود، وأتاحت تفعيل ماكينة ضخمة لطحن النفايات الصلبة وتدوير البلاستيك وغير ذلك.
وأضاف المسؤول «الإجراءات الإسرائيلية في غزة تدر مداخيل على أهل غزة بعشرات ملايين الدولارات، وحماس ليست معنية باستبدال ذلك، اليوم، بالدخول في حرب تؤدي إلى تدمير منشآتها في قطاع غزة وكوابيس على المواطنين».



انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.