مطالب بتحقيق جنائي مع نتنياهو لتمزيقه وثائق رسمية

بعد إقرار سكرتيره أنه أتلفها عند تشكيل الحكومة الجديدة

بنيت ونتنياهو بعد التصويت على الائتلاف الحكومي في الكنيست يونيو الماضي (رويترز)
بنيت ونتنياهو بعد التصويت على الائتلاف الحكومي في الكنيست يونيو الماضي (رويترز)
TT

مطالب بتحقيق جنائي مع نتنياهو لتمزيقه وثائق رسمية

بنيت ونتنياهو بعد التصويت على الائتلاف الحكومي في الكنيست يونيو الماضي (رويترز)
بنيت ونتنياهو بعد التصويت على الائتلاف الحكومي في الكنيست يونيو الماضي (رويترز)

طالبت «المنظمة من أجل جودة الحكم»، في إسرائيل، بإجراء تحقيق في الشرطة والمخابرات، للتيقن من قيام فريق عمل رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، بإبادة عدد من الوثائق قبيل مغادرته مقر الرئاسة على إثر سقوط حكومته.
وقالت المنظمة إن هناك ضرورة ملحة في معرفة مضمون هذه الوثائق وسبب تدميرها، وإلى أي مدى تتعلق بالإدارة السليمة أو قضايا سياسية أو أمنية معينة. وجاء هذا الطلب، في وقت أقرّ فيه سكرتير حكومة نتنياهو السابقة، تساحي برافرمان، بأنه أتلف وثائق كانت محفوظة في مكتب رئيس الحكومة، عند تشكيل الحكومة الجديدة.
يقول برافرمان، في تسجيل صوتي موثق، نشرته مواقع إخبارية في تل أبيب، أمس الخميس، إنه قبل أن يغادر، أخرج من الخزنة عدّة وثائق وأعطاها لنائبته، وأمرها بأن تمزقها حالاً. ومزقتها، وبهذا انتهى الأمر واكتمل».
وكان نتنياهو قد نفى في الماضي أن يكون هو أو أي من فريقه قد مزق وثائق، وقال بكل وضوح: «هذا كذب». إلا أن اعتراف برفرمان تتوافق مع شهادات موظفين آخرين في مكتب نتنياهو، أشاروا إلى إتلاف الوثائق قبل أن يخلي نتنياهو مكانه لنفتالي بنيت.
وتتم إحاطة موضوع مضمون الوثائق بستار حديدي مطبق. وفي الأسبوع الماضي، أفاد نير حيفتس، الشاهد الملك في محاكمة نتنياهو، خلال شهادته أمام المحكمة المركزية في القدس، أن نتنياهو «اعتاد إتلاف الوثائق والمستندات، إنه يتلف كل شيء، حتى لو كانت هناك قائمة بقالة، سيعمل على إتلافها». ونقلت صحيفة «هآرتس» في يونيو (حزيران) الماضي، عن موظفين في مكتب رئيس الحكومة، قولهم، إن نتنياهو شخصياً، هو الذي أمر بتمزيق الوثائق.
المعروف أن منظمة جودة الحكم، كانت قد رفعت التماسا إلى النيابة تطلب فيه التحقيق في تمزيق وإتلاف الوثائق في مكتب رئيس الحكومة السابقة. وجاء في رد النيابة، هذا الأسبوع، أنه «منذ مدة، يعمل المستشار القضائي للحكومة والنائب العام والشرطة ومكتب رئيس الحكومة، على معرفة الحقائق». وأضافت النيابة، أنه «في هذا السياق، تم اتخاذ إجراءات معينة. وفي الوقت نفسه، لم يتم استنفاد آليات الفحص المهني، ويقدر أن الأمر سيستغرق حوالي ثلاثة أشهر للقيام بذلك».
واعتبرت المنظمة هذا التحقيق، طويلاً، والمماطلة فيه لا تدل على فهم حيوية الموضوع. لذلك تطلب تحقيقاً جنائياً. ويذكر أن الخزنات الحكومية (حيث تم الاحتفاظ في الوثائق) تحفظ في عدة غرف في «الأكواريوم»، أي المنطقة التي لا يسمح الدخول إليها ويوجد فيها رئيس الحكومة وكبار مساعديه. ووفقاً للمنظمة، فإن الوثائق المحفوظة في الخزنات تشمل عادة جداول زمنية لكبار الموظفين في مكتب رئيس الحكومة، ومواد تتعلق بعملهم الدائم ووثائق أخرى، وليس واضحاً أي من هذه الوثائق تم تمزيقها، وكميتها.
وجرى نقل قسم من الوثائق التي حُفظت في الخزنات إلى أرشيف رئيس الحكومة، بموجب القانون، حيث سيتم حفظها بملفات كي يستخدمها بنيت وحكومته خلال عملهم ووفقاً للحاجة. لكن تمزيق الوثائق محظور قانونياً، ويجب حفظ جميع الوثائق، الشخصية وغير الشخصية، في أرشيف مكتب رئيس الحكومة.
وكشفت صحيفة «هآرتس»، أن هذه ليست المرة الأولى التي يتصرف فيها نتنياهو بالوثائق بهذه الصورة، وسبق وأن فعلها أيضا في عام 1999، حيث خسر الانتخابات لصالح إيهود باراك، واحتفظ نتنياهو لنفسه بوثائق سرية، خلافاً للقانون. وحتى إن قسماً منها وُصف بأنه «سر مفضل»، وهو تصنيف أعلى من «سري للغاية». وفي حينه أجرى ضابط أمن مكتب رئيس الحكومة والشاباك تحقيقاً سرياً.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.