«مواطنون ضد الانقلاب» لمقاضاة الحكومة التونسية

أعلنت 14 يناير المقبل «يوم غضب» ضد قرارات الرئيس

جانب من المظاهرات الرافضة لقرارات الرئيس سعيد وسط العاصمة (إ.ب.أ)
جانب من المظاهرات الرافضة لقرارات الرئيس سعيد وسط العاصمة (إ.ب.أ)
TT

«مواطنون ضد الانقلاب» لمقاضاة الحكومة التونسية

جانب من المظاهرات الرافضة لقرارات الرئيس سعيد وسط العاصمة (إ.ب.أ)
جانب من المظاهرات الرافضة لقرارات الرئيس سعيد وسط العاصمة (إ.ب.أ)

أعلنت مبادرة «مواطنون ضد الانقلاب» خلال ندوة صحافية أمس، أنها سترفع دعوى قضائية ضد الحكومة التونسية، التي ترأسها نجلاء بودن بخصوص قانون المالية لسنة 2022، الذي اعتبرته بمثابة «اختلاس للمال العام»، وعن تنفيذ تحركات احتجاجية في 14 من يناير (كانون الثاني) المقبل ليكون يوم غضب ضد ما أسمته «انقلاب الرئيس على الدستور».
وقال عضو الهيئة التنفيذية في مبادرة «مواطنون ضد الانقلاب»، جوهر بن مبارك، لوسائل إعلام محلية إنه سيتم تشكيل جبهة سياسية لمقاومة الانقلاب، لافتاً إلى تواجد تقارب بين عدة قوى سياسية تؤمن بالديمقراطية، رغم اختلافها فإنها دخلت في شراكات لرفض قرارات الرئيس سعيد.
وأقر بن مبارك بأن «هناك خطوات لتوسيع هذا التقارب في شكل جبهة من أجل مقاومة الانقلاب، والبحث عن حلول في إطار احترام المسار الديمقراطي والدستوري»، مؤكداً أن المشهد السياسي، باستثناء من وصفهم «بالحُزيبات غير المعترف بها» يقف ضد الانقلاب، داعياً الشعب التونسي إلى المشاركة في تعبئة غير مسبوقة يوم 14 يناير ليكون «يوم غضب ضد الانقلاب».
ويخوض حراك «مواطنون ضد الانقلاب»، الذي يضم نشطاء سياسيين مستقلين ونواباً بالبرلمان، إضراباً عن الطعام منذ خمسة أيام، احتجاجاً على ما وصفه بـ«الحكم الفردي، الذي يدفع بآلة القمع ومؤسسات الدولة لإخماد كل أصوات المعارضة».
بدوره، دعا حزب العمال اليساري، الذي يتزعمه حمة الهمامي، كل القوى الشعبية والاجتماعية إلى «توحيد الجهود من أجل التصدي للانحراف الخطير في الأوضاع نحو الديكتاتورية والقمع والفوضى» في تونس. كما دعا الحزب إثر انعقاد مجلسه الوطني في دورته الرابعة القوى الديمقراطية والتقدمية، بمختلف مشاربها، إلى مراجعة مواقفها من «انقلاب 25 يوليو (تموز)، ومن الخيار الشعبوي الهادف إلى الحفاظ على مصالح التحالف الرجعي الاستعماري الجديد، مع تغيير في شكل الحكم، والانتقال به من الديمقراطية التمثيلية المتعفنة والمتأزمة، إلى شكل حكم فردي استبدادي» على حد تعبيره.
وحث الحزب الشعب التونسي على «إسقاط ما تبقى من منظومة الحكم، وذلك بإزاحة الرئيس قيس سعيد ومشروعه الشعبوي الاستبدادي، ومنع حركة (النهضة) و(الحزب الدستوري الحر) من العودة إلى اضطهاد الشعب وقهره»، على حد قوله.
في سياق ذلك، حثت الولايات المتحدة السلطات في تونس على إطلاق مشاورات سياسية تشمل الجميع.
وجاء ذلك عقب لقاء السفير الأميركي بتونس، دونالد بلوم، برئيسة الحكومة نجلاء بودن، حيث «شدد بلوم على أهمية أن تؤمن تونس من الآن فصاعداً عملية تشاور سياسي شفافة تشمل الجميع»، بحسب بيان السفارة.
وشدد البيان على «دعم السفير ومساندته القوية لتطلعات شعبها (تونس) إلى أن ترعى شؤونه حكومة فعالة، ديمقراطية، وشفافة تحمي الحقوق والحريات». كما أعرب عن دعمه اعتماد إصلاحات اقتصادية من شأنها أن تدفع النمو الاقتصادي، وتعزز خلق مواطن الشغل لعامة التونسيين.
وكان الرئيس سعيد قد أعلن عن خريطة طريق سياسية، تبدأ مطلع 2022 بإطلاق استشارة وطنية على منصات إلكترونية بشأن الإصلاحات السياسية، وتنظيم استفتاء شعبي يوم 25 يوليو المقبل وانتخابات تشريعية في 17 ديسمبر (كانون الأول) القادم، غير أن الرئيس سعيد لم يشر إلى ترتيبات بشأن حوار مع الأحزاب أو المنظمات الوطنية.
وتزايدت حدة الانتقادات للرئيس سعيد بعد أن جمد التدابير الاستثنائية منذ 25 من يوليو الماضي، كما جمد البرلمان وعلق العمل بمعظم مواد الدستور، وبرر خطوته بوجود مخاطر على الدولة، وبتفشي الفساد والفوضى. لكن خصومه اتهموه بـ«الانقلاب» على الدستور واحتكار السلطات.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.