مطالبات بمحاكمة صالح.. وقادة ألوية عسكرية يعلنون تأييد شرعية الرئيس هادي

قصف عنيف لضواحي صنعاء.. وأنباء عن مقتل قائد حوثي ميداني في عدن

طفل يمني بعد أن ملأ حاويات بماء من نقطة تزويد للمياه في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
طفل يمني بعد أن ملأ حاويات بماء من نقطة تزويد للمياه في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

مطالبات بمحاكمة صالح.. وقادة ألوية عسكرية يعلنون تأييد شرعية الرئيس هادي

طفل يمني بعد أن ملأ حاويات بماء من نقطة تزويد للمياه في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
طفل يمني بعد أن ملأ حاويات بماء من نقطة تزويد للمياه في صنعاء أمس (إ.ب.أ)

تواصلت، أمس، إعلانات الألوية العسكرية تأييدها لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وعلمت «الشرق الأوسط» أن اللواء أول مشاة بحري، أعلن تأييده للشرعية، في حين أعلن العميد يحيى أبو عوجه، قائد اللواء 135 في محافظة حضرموت، ولاءه للشرعية، وقبل ذلك أعلن اللواءان 111 و112، تأييدهما للشرعية في اليمن، وذلك بعدما وجهت إليهم قيادة «عاصفة الحزم» خطابا واضحا بأن من لم يعلن ولاءه للشرعية سوف يكون هدفا لضربات العملية العسكرية وهدفا للإجراءات العقابية من قبل الحكومة اليمنية. في هذه الأثناء، يواصل اللواء 35 مدرع في محافظة تعز، الموالي للشرعية، مساعيه لبسط السيطرة على المحافظة، ويخوض اللواء العسكري مواجهات، منذ عدة أيام، مع مجاميع حوثية مسلحة في تعز، حيث تسعى قوات اللواء إلى بسط سيطرتها وتأمين النقاط الأمنية والشوارع والمقار الحكومية في المدينة من وجود هذه الميليشيات، وسبق أن أعلنت قيادة المنطقة العسكرية الثانية تأييدها للشرعية وكذا قيادات الألوية: 137، 127 و123، غير أن الأوساط اليمنية تطرح تساؤلات كثيرة حول أهمية إعلان تأييد الشرعية، وترى أن يقترن ذلك بالمشاركة في مقاومة الميليشيات الحوثية والقوات التي ما زالت موالية للرئيس المخلوع صالح.
وأكد سياسيون يمنيون لـ«الشرق الأوسط» أن إعلان هذه القوات العسكرية تأييدها للشرعية يمثل «ضربة قاصمة للرئيس المخلوع ونهاية لطموحه في العودة إلى السلطة أو اعتلاء نجله أحمد كرسي الرئاسة»، وأن «هذه الولاءات الجديدة تضاف إلى أن صالح بات مطلوبا هو ونجله»، وقال محسن بن فريد، أمين عام حزب رابطة أبناء اليمن لـ«الشرق الأوسط» إن «الرئيس السابق علي عبد الله، بات مذموما مدحورا مقهورا مرتجفا، يبعث أزلامه في حزب المؤتمر الشعبي العام إلى العاصمة السعودية الرياض وغيرها بحثا عن ملجأ ومأوى وسبيل للنجاة»، ويردف بن فريد أن «كل اﻷبواب في وجه ذلك الحاوي، الذي كان يفتخر بأنه كان يرقص على رؤوس الثعابين في اليمن. ولم يبق أمامه إلا جهنم في أحد كهوف سنحان أو مران». ويؤكد السياسي اليمني أن صالح بات مصيره معروفا وهو القتل أو الأسر والمحاكمة «وبالأخص على جرائمه بحق جنوب اليمن»، وعقب أن فضحت مصادر خليجية طلب صالح خروجا آمنا من اليمن له ولعائلته، ارتفعت الكثير من الأصوات في مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن للمطالبة بمحاكمته وإلغاء الحصانة التي حصل عليها بـ«مكرمة من الأشقاء في السعودية حرصا على استقرار اليمن، لكنه أبى إلا أن يسيء إلى اليد التي امتدت إليه بالخير»، حسب تعبير إحدى المداخلات.
وفي التطورات في جنوب البلاد، حيث تصدت المقاومة الشعبية في مديرية البريقة بمحافظة عدن، فجر أمس، لمحاولة تسلل لميليشيات الحوثي وصالح إلى رأس عباس الساحلية غرب مدينة البريقة، وقال مصدر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إنه بعد أن منيت قوات الرئيس المخلوع وزعيم الحوثيين بهزيمة مدوية، أول من أمس، وعلى أيدي المقاومة وطيران التحالف، أقدمت هذه الميليشيات باستخدام قوارب الصيد على محاولة الالتفاف على المقاومة المتقدمة في ضواحي صلاح الدين، وذلك من خلال إنزال مجاميع مسلحة في ساحل رأس عباس الواقع خلف منطقة صلاح الدين وبمحاذاة منشأة مصافي عدن، إلا أن هذه المحاولة تم إحباطها وإعادة الميليشيات على أعقابها. وأضاف المصدر أن القوات الموالية لصالح والحوثي توجد حاليا في منطقة عمران الساحلية غرب صلاح الدين، ومن هناك تقوم بإطلاق نيران مدفعيتها صوب الأحياء السكنية الكائنة في مواجهة عمران، لافتا في السياق ذاته إلى أن المقاومة الشعبية باتت في وضعية جيدة من ناحية امتلاكها للعتاد، فعلاوة على السلاح الواصل لها من خلال طيران التحالف تمكنت هذه المقاومة من الحصول على السلاح الثقيل المتمثل بالدبابات وراجمات صواريخ والمدفعية وجميعها حصلت عليها من قوات صالح المنسحبة.
وفي مدينتي المعلا وكريتر بعدن، قامت جماعة من المقاومة الشعبية بمهاجمة نقطة تفتيش نصبتها ميليشيات الحوثي وصالح في مدخل مدينة المعلا وتحديدا عند بوابة مبنى السلطة المحلية ظهر أمس الخميس، وذلك من خلال قذيفة «آر بي جي» على مصفحة وأفراد النقطة المرابطين فيها، وأفاد مصدر لـ«الشرق الأوسط» بأن المقاومة اشتبكت مع أفراد النقطة والمتمركزين في مبنى السلطة المحلية الذي شهد، أمس، مواجهات مسلحة بين المقاومة والقوات المحتلة له وهذه الاشتباكات سمعت أصوات أسلحتها إلى أماكن مختلفة من المدينة، وأضاف المصدر أن العملية تأتي في إطار التمشيط لفلول صالح والحوثي الموجودة في أطراف المدينة من جهة الجنوب، فضلا عن وجود محدود في مدخلي مدينة كريتر الغربي والشرقي ومن خلال جماعة قنّاصة تمركزوا في المباني المرتفعة وبدأوا إطلاق رصاصهم دون تفريق بين مسلح ومواطن أعزل، منوها بأن آخر ضحايا هؤلاء القناصة كان طبيبا واسمه عبد الرحمن ياسين كوكني، أصيب أمس برصاصة قنّاصة بينما كان واقفًا في طابور على رغيف الخبز وحالته خطرة، كما قتل، أيضا، شخص آخر في مدينة المعلا اسمه مياس محمد رجب الشبوطي وهو رياضي يلعب في نادي شمسان الرياضي، بينما كان يساعد الأهالي على إصلاح الكهرباء، وكذا إصابة طفلة في العاشرة من عمرها في المعلا وشخص رابع اسمه علي حسين المحضار أصيب برصاصة قنّاصة برأسه فجر أمس عندما كان في منزله في حي الشريف، والشخص ما زال في العناية المركزة، يذكر أن قنّاصة الحوثي وصالح يتمركزون في تلال معاشيق المحيطة بقصر الرئاسة في مدينة كريتر، وكذا جبل حديد في خور مكسر وفنادق دار سعد شمال عدن وعمارات ومؤسسات حكومية في المعلا، ولقي مسلحان حوثيان مصرعهما، مساء أمس، في اشتباكات مع المقاومة الشعبية في كورنيش ساحل أبين، شرق حي خور مكسر بعدن.
تواصلت الضربات الموجعة التي تتلقاها الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في اليمن، وتؤكد مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن صفوف هذه القوات بدأت في التخلخل جراء الضربات الجوية، إضافة إلى ضعف وجودهم في الجبهات القوية التي كانوا يفرضون فيها سيطرة خلال الأسبوعين الماضيين، وشن طيران التحالف في عملية «عاصفة الحزم»، أمس، المزيد من الغارات التي تستهدف مواقع الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وقالت مصادر محلية في صنعاء إن التحالف استهدف أماكن تجمعات للحوثيين في منطقة حوث في محافظة عمران بشمال صنعاء، وإن العشرات من الميليشيات سقطوا قتلى وجرحى، وأشارت المصادر إلى أن الغارات استهدفت مخازن للأسلحة والذخيرة والوقود، كما استهدف القصف معسكرا خاصا بقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس المخلوع صالح، وتستمر الغارات في استهداف هذا المعسكر الذي يعتقد أنه يحتوي على صواريخ كان تم توجيهها إلى دول الجوار والمحافظات التي لم ترضخ لسيطرة الحوثيين.
وفي العاصمة صنعاء سمع دوي ثلاثة انفجارات عنيفة تهز الجهة الغربية من صنعاء، مع تجدد الغارات على العاصمة بعد نحو 24 ساعة من الهدوء النسبي، وسمعت المضادات الأرضية وهي ترد على تحليق طيران التحالف في المدينة. وفي التطورات، ترددت أنباء، أمس، عن مقتل القائد الحوثي الميداني صالح الشامي، في إحدى الغارات التي استهدفت معسكر بدر، في حي خور مكسر بعدن، إضافة إلى عدد من القيادات الحوثية الأخرى، هذا ولم يعترف الحوثيون، حتى اللحظة، بمقتل أي من قياداتهم الميدانية، منذ الضربة الأولى لـ«عاصفة الحزم»، التي أكدت الأنباء مقتل عدد من القيادات الحوثية الميدانية خلالها، في حين أكد مواطنون في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين يقومون بدفن قتلاهم في المواجهات التي تدور في مختلف المناطق، ليلا في بعض مقابر صنعاء، في ظل إجراءات أمنية مشددة ومنع للمواطنين من المشاركة ومنع المرور في الشوارع التي توجد فيها تلك المقابر.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.