أدلة علمية جديدة على «التهرب المناعي» لـ«أوميكرون»

دراسة قالت إن جرعة معزِّزة من لقاحَي «الرنا المرسال» أفضل للحماية

أدلة علمية جديدة على «التهرب المناعي» لـ«أوميكرون»
TT

أدلة علمية جديدة على «التهرب المناعي» لـ«أوميكرون»

أدلة علمية جديدة على «التهرب المناعي» لـ«أوميكرون»

أضافت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة كولومبيا، بالتعاون مع علماء في جامعة هونغ كونغ، مزيداً من الأدلة على أن متغير «أوميكرون» يمكن أن «يتجنب الحماية المناعية التي تمنحها اللقاحات والعدوى الطبيعية»، وهو ما يدعم الحاجة إلى لقاحات وعلاجات جديدة تتوقع كيفية انتشار الفيروس.
وفي الدراسة التي قادها ديفيد هو، من كلية «فاجيلوس للأطباء والجراحين» بجامعة كولومبيا، ونُشرت نتائجها في العدد الأخير من دورية «نيتشر»، اختبر الباحثون قدرة الأجسام المضادة الناتجة عن التطعيم على تحييد متغير «أوميكرون» في الاختبارات المعملية التي تحرّض الأجسام المضادة ضد الفيروسات الحية وضد الفيروسات الكاذبة التي تم إنشاؤها في المختبر لتقليد المتحور الجديد.
والسمة المذهلة لمتغير «أوميكرون» هي العدد المثير للقلق للتغيرات في بروتين الأشواك الفيروسي (بروتين سبايك)، الذي يمكن أن يشكّل تهديداً لفاعلية اللقاحات الحالية والأجسام المضادة العلاجية.
وكانت الأجسام المضادة من الأشخاص الذين تم تلقيحهم مرتين بأيٍّ من اللقاحات الأربعة الأكثر استخداماً: «موديرنا، وفايزر، وأسترازينيكا، وجونسون آند جونسون»، أقل فاعلية بشكل ملحوظ في تحييد متغير «أوميكرون» مقارنةً بالفيروس الأصلي، وكانت الأجسام المضادة من الأفراد المصابين سابقاً أقل احتمالية لتحييد «أوميكرون».
ومن المرجح أن يتمتع الأفراد الذين تلقوا جرعة معزِّزة من أحد لقاحَي «الرنا المرسال» (فايزر، وموديرنا) بحماية أفضل، على الرغم من أن أجسامهم المضادة أظهرت نشاطاً معادلاً متضائلاً ضد «أوميكرون».
ويقول ديفيد هو، في تقرير نشره في 23 ديسمبر (كانون الأول)، موقعُ جامعة كولومبيا: «تشير النتائج الجديدة إلى أن الأفراد المصابين سابقاً والأفراد الذين تم تطعيمهم بالكامل معرّضون لخطر الإصابة بمتغير (أوميكرون)، وحتى جرعة معزِّزة ثالثة قد لا تحمي بشكل كافٍ من عدوى (أوميكرون)، ولكن بالطبع يُنصح بالحصول على واحدة، حيث ستستفيد من بعض المناعة».
وتتوافق النتائج مع دراسات التحييد الأخرى، فضلاً عن البيانات الوبائية المبكرة من جنوب أفريقيا والمملكة المتحدة، والتي تُظهر أن فاعلية جرعتين من اللقاحات ضد الأعراض المرضية قد تم تقليلها بشكل كبير ضد متغير «أوميكرون».
وعند تناول الأجسام المضادة وحيدة النسيلة في وقت مبكر من الإصابة، يمكن أن تمنع الكثير من الأفراد من الإصابة بفيروس (كوفيد - 19)، لكن الدراسة الجديدة تشير إلى أن جميع العلاجات المستخدمة حالياً والأكثر قيد التطوير تكون أقل فاعلية بكثير ضد «أوميكرون»، إذا كانت تعمل على الإطلاق.
وفي دراسات المعادلة مع الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، حافظ واحد فقط وهو (Brii198) معتمد في الصين على نشاط ملحوظ ضد «أوميكرون».
وفي هذه الدراسة، حدد مختبر «هو» أربع طفرات جديدة في «أوميكرون»، والتي تساعد الفيروس على تجنب الأجسام المضادة، ويجب أن تفيد هذه المعلومات في تصميم الأساليب الجديدة لمكافحة المتغير الجديد.
ويقترح ديفيد هو، أن العلماء «سيحتاجون إلى تطوير لقاحات وعلاجات يمكنها بشكل أفضل توقع كيفية تطور الفيروس».


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.