البرلمان المصري يناقش وزير التعليم وسط انتقادات النواب

TT

البرلمان المصري يناقش وزير التعليم وسط انتقادات النواب

بعد جدل ومطالبات بحضوره إلى البرلمان لمناقشة طلبات إحاطة بشأن وزارته، شارك وزير التربية والتعليم المصري طارق شوقي، في الجلسة العامة لـ«مجلس النواب»، أمس، فيما انتقد نواب سياسات التعليم وتوظيف المدرسين في عهده، بينما دافع الرجل بالتأكيد بأن «أزمات التوظيف ترتبط بمنظومة كاملة وعمل وزارات أخرى».
ودعا الوزير أمس، النواب إلى تقديم مقترحاتهم للعمل، وقال إن «الباب مفتوح أمام جميع الأعضاء بالمجلس للمساهمة في تطوير عملية التعليم في المراحل كافة»، وذلك رداً على طلبات الإحاطة والأسئلة والمناقشة العامة التي وجهها النواب إلى الوزير.
وأضاف الوزير: «عملية تطوير التعليم ليس مسؤولية وزارة التربية والتعليم وحدها بل نحن جميعاً مشاركون في هذه المهمة الوطنية، والحكومة ومجلس النواب في جبهة واحدة من أجل تطوير التعليم، والهدف واحد، هو الوصول إلى تعليم يليق بتاريخ مصر ويتواكب مع التكنولوجيا الموجودة في العالم». وقبيل بدء الجلسة ذكّر رئيس مجلس النواب حنفي جبالي، الأعضاء، بقواعد المناقشة عبر الأدوات الرقابية الموجهة إلى وزير التربية والتعليم طبقاً للائحة الداخلية للمجلس، على أن تكون مدة الكلمة الموجهة إلى الوزير دقيقتين، مؤكداً أنه «لن يسمح بالخروج عن موضوع الأداة الرقابية المحددة وسيتم إغلاق المكبر حال حدوث ذلك»، وتابع: «وزير التربية والتعليم سيردّ بصورة مجمعة ولن يتم السماح بمناقشة مع الوزير أو مقاطعته».
وخلال الجلسة قال الوزير: «لم أعمل من قبل بالسياسة وأتحدث بشكل فني معكم، وما الذي يمكن أن نحله وأن نفعله وما الذي نحتاج إليه من مساعدات لتنفيذه»، وبشأن أزمة تعيين 36 ألف معلم، أوضح الوزير أن «هناك قرارات بعدم التعيين في مفاصل الدولة كافة»، مشيراً إلى أنه «يريد تعيينات جديدة من أجل المشاركة في هذه العملية التعليمية وسيطالب ومجلس النواب معه باستثناء هذه الفئة من هذه القرارات».
وعندما قال وزير التعليم إن «قيمة الحصة (20 جنيهاً مصرياً) التي يتم تقديمها للمتطوعين بالعمل كمعلمين لم تصل إلينا من وزارة المالية، وإنما دبّرناها من موارد الوزارة الذاتية»؛ قاطعه رئيس البرلمان، وطالبه بـ«عدم التفرع إلى نقاط متعلقة بوزارتي المالية والصحة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.