152 طالباً وطالبة من بين 103 آلاف يتأهلون لمعرض «إبداع 2022»

جانب من المؤتمر الصحافي للإعلان عن نتائج مرحلة المعارض المركزية (تصوير: علي الظاهري)
جانب من المؤتمر الصحافي للإعلان عن نتائج مرحلة المعارض المركزية (تصوير: علي الظاهري)
TT
20

152 طالباً وطالبة من بين 103 آلاف يتأهلون لمعرض «إبداع 2022»

جانب من المؤتمر الصحافي للإعلان عن نتائج مرحلة المعارض المركزية (تصوير: علي الظاهري)
جانب من المؤتمر الصحافي للإعلان عن نتائج مرحلة المعارض المركزية (تصوير: علي الظاهري)

أعلنت مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) ووزارة التعليم، اليوم (الثلاثاء)، نتائج مرحلة المعارض المركزية للأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع 2022» في نسخته الثانية عشرة، الذي يقام بمركز الملك سلمان بن عبد العزيز الدولي للمؤتمرات في المدينة المنورة، خلال الفترة بين 2 و5 فبراير (شباط) المقبل.
وأوضح الدكتور سعود المتحمي، الأمين العام لمؤسسة «موهبة»، أن 152 مشروعاً في 20 مجالاً علمياً تأهلوا لمعرض التصفيات النهائية للأولمبياد، بعد اجتيازهم تقييم اللجنة للأعمال ومستوى مشاركة الطلاب وفهمهم للمشاريع، منوهاً بأن «إبداع 2022» يعد أحد أبرز المشاريع المشتركة والحيوية التي تجسد الشراكة الفاعلة بين المؤسسة والوزارة لخدمة الموهوبين والموهوبات.
وأشار المتحمي، خلال مؤتمر صحافي، إلى أن المشاريع المتأهلة شملت مجالات حيوية ذات أولوية وطنية، تسهم في تحقيق مستهدفات «رؤية السعودية 2030»، وستتنافس في المعرض الختامي للفوز بجوائز الأولمبياد، ونيل شرف تمثيل المملكة في معرض «ريجينيرون» للعلوم والهندسة (آيسف 2022)، الذي تستضيفه الولايات المتحدة في الفترة من 8 إلى 13 مايو (أيار) المقبل.

بدوره، ثمّن مدير عام الإدارة العامة للموهوبين المكلف بوزارة التعليم، الدكتور يحيى المفرح، الشراكة مع «موهبة»، وقال، إننا قطفنا ثمار الجهود التي بذلت خلال الدورات السابقة بنشر ثقافة البحث العلمي والابتكار في الميدان التربوي، وإحداث حراك علمي لافت بين الطلبة، والذي توّج بحصول السعودية على مراكز عالمية متميزة في المشاركات الدولية.
وبيّن المفرح أن المشاريع المشاركة خلال هذا العام تجاوز الـ103 آلاف مشروع، مقارنة بـ51 ألف مشروع العام الماضي، وكذلك مشاركة 8300 مشروع على مستوى الإدارات التعليمية، مقارنة بـ3500 مشروع العام الماضي.
من جهته، استعرض الدكتور باسل السدحان، نائب أمين عام «موهبة» لخدمات الموهوبين، المشاريع المشاركة في التصفيات النهائية لأولمبياد «إبداع 2022»، حيث اشتملت على 8 مناطق، احتلت مكة المكرمة الصدارة بـ50 مشروعاً، تلتها المنطقة الشرقية بـ41 مشروعاً، فالرياض بـ36 مشروعاً، ثم المدينة المنورة بـ12 مشروعاً، وجازان بـ5 مشاريع، فمنطقتا القصيم وعسير بـ4 مشاريع لكل منهما، وأخيراً نجران بـ3 مشاريع علمية.
وأفاد بأن مشاريع البنات التي تأهلت للمعرض الختامي بلغت 99 مشروعاً مقابل 56 للبنين، مضيفة، أن مشاريع طلبة الصف الثالث الثانوي جاءت في الصدارة بـ82 مشروعاً، ثم الثاني الثانوي بـ42 مشروعاً، فالأول الثانوي بـ23 مشروعاً، ثم الثالث المتوسط 4 مشاريع، والثاني المتوسط 3 مشاريع، وأخيراً الأول المتوسط مشروعان.
وفي مسار المجالات، ذكر السدحان، أن مجال الطب والعلوم الحيوية احتل صدارة المشاريع المتأهلة بـ19 مشروعاً، تلاه مجال الطاقة الكيميائية بـ14 مشروعاً، ثم الروبوت والأجهزة الذكية بـ13 مشروعاً، ومجالا الكيمياء وعلم المواد بـ11 مشروعاً لكل منهما، ثم مجالا الفيزياء والنظم المدمجة بـ9 مشاريع لكل منهما، بالإضافة إلى مجالَي الهندسة الميكانيكية وعلوم المواد بـ8 مشاريع لكل منهما، ثم مجالات الطاقة الفيزيائية، وعلم الأحياء الخلوية الجزيئية، وعلوم الأرض بـ7 مشاريع لكل منها، فمجالا نظم البرمجيات، والعلوم الاجتماعية والسلوكية بـ6 مشاريع لكل منهما، ثم الهندسة البيئية، والهندسة الطبية الحيوية، وعلم الأحياء الحسابية والمعلوماتية بـ5 مشاريع لكل مجال، والكيمياء الحيوية بمشروعين، وأخيراً الرياضيات، والعلوم الطبية الانتقالية، وعلم الأحياء الدقيقة بمشروع واحد لكل مجال منهم.



«ليالي روكسي»... حكايةُ ولادة أول فيلم سينمائي سوري

لدى المسلسل ما يقوله وسط الكلام المُكرَّر وما يُصوِّره خارج المشهد الجاهز (البوستر الرسمي)
لدى المسلسل ما يقوله وسط الكلام المُكرَّر وما يُصوِّره خارج المشهد الجاهز (البوستر الرسمي)
TT
20

«ليالي روكسي»... حكايةُ ولادة أول فيلم سينمائي سوري

لدى المسلسل ما يقوله وسط الكلام المُكرَّر وما يُصوِّره خارج المشهد الجاهز (البوستر الرسمي)
لدى المسلسل ما يقوله وسط الكلام المُكرَّر وما يُصوِّره خارج المشهد الجاهز (البوستر الرسمي)

لا ينطبق على مسلسل «ليالي روكسي» تصنيفه ضمن أعمال «البيئة الشامية» بتعريفها المُستَهلك. جماليته البصرية وخطّه الدرامي الرئيسي يُنقذانه من الذوبان في النمط ويُحرّرانه من الانطباع المُسبَق. يُضاف إليهما بناء الشخصيات وأزياؤها. فالمرأة حاضرة بأحلامها وطموحها ومحاولاتها للوصول إلى ما تختاره، لا ما يقرّره الرجل والمجتمع عنها. المواجهة الصعبة تخوضها بنفسها، ونظرتها إلى الحياة تتجاوز مفاهيم محدودة رسَّختها مسلسلات «البيئة». هي هنا تُطلق جناحيها وتُحلِّق.

يعود المسلسل «ورشة كتّاب» إلى عشرينات القرن الماضي في سوريا ويصوِّر الجانب المضيء من الواقع. وإذا كان العنوان العريض يتمحور حول ظروف إنجاز أول فيلم سينمائي سوري، «المتّهم البريء» عام 1928، فإنّ ما يتفرَّع يمسُّ موضوعات الحبّ والزواج والطلاق والخصومة الشخصية. خطّان يسيران بالتوازي، مع حرصٍ على ألا يحدُث ما يُشتِّت مسار الخطّ الأول.

يعود المسلسل إلى عشرينات القرن الماضي في سوريا (البوستر الرسمي)
يعود المسلسل إلى عشرينات القرن الماضي في سوريا (البوستر الرسمي)

للعمل موّالُه يُغنّيه على ليلاه. لديه ما يقوله وسط الكلام المُكرَّر، وما يُصوِّره خارج المشهد الجاهز. ويُحسَب له التفنُّن في رَسْم الشخصيات ومَنحها حيّزاً يتخطّى المُنتَظر منها في أعمال «البيئة الشامية». فالبطلة الرئيسية، «توتة» (سلاف فواخرجي)، ليست تلك الحسناء المُنهمِكة بإرضاء الزوج والخائفة طوال الوقت من أن يأتي إليها بضرّة. شخصيتها تقلُب الطاولة: تتخلّى عن جميع المُشكِّكين: الأم والحبيب والأصوات التي تقول لها إنّ الأحلام مستحيلة.

نتابع اكتمال التحضيرات لإنجاز أول فيلم سوري وردّ الفعل بين مؤيّد ومُعارض. والمسلسل، ليُبعد عنه بُطء الحدث ودورانه حول فكرة واحدة، يُطعّم سياقه بتعدُّد المواقف. وهذه غَرْفٌ مما تكتفي به غالباً دراما «البيئة»، مع بعض التعديلات. فنرى عِراك الحارة، وهي هنا شارع روكسي في دمشق، وإشكالاً سببه الشاربَيْن. ونسمعُ العبارة الشهيرة «ابن عمي»، ونلمح علامات الرضا حين تُكلّم الزوجة زوجَها؛ وما لا مجال لاكتمال السِيرة من دونه: التلويح بضرّة (شخصية «عطا» التي يقدّمها أيمن زيدان) أو حضورها بأشكال المناكفة مع ضرّتها (منزل «فرزت» الذي يؤدّي شخصيته عبد الفتاح المزين).

المرأة حاضرة بأحلامها وطموحها ومحاولاتها للوصول إلى ما تختاره (فيسبوك)
المرأة حاضرة بأحلامها وطموحها ومحاولاتها للوصول إلى ما تختاره (فيسبوك)

لكنّ ذلك مكانه الخلفية. لا يتقدّم لإدراكه بأنّ المجال الأوسع ليس له. يطلّ كلما دعت الحاجة لخَرْق إيقاع وتبديل مشهدية. ما يتقدّم هو العلامة الفارقة في المسلسل: المشهد الثقافي الدمشقي على وَقْع زمن الانتداب الفرنسي. والمفارقة أنه هنا ظِلّ، لا «عدو» بمعنى الشمَّاعة التي تُعلَّق عليها جميع الإخفاقات. ذلك يتجسّد بعنصرَي الأمن الهزيلَيْن مثل مهرّجَيْن. حتى الآن، ليس الهَم «مقاومة الاحتلال» ولا مَدّ «الثوار» بالسلاح على طريقة ما قُدِّم حدّ التخمة. الهمُّ جمالي، فنّي، نوستالجي، من دون أن يعني ذلك غياب الحسّ الوطني ونداء الحرّية والاستقلال.

ويُشكّل حضور دريد لحام ومنى واصف لمسة عاطفية. يجمعهما «ليالي روكسي» بعد 42 عاماً على لقائهما في مسلسل «وادي المسك» عام 1982. يفتتحانه بسيرهما معاً وسط منازل الشام المتراصفة مثل حبات الرمان. الموسيقى في الخلفية، وهما يردّدان الحقيقة المؤلمة: «الأحلام مثل البشر. قد تشيخ أيضاً». ذلك الحضور اللطيف يُمهِّد لعالم ساحر: السينما والأضواء وصوت البكرات والشغف. وكما هي أغنية الشارة، «يا طِيرة طيري يا حمامة» التراثية، بتوزيع جديد بصوت لينا شاماميان، تتّخذ منى واصف اسم «طيرة» في المسلسل، وتُمرّر كلمات بالإنجليزية، بينما دريد لحام بشخصية «عبد الوهاب» يُدرّب «توتة» على احتراف التمثيل ويحرّضها على الحلم.

يُشكّل حضور دريد لحام ومنى واصف لمسة عاطفية (فيسبوك)
يُشكّل حضور دريد لحام ومنى واصف لمسة عاطفية (فيسبوك)

لافتة الأزياء، تُكثِّف حضور الشخصيات. ولافتة الصورة، كأنّ المخرج محمد عبد العزيز يُقدّم لوحة فنّية، فنرى الألوان بدفئها وعمقها والمعاني وراءها. عند هذا الحدّ، يُغرّد المسلسل خارج السرب. يكترث المخرج للخصوصية ولا يُفرّط في فرادة شخصياته، فنرى جوان خضر بإطلالة مختلفة، وجيني إسبر عرجاء، ورنا ريشة مجرَّدة من الأنوثة، ولوريس قزق بلهجة القاف المشدَّدة، وتطلُّ ليلى سمور بشخصية «هدية» بعد غياب عن الدراما السورية. الشخصيات مُطرَّزة، تشمل آخرين أيضاً، وتُحمِّس لانتظار مرور أسماء من التاريخ. في الفنّ تشارلي تشابلن الذي زار سوريا لحضور عرض فيلمه «أضواء المدينة» في سينما «زهرة دمشق» بساحة المرجة، فيُمثّل شخصيته خالد عثمان. وفي السياسة، أحد مؤسّسي الكتلة الوطنية التي قادت الحركة المناهضة للاستعمار الفرنسي في سوريا حتى عام 1946، فخري البارودي، ويمثّل شخصيته وائل رمضان.

للمسلسل مزاجه، وقد يراه البعض بطيئاً ومملاً. لا تتسارع الأحداث ولا تتزاحم المفاجآت، بقدر ما يتمهَّل برسم ملامح زمن ساحر تلفحه ذكريات الأوقات الحلوة في القهوة على أنغام العود، وفي سينما «الكوزموغراف» الغارقة في الأضواء الخافتة، والمسرح الذي سُمّي آنذاك «المَرْسح»، وقسم السوريين بين متنوِّر ومحافظ، ومُشجِّع ومُدين لِما قيل إنه «فساد المجتمع لعمل النساء في الفنّ».

بكُلِّها، تُقدّم سلاف فواخرجي شخصية أول ممثلة سورية بعد 17 عاماً على أدائها شخصية الفنانة أسمهان. وأيمن زيدان لم يكشف أوراق الشخصية كاملةً بعد. الشخصيات في موقعها. ما لا يُفهَم ولا مُبرّر له، تكرار ابن المخرج، تيم عزيز، عبارته في مسلسل «النار بالنار»، «حظي لوتو»، والعبارة الشهيرة لتيم حسن في مسلسل «تاج»، «شوكتلو هيبتلو». أين أباه من ردعه عما يضرّ موهبته لنصدّق أنه ممثل؟