المدرجات الزرقاء ترفع «البطاقة الحمراء» في وجه جارديم

الخسارة الأخيرة وضعت المدرب البرتغالي تحت طائلة النقد

ماريغا وفييتو يتحسران بعد نهاية مباراة الفتح (تصوير: علي الظاهري)
ماريغا وفييتو يتحسران بعد نهاية مباراة الفتح (تصوير: علي الظاهري)
TT

المدرجات الزرقاء ترفع «البطاقة الحمراء» في وجه جارديم

ماريغا وفييتو يتحسران بعد نهاية مباراة الفتح (تصوير: علي الظاهري)
ماريغا وفييتو يتحسران بعد نهاية مباراة الفتح (تصوير: علي الظاهري)

أصبحت العلاقة بين المدرج الأزرق والبرتغالي ليوناردو جارديم مدرب الهلال على صفيح ساخن، فبعد أن كانت الأصوات تطالب برحيله على استحياء عبر منصات التواصل الاجتماعي، تحولت اليوم إلى هتافات علنية في المدرجات، وذلك بعد مواجهة الهلال التي خسرها أمام الفتح بثلاثية.
وتعرض الهلال لخسارة ثانية على التوالي أمام فريق الفتح المُنهك بالغيابات جراء ظروف الإيقاف، وإصابة 6 من عناصر الفريق بفيروس كورونا وغيابهم عن مواجهة الهلال، وهي الخسارة التي جاءت بعد تعثر الأزرق أمام غريمه التقليدي النصر في المواجهة المؤجلة من الجولة الثامنة.
وبطبيعة الحال، من يشاهد مسيرة الهلال في الدوري يدرك وجود خلل فني واضح، تراجع على إثره الأداء الهجومي، حتى بات الفريق يحتل المركز السادس في قائمة الفرق الأكثر تسجيلاً للأهداف، وذلك برصيد 18 هدفاً فقط، مقابل 15 هدفاً في شباكه.
علاوة على أن الهلال خاض 13 مباراة، مع امتلاكه مباراة مؤجلة أمام المتصدر الاتحاد؛ حيث كسب 5 مباريات وتعادل في 6 منها، مقابل تعرضه لخسارتين على التوالي. وافتقد الفريق فرصة اعتلاء صدارة الدوري بعد أن كانت له 3 مباريات مؤجلة، خسر منها واحدة أمام النصر، وتعادل أمام الفيحاء، قبل خسارته أمام الفتح، التي تجمد معها رصيده النقطي عند 20 نقطة فقط.
ورغم تحقيق الهلال لقب بطولة دوري أبطال آسيا للمرة الثانية خلال 3 أعوام، وهي البطولة التي حققها البرتغالي ليوناردو جارديم مدرب الفريق الذي تسلم قيادة الفريق منذ مواجهة دور الـ16، ثم ربع النهائي، مروراً بنصف النهائي أمام الغريم التقليدي النصر، ثم المباراة النهائية، فإن هذا اللقب لم يشفع لجارديم عند الجماهير.
وهتفت الجماهير الهلالية في مدرجات ملعب الأمير فيصل بن فهد، مطالبة برحيل المدرب جارديم من قيادة الفريق، خاصة بعد استمرار العثرات وظهور الفريق بمستوى باهت وابتعاده عن الأسلوب الذي عُرف عليه الهلال في السنوات الأخيرة.
ويبدو أن جارديم يعيش فتراته الأخيرة مع الأزرق، رغم تجديد ثقة الإدارة بالمدرب للمرة الثانية على التوالي، ومطالبته بتعديل أوضاع الفريق فنياً؛ حيث إن المطالبات الجماهيرية المتكررة ستعجل برحيل المدرب، خاصة أن الفريق تنتظره استحقاقات هامة، يأتي في مقدمتها كأس السوبر في 6 يناير (كانون الثاني) أمام الفيصلي.
بدأ جارديم مسيرته في الدوري بانتصار صعب أمام الطائي الصاعد حديثاً لدوري المحترفين السعودي، وبهدف في الدقيقة الأخيرة من عمر المواجهة، قبل أن يعود وينتصر بصعوبة أمام التعاون بهدفين مقابل هدف، إذ حضرت أهداف الهلال في الدقائق العشر الأخيرة.
في ثالثة مباريات الفريق الأزرق، التقى مع نظيره الباطن، وخيم التعادل السلبي بلا أهداف على المباراة التي أقيمت في العاصمة الرياض، وفي الجولة الخامسة التقى الاتفاق وكسب المباراة بـ3 أهداف لهدفين، قبل أن يعود للتعثر مجدداً بتعادله أمام الشباب في الجولة السادسة التي انتهت بهدفين لكل منهما.
وأمام الحزم، كان الهلال قريباً من الفوز في المواجهة التي أقيمت بمدينة الرس، إلا أن الفرنسي غوميز أهدر ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله ويواصل معها الهلال رحلة تعادلاته.
وفي الجولة التاسعة، استضاف الهلال نظيره الرائد، وبعد أن تقدم بهدفين استقبلت شباكه هدفين من الرائد، ليتعادل الفريقان مع الدقيقة 88 من عمر المواجهة، قبل أن ينجح غوميز بتسجيل الهدف الثالث وقيادة فريقه لفوز صعب أمام الرائد، وبعدها بجولة عاد الهلال للتعادل مع الأهلي بهدف لمثله في المواجهة التي جمعت بينهما بمدينة جدة.
وفي الجولة الحادية عشرة، استضاف الهلال نظيره فريق ضمك الذي يعتبر منافساً على الصدارة، ونجح الهلال بكسب المواجهة بهدفين دون مقابل لتحضر مباراة ضمك كأبرز المباريات في الدوري المحلي التي كسبها الهلال دون عناء.
وقبل فترة التوقف الأخيرة بسبب بطولة كأس العرب، تعادل الهلال مع نظيره فريق أبها بهدف لمثله في المباراة التي أقيمت خارج أرض الفريق العاصمي، وخلال فترة التوقف كانت الفرصة مواتية للهلال لتحسين أوضاعه وترتيب أوراقه، إلا أن الفريق الأزرق واصل نتائجه السلبية التي حرمت الفريق فرصة اعتلاء الصدارة.
وفي مبارياته المؤجلة، تعادل الهلال أولاً مع الفيحاء بنتيجة سلبية من دون أهداف، قبل أن يخسر في مباراته المؤجلة من الجولة الثامنة أمام غريمه التقليدي النصر بهدفين دون مقابل، وهي الخسارة التي أدخلت الفريق مرحلة معنوية صعبة، خاصة في ظل ابتعاد الفريق الأزرق عن فرصة اعتلاء الصدارة.
وفي مواجهة الفتح، كانت التوقعات تشير إلى انتصار هلالي، في ظل الغيابات الكبيرة التي يعاني منها فريق الفتح، إلا أن الهلال تعثر بـ3 أهداف مقابل هدفين، ومعها زادت مطالب الجماهير برحيل المدرب الذي صنع معجزة موناكو الفرنسي، وقاده لدور نصف النهائي في أعتى المنافسات (بطولة دوري أبطال أوروبا).
ويملك جارديم قيمة فنية كبيرة في عالم التدريب، إلا أنه يعاني حالياً بسبب النهج التكتيكي الذي يسير عليه، والذي أثبت بعد هذه المباريات عدم جدواه لفريق مثل الهلال الذي اعتاد على أسلوب آخر مغاير تماماً.
وسيظل الحديث عن رحيل جارديم حاضراً في ظل النتائج السلبية التي يحققها الفريق، وسط توقعات برحيله في الفترة القريبة المقبلة، خاصة أن الهلال تنتظره استحقاقات كبيرة، أبرزها المشاركة في كأس العالم للأندية في فبراير (شباط) المقبل.


مقالات ذات صلة

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

رياضة سعودية فريق نجران يأمل تحقيق الاستفادة الكاملة من معسكره الخارجي (تصوير: عدنان مهدلي)

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

يقيم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأخدود معسكراً تحضيرياً في أبوظبي بدءا من اليوم الأحد ولمدة أسبوعين.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية ترقب لانطلاق دوري تحت 21 عاما (الاتحاد السعودي)

اتحاد القدم السعودي يطلب مرئيات الأندية حول «دوري تحت 21 عاماً»

وجَّهت إدارة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تعميماً لجميع الأندية، وذلك لإبداء مرئياتها تمهيداً لإطلاق دوري تحت 21 عاماً، الموسم الرياضي المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش يتألق بقميص الهلال (رويترز)

وكيل سافيتش: سيرجي سعيد في الهلال… ويتطلع لمونديال الأندية

أكد أوروس يانكوفيتش، وكيل اللاعب الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، أن الشائعات بأن لاعب الهلال سيعود قريباً إلى الدوري الإيطالي غير صحيحة.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».