استنفار بعد اعتقال 3 مهندسين إيرانيين في الرقة

TT

استنفار بعد اعتقال 3 مهندسين إيرانيين في الرقة

تشهد الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والموجودة في ريف محافظة الرقة، حالة من التوتر والاستنفار الأمني عقب اعتقال قوات الأمن الداخلي «الأسايش» الكردية، ثلاثة إيرانيين قيل إنهم مهندسون في طريق عودتهم من المركز الثقافي بمدينة الحسكة ضمن مناطق سيطرة قوات النظام، باتجاه مطار القامشلي للسفر إلى العاصمة دمشق، حسبما أفادت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».
إلا أن وكالة الأنباء التركية (الأناضول)، قالت إن الاعتقال جرى خلال توجه المهندسين من مطار القامشلي الواقع ضمن مناطق سيطرة النظام إلى مدينة الحسكة، لإصلاح مضخات مياه الشرب فيها. ونقلت «الأناضول» عن مصادرها، أن العناصر الكردية أوقفت السيارة التي كانت تقلّ المهندسين واقتادوهم إلى جهة مجهولة مع سائقهم سوري الجنسية. كما أفادت الوكالة بأن الجانب الروسي حاول التدخل لإطلاق سراح المهندسين الثلاثة. وتعاني محافظة الحسكة من أزمة مياه حادة، نتيجة توقف الضخ في محطة علوك التي تغذّي المحافظة من القوات التركية.
مصادر محلية في الرقة أفادت بنشر ميليشيا «لواء فاطميون» الأفغاني وميليشيا «حزب الله العراقي» التابعتين لإيران عناصرهما وقواتهما على المعابر البرية الواصلة بين مناطق سيطرة قوات النظام ومناطق سيطرة (قسد) وعلى جميع خطوط التماس بين الطرفين في أرياف الرقة. حيث تقوم بالتفتيش والتدقيق في البطاقات الشخصية.
ونقلت شبكة «عين الفرات» الإخبارية السورية المعارضة، عن مصدر عسكري قوله: «إن الميليشيات الإيرانية نشرت عشرات العناصر في معبر صفيان والهورة والسبخة وخطوط التماس، معظمهم من ميليشيا (حزب الله العراقي)». كما بثّت الشبكة صوراً قالت إنها «جانب من التعزيزات الإيرانية التي توجهت للانتشار على المعابر في أرياف الرقة». وأضافت الشبكة أنَ الميليشيات الإيرانية رفعت رايتها بدلاً من أعلام قوات النظام على المعابر بين الطرفين، وأوقفت الشاحنات التجارية التي تتوجه نحو مناطق سيطرة «قسد»، وأجبرتها على عدم الانتظار في ساحة المعبر والتوجه نحو مناطق سيطرتها المشتركة مع قوات النظام شرقي الرقة.
على صعيد متصل، ذكرت مصادر في دير الزور، أن إيران تسعى لتشكيل ميليشيا جديدة تستقطب أبناء المنطقة تحت اسم «تجمع قوات العشائر» على غرار «الحشد الشعبي» في العراق، تتبع الحرس الثوري الإيراني. وبثّت شبكة «عين الفرات»، الجمعة الماضية، صوراً قالت إنها «حصرية تُظهر بدء عمليات التدريب على المدفعية والأسلحة الثقيلة ضمن معسكرات الميليشيات التابعة لإيران، في بادية التبني بريف دير الزور الغربي الخاضع لسيطرة قوات النظام».
كما ذكرت الشبكة أن ميليشيا «حركة النجباء» وميليشيا «حزب الله العراقي»، بدأتا، أول من أمس (السبت)، التدريبات المشتركة في بادية التبني غربي دير الزور بحضور قيادات من الحرس الثوري الإيراني وقيادات ميدانية للميليشيات. وبلغ عدد المتدربين 50 عنصراً من أبناء المنطقة.



سكان في غرب اليمن يكابدون للحصول على المياه النظيفة

انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
TT

سكان في غرب اليمن يكابدون للحصول على المياه النظيفة

انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)

مع دخول الحرب التي أشعلها الحوثيون عامها العاشر، لا يزال ملايين من النازحين يعانون جراء غياب الخدمات ويعيشون في تجمعات تفتقر لأبسط مقومات الحياة، حيث تشكل أزمة المياه النظيفة في مناطق الساحل الغربي لليمن واحدة من صور المعاناة التي يعيشها النازحون بسبب الحرب.

يقول حسن، وهو أب لأربعة أطفال وصل إلى منطقة «يختل» قبل خمس سنوات، إنهم يسيرون لساعات من أجل جلب بضعة صفائح من الماء، وفي بعض الأيام، يعود وأطفاله خالي الوفاض، حيث يبدو أن المياه تفرّ بعيداً عن متناول اليد.

الصراع من أجل المياه في اليمن تفاقم بسبب سنوات الحرب (الأمم المتحدة)

ولأن الحرب أجبرت أكثر من 4.5 مليون يمني على ترك منازلهم، فقد لجأ الكثير منهم إلى قرى ريفية مثل «يختل» القريبة من ميناء المخا على ساحل البحر الأحمر، ومع وصول المزيد من الأسر النازحة، وغالباً لا يحملون سوى الملابس على ظهورهم، زاد الضغط على الموارد الشحيحة بالفعل.

وفي ظل هذه الظروف، يتنافس السكان المتزايدون على الوصول إلى المياه والمأوى والخدمات الأساسية؛ مما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي يواجهها كل من النازحين والسكان المحليين. كما أدى انخفاض خصوبة التربة وزيادة ملوحة مصادر المياه وارتفاع مستويات سطح البحر إلى تهديد الزراعة على طول الساحل الغربي، خصوصاً في هذه المنطقة.

لهذا؛ يجد سكان المنطقة، الذين اعتمدوا في السابق على الزراعة على نطاق صغير لإعالة أسرهم، أنه من المستحيل تقريباً زراعة المحاصيل أو إطعام مواشيهم، حيث أصبح المناخ معادياً بشكل متزايد لأساليب الزراعة التقليدية.

كما أن صيد الأسماك على نطاق صغير، الذي كان أيضاً شريان حياة للاقتصاد المحلي، في انحدار. ومع فشل المحاصيل وتناقص مخزون الأسماك، أصبح لدى السكان خيارات أقل.

مهمة صعبة

يقرّ محمد علي، وهو أحد سكان «يختل» بالصعوبة، حيث يستيقظ كل يوم قبل الفجر للبحث عن الماء، وهي مهمة تستهلك صباحاته وتستنزف طاقته، كما أن رحلاته اليومية إلى نقاط المياه المشتركة محفوفة بعدم اليقين، هل سيجد ما يكفي من المياه لأسرته أم لا.

وفق المنظمة الدولية للهجرة، تفاقم الصراع من أجل المياه بسبب سنوات الحرب التي دمَّرت البنية الأساسية التي كانت ذات يوم حيوية للبقاء؛ لأن نظام المياه، الذي تم بناؤه في الأصل لخدمة 200 منزل، أصبح الآن ممتداً إلى ما هو أبعد من حدوده، في محاولة لتلبية احتياجات أكثر من 1500 أسرة، بما في ذلك مئات النازحين الذين هربوا من العنف في مناطق خطوط التماس بين القوات الحكومية والحوثيين.

البحث اليومي عن المياه يستهلك وقت الأسر وطاقتها لفترة طويلة (الأمم المتحدة)

من خلال إعادة تأهيل خطوط الأنابيب وبناء نقاط مياه جديدة، ساعدت تدخلات المنظمة الأممية في تخفيف العبء على الأسر وتخفيف الصراع على الموارد. كما يعالج المشروع المخاطر الصحية من خلال ضمان حصول كل من المجتمعات المضيفة والأسر النازحة على وصول موثوق به إلى المياه النظيفة.

وجزءاً من هذه الجهود في منطقة «يختل»، يتم توسيع شبكة توزيع المياه. ويشمل ذلك تركيب أنابيب أكبر وبناء مرافق تخزين مياه إضافية، وضمان توزيع العرض المحدود بكفاءة عبر المجتمع.

وبحسب المنظمة الأممية، تم إدخال أنظمة ضخ المياه بالطاقة الشمسية؛ مما يوفر مصدر طاقة مستداماً يقلل من الاعتماد على الوقود الباهظ الثمن وغير المتاح في كثير من الأحيان، ومساعدة المجتمعات على تحمل التقلبات الجوية المتطرفة مثل الفيضانات بشكل أفضل.

مساعدة على الصمود

تتضمن جهود منظمة الهجرة الدولية ترقية نظام المياه لتحسين قدرته على الصمود في مواجهة الفيضانات، والتخطيط بعناية لتجنب المناطق المعرضة للفيضانات وإنشاء تدابير وقائية، بالإضافة إلى ذلك، سيتم تركيب أجهزة تعقيم المياه بالكلور الأوتوماتيكية لتطهير المياه.

وبينما يتم إحراز تقدم في منطقة «يختل»، تستمر صراعات مماثلة في أجزاء أخرى من الساحل الغربي اليمني وفقاً للمجتمع الإغاثي، ففي مخيم للنازحين في حيس، يشارك سامي، وهو أب لاثني عشر طفلاً، قصة مألوفة عن المشقة، ويذكر أن معظم الأشخاص الذين يذهبون لجلب المياه هم من الأطفال؛ فهم لا يذهبون إلى المدرسة لأنهم مضطرون إلى المساعدة.

الجفاف يهدد مناطق واسعة باليمن مما يتسبب في شح المياه (إ.ب.أ)

تؤكد المنظمات الإغاثية أن عدم القدرة على الحصول على المياه النظيفة أدى إلى حرمان أطفاله من التعليم؛ مما أجبرهم على القيام بدورة من الأعمال المنزلية اليومية.

وبغرض معالجة النقص الحاد في المياه، تشرف منظمة الهجرة الدولية على بناء بئر جديدة من شأنها أن توفر مياه نظيفة وموثوقة لآلاف الأسر النازحة والمجتمعات المضيفة.

تجزم المنظمات الإغاثية أنه ومن خلال توفير هذا المصدر الثابت للمياه، سيتم تخفيف العبء المادي على الأسر وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالمياه الملوثة، لكن رغم ذلك، تظل التحديات هائلة، حيث يستمر تغير المناخ والأحداث الجوية المتطرفة في جميع أنحاء اليمن في تضخيم أزمة المياه؛ مما يزيد من ضغوط الصراع والنزوح.