تركيا تفصل 24 ألف عسكري منذ الانقلاب الفاشل

المعارضة اتهمت إردوغان بمحاولة تصفية الجيش

اتهمت المعارضة التركية إردوغان باستغلال محاولة الانقلاب لتصفية الجيش والتخلص من كل معارضيه (رويترز)
اتهمت المعارضة التركية إردوغان باستغلال محاولة الانقلاب لتصفية الجيش والتخلص من كل معارضيه (رويترز)
TT

تركيا تفصل 24 ألف عسكري منذ الانقلاب الفاشل

اتهمت المعارضة التركية إردوغان باستغلال محاولة الانقلاب لتصفية الجيش والتخلص من كل معارضيه (رويترز)
اتهمت المعارضة التركية إردوغان باستغلال محاولة الانقلاب لتصفية الجيش والتخلص من كل معارضيه (رويترز)

كشفت تركيا عن فصل آلاف العسكريين من الخدمة في صفوف الجيش التركي، عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في 15 يوليو (تموز) 2016، التي نسبتها السلطات إلى «حركة الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن، الحليف الأوثق سابقاً للرئيس رجب طيب إردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم حتى اندلاع الخلافات بينهما عام 2013. وذكر بيان لوزارة الدفاع التركية، أمس (السبت)، أنه تم فصل 24 ألفاً و256 من عناصر القوات المسلحة، من بينهم 150 جنرالاً و10528 ضابطاً، إلى جانب استمرار التحقيقات الإدارية مع 1185 جندياً. وقالت وزارة الدفاع إنه تم تنفيذ 176 عملية كبرى منذ محاولة الانقلاب، وعلى مدى 5 سنوات. وتتهم السلطات التركية، العسكريين المفصولين، بالانتماء إلى حركة الخدمة، التي صنفتها «تنظيماً إرهابياً» عقب محاولة الانقلاب، بينما تقول المعارضة إن إردوغان استغل محاولة الانقلاب لتصفية الجيش، والتخلص من كل معارضيه في مختلف مؤسسات الدولة، إذ لم تتوقف الحملات التي أعقبت محاولة الانقلاب، والمستمرة حتى الآن على الجيش، وإنما امتدت إلى جميع المؤسسات وشملت سياسيين وصحافيين ورجال أعمال ومثقفين معارضين، إلى جانب إغلاق مئات المدارس والجامعات والمنافذ الإعلامية.
في سياق متصل، قالت مصادر أمنية، أمس، إنه تم اعتقال 8 أشخاص بتهمة الانتماء لحركة غولن، من قبل قوات الدرك بمنطقة عسكرية محظورة بولاية أدرنة، شمال غربي البلاد، أثناء محاولتهم الهروب إلى اليونان بطرق غير قانونية. وقالت المصادر إنه سبق توقيف 51 شخصاً من عناصر الحركة، الخميس الماضي، أثناء محاولتهم الهروب إلى اليونان عبر بحر إيجة. وتتهم أنقرة حركة غولن بالوقوف وراء تدبير محاولة الانقلاب في 2016، وطالبت الولايات المتحدة، مراراً، بتسليمه، حيث يقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية منذ عام 1999 كمنفى اختياري، بسبب استهدافه وحركته في حقب سابقة من جانب الحكومات العلمانية في تركيا، لكن واشنطن ترفض تسليمه دون تقديم أدلة قاطعة للقضاء الأميركي تؤكد ضلوعه في تدبير محاولة الانقلاب. والأسبوع الماضي، أبدت وزارة الخارجية التركية انزعاجها من عدم وصف «حركة الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن بـ«التنظيم الإرهابي»، كما يطلق عليها في تركيا، كـ«تنظيم إرهابي» في تقرير وزارة الخارجية الأميركية حول الإرهاب للعام 2020. واستخدم التقرير الأميركي مصطلح «شخصية سياسية في المنفى طوعاً» لوصف غولن، لافتاً إلى أنه «بعد محاولة الانقلاب عام 2016، عرفت الحكومة التركية حركة الخدمة، على أنها (منظمة فتح الله غولن الإرهابية)». ولفت التقرير إلى الإجراءات القمعية التي تستهدف حركة غولن، قائلاً: «تواصل الحكومة التركية احتجاز واعتقال كل من الأجانب المقيمين في تركيا والمواطنين الأتراك، بمن فيهم الموظفون المحليون في البعثات الدبلوماسية الأميركية، في الغالب على أساس ارتباطهم بحركة غولن، وبعد الانقلاب في عام 2016، استندت الحكومة لأدلة غير كافية وعملية قضائية قصيرة للغاية، لطرد أكثر من 125 ألف موظف حكومي من مناصبهم في المؤسسات العامة، واعتقلت أكثر من 96 ألف مواطن، وأغلقت أكثر من 1500 منظمة غير حكومية بتهمة الانتماء لحركة غولن التي صنفتها تنظيماً إرهابياً». واتهم التقرير تركيا بـ«استخدام التعريف الواسع للإرهاب لتجريم الحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير». وأصدرت الحكومة التركية، أول من أمس، قراراً بتجميد الأصول المالية لـ770 شخصاً، ومؤسسة، قالت إنهم يتبعون تنظيمات إرهابية ويمولون الإرهاب. وشمل القرار الصادر عن وزارة الخزانة والمالية التركية، الذي نُشر بالجريدة الرسمية أمس، 454 من أعضاء حركة غولن إلى جانب تجميد الأصول المالية لوقف «نياغرا» التابع للحركة، الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.