الميليشيات ترد على خسائرها بجريمة جديدة ضد سكان مأرب

223 قتيلاً حوثياً وتدمير 17 آلية عسكرية بغارات جوية

مقاتلون من القوات الحكومية اليمنية خلال صدهم هجمات حوثية جنوب محافظة مأرب (رويترز)
مقاتلون من القوات الحكومية اليمنية خلال صدهم هجمات حوثية جنوب محافظة مأرب (رويترز)
TT

الميليشيات ترد على خسائرها بجريمة جديدة ضد سكان مأرب

مقاتلون من القوات الحكومية اليمنية خلال صدهم هجمات حوثية جنوب محافظة مأرب (رويترز)
مقاتلون من القوات الحكومية اليمنية خلال صدهم هجمات حوثية جنوب محافظة مأرب (رويترز)

ردت الميليشيات الحوثية أمس (السبت) على خسائرها المتواصلة في جبهات محافظة مأرب اليمنية، بارتكاب مجزرة جديدة في أوساط المدنيين، خلَّفت 11 قتيلاً وجريحاً على الأقل، بينهم أطفال، وفق ما أفادت به المصادر الرسمية.
وبينما يواصل الجيش اليمني والمقاومة الشعبية المعارك ضد الميليشيات، في جبهات مأرب والجوف، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن (السبت) تنفيذ عشرات الاستهدافات الجوية المساندة، مؤكداً تدمير آليات عسكرية ومقتل عشرات العناصر الحوثية.
وأوضح التحالف في تغريد بثته «واس»، أنه نفذ 40 عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب والجوف خلال 24 ساعة؛ مؤكداً أن الاستهدافات دمرت 17 آلية عسكرية، وكبَّدت الميليشيات الحوثية خسائر بشرية تجاوزت 223 عنصراً إرهابياً.
إلى جانب ذلك، أفاد التحالف بأنه نفذ عمليتي استهداف بالساحل الغربي لدعم قوات الساحل وحماية المدنيين؛ حيث تواصل القوات هناك تقدمها؛ لا سيما في مديرية مقبنة شمالي جنوب تعز.
هذه التطورات جاءت بعد ساعات من استهداف الميليشيات لمحافظة صامطة في جنوب السعودية، بمقذوف أدى إلى مقتل سعودي ويمني وإصابة آخرين، وهو الأمر الذي لقي تنديداً واسعاً.
وفي معرض تعليق السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، على العملية الإرهابية، قال في تغريدة على «تويتر»، إن «الميليشيا الحوثية قتلت يمنياً وسعودياً في جازان بسلاح إيراني من الأراضي اليمنية، وهو عمل إرهابي إجرامي، في استمرار لسفك الحوثيين للدماء اليمنية والمدنية في كل مكان، ورفضهم لكل دعوات وقف إطلاق النار وجهود السلام».
وأضاف آل جابر: «يعمل في المملكة قرابة مليونَي يمني، ويعيشون بأمن وأمان أسوة بإخوتهم المواطنين والمقيمين، ويحوِّلون أكثر من 4 مليارات دولار سنوياً، ليستفيد منها أهلهم وأقاربهم في اليمن الذين يصل عددهم لقرابة 15 مليون شخص، كما يعزز ذلك الاقتصاد اليمني، وينعكس إيجابياً على حياة كل الشعب اليمني».
وفي سياق الهجوم الحوثي الذي استهدف منطقة مدنية أمس (السبت) في مأرب، ذكرت السلطات المحلية أن 3 مدنيين قتلوا، وأصيب 8، بينهم طفلان، في القصف الصاروخي على سوق شعبية جنوبي مدينة مأرب.
ونقلت المصادر الرسمية عن مدير مكتب حقوق الإنسان بمأرب، عبد ربه جديع، قوله: «إن ميليشيا الحوثي الإرهابية قصفت مجمع آل جابر، وسط سوق شعبية جنوبي مدينة مأرب، بصاروخ باليستي أسفر عنه سقوط 3 شهداء، بينهم الطفل عبده حسن عضمان (14 عاماً)، وإصابة 8 آخرين، بينهم الطفل حسين قاسم حسن ذو الثلاثة أعوام، وألحق أضراراً مادية بالمجمع ومحيطه».
ووصف المسؤول اليمني المحلي «استمرار قصف الميليشيا للأسواق الشعبية والأحياء السكنية ومخيمات وتجمعات النازحين في محافظة مأرب، وتعمدها استهداف المدنيين وقتل النساء والأطفال»، بأنه «يثبت للعالم سلوكها الإجرامي، ونهجها العدواني، وإصرارها على انتهاك كافة القوانين والمعاهدات الدولية التي تحمي المدنيين، وتجرِّم استهدافهم في الصراعات والحروب».
في السياق الميداني، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني، بمقتل وإصابة العشرات من عناصر الميليشيات الحوثية، بنيران الجيش والمقاومة وغارات جوية لمقاتلات التحالف الداعم للشرعية، جنوبي مأرب وغربها.
وبحسب ما نقله الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر.نت): «شهدت مختلف جبهات القتال في الجبهة الجنوبية من مأرب معارك عنيفة، عقب هجمات فاشلة للميليشيا، تزامنت مع أخرى كسرها الجيش والمقاومة بجبهتي الكسارة، والمشجح، غربي المحافظة».
في السياق نفسه، قال الموقع العسكري، إن مقاتلات تحالف دعم الشرعية استهدفت مواقع وتعزيزات الميليشيا الحوثية على امتداد مسارح العمليات القتالية؛ حيث أسفرت المواجهات والضربات عن مصرع وإصابة العشرات من عناصر الميليشيا، علاوة على تدمير آليات وعربات قتالية.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».