بوتين يشكك في وجود أمة أوكرانية... وكييف تتهمه بالسعي إلى «تدميرها»

موسكو تنتظر رداً من واشنطن والناتو على مقترحات الضمانات الأمنية

فرقاطة فرنسية لدى وصولها إلى ميناء أوديسا الأوكراني في البحر الأسود (رويترز)
فرقاطة فرنسية لدى وصولها إلى ميناء أوديسا الأوكراني في البحر الأسود (رويترز)
TT

بوتين يشكك في وجود أمة أوكرانية... وكييف تتهمه بالسعي إلى «تدميرها»

فرقاطة فرنسية لدى وصولها إلى ميناء أوديسا الأوكراني في البحر الأسود (رويترز)
فرقاطة فرنسية لدى وصولها إلى ميناء أوديسا الأوكراني في البحر الأسود (رويترز)

منذ سنوات يشكك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وجود أمة أوكرانية، وقال إن أوكرانيا «أنشأها» لينين في عشرينات القرن الماضي. في ذروة التوترات مع موسكو اعتبر سكرتير مجلس الأمن القومي الأوكراني أن بوتين «يريد تدمير أوكرانيا» و«إحياء الاتحاد السوفياتي». وأثار نشر روسيا عشرات الآلاف من قواتها شمال وشرق وجنوب أوكرانيا مخاوف في كييف وعواصم غربية من أن تكون موسكو تخطط لشن هجوم. ويخوض البلدان نزاعاً منذ ضمت موسكو شبه جزيرة القرم عام 2014، وأعقبت ذلك حرب في شرق أوكرانيا مع انفصاليين موالين لروسيا. وتعد موسكو أكبر داعم عسكري وسياسي للمتمردين رغم إنكارها ذلك. ومنذ أكثر من شهر، يتهم الغرب روسيا بحشد نحو 100 ألف عسكري على الحدود الأوكرانية بهدف التدخل عسكرياً فيها، وصعد من تحذيراته إلى الكرملين الذي ينفي أي نية لشن حرب. وتتهم موسكو، كييف، بالتحضير لهجوم عسكري لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون، لكن السلطات الأوكرانية تنفي ذلك بشدة. وذكرت وكالة «إنترفاكس للأنباء»، أمس السبت، نقلاً عن الجيش الروسي قوله إن أكثر من عشرة آلاف جندي روسي عادوا إلى قواعدهم الدائمة بعد تدريبات استمرت شهراً بالقرب من حدود أوكرانيا. وقالت الوكالة إن التدريبات أجريت في عدة مناطق بالقرب من أوكرانيا منها شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، وكذلك في منطقتي روستوف وكوبان بجنوب روسيا. ونقلت «إنترفاكس» عن الجيش قوله «اكتملت مرحلة التنسيق القتالي بين الفرق والأطقم القتالية والكتائب والوحدات الآلية. يعود أكثر من 10 آلاف جندي إلى انتشارهم الدائم من منطقة التدريبات العسكرية المشتركة». وقال سكرتير مجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف (59 عاماً) في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في مكتبه، «بالنسبة إلينا، التهديد موجود كل يوم، بغض النظر عن عدد القوات» التي تنشرها موسكو.
وأشارت روسيا إلى أن بوسعها نشر قواتها على أراضيها بالشكل الذي تراه مناسباً. ووفقاً لدانيلوف، يسعى الكرملين قبل كل شيء إلى «زعزعة استقرار» أوكرانيا من الداخل عبر «هجمات إلكترونية» و«أزمة طاقة»، إذ إن أوكرانيا هي إحدى أفقر دول أوروبا، وتفتقر إلى الفحم والغاز، وتواجه انقطاعات خطرة في التيار الكهربائي هذا الشتاء. وفي حال فشل هذا السيناريو، فإن السلطات الروسية «ستستخدم وسائل أخرى بما في ذلك الوسائل العسكرية»، حسب تقدير دانيلوف الذي يضيف أنها «تريد تقسيم بلدنا في شكل يفقد حدوده معها».
وأشار دانيلوف، الرئيس السابق لبلدية مدينة لوغانسك التي باتت في أيدي الانفصاليين، إلى أنه «لا يمكننا» استخدام القوة لأن ذلك سيؤدي إلى «عدد كبير جداً من الضحايا المدنيين». فقد خلف هذا الصراع الذي تعثرت تسويته السياسية، أكثر من 13 ألف قتيل ونحو 1.5 مليون نازح في أوكرانيا التي يبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة وتقع على أبواب الاتحاد الأوروبي. ويبدو أن الوضع لم يهدأ بعد في شرق أوكرانيا بعد محاولة جديدة لوقف إطلاق النار. فقد تحدثت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أمس السبت، عن أكثر من 200 انتهاك في منطقتي دونيتسك ولوهانسك. وسبق ذلك اتفاق أطراف النزاع على العودة إلى وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه قبل عام ونصف العام. وأعلن الجيش الأوكراني صباح أمس السبت أن الجانب المعادي خرق الاتفاق خمس مرات في اليوم السابق، وأصيب جندي. ودعت ألمانيا وفرنسا، بصفتهما وسطاء، إلى «الالتزام الكامل» بوقف إطلاق النار. وحسب وكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس»، أفاد الجيش الروسي، أمس السبت، بأن أكثر من ألف جندي أجروا بدبابات ومروحيات مناورة بالقرب من فارونيش على الحدود مع أوكرانيا.
وأردف دانيلوف: «نود أن تكون هناك مفاوضات وأن يسحب الروس عسكرييهم ودباباتهم ويعودوا إلى ديارهم لكن بوتين لا يريد ذلك».
وحذر المسؤول الأوكراني الكبير من أن «ملايين اللاجئين» سيتدفقون «إلى أوروبا» في حال حدوث تصعيد مع موسكو.
وفي حين هدد الغرب موسكو بمزيد من الإجراءات العقابية في حال شنها هجوماً، تدعو كييف إلى فرض عقوبات وقائية ومنحها مزيداً من الأسلحة. وقال دانيلوف «تزويدنا بالأسلحة للدفاع عن أنفسنا هو القضية الأساسية، وليس الوعود والعقوبات القصيرة الأجل». ونبه سكرتير مجلس الأمن القومي الأوكراني الغرب من أي ترتيب مع الكرملين مع اقتراب موعد المفاوضات في يناير (كانون الثاني) بين موسكو وواشنطن بشأن المطالب الأمنية لروسيا التي تشترط خصوصاً عدم التفكير في ضم كييف إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). ووفق دانيلوف، لن يقبل الأوكرانيون أبداً باتفاقات تبرم «من خلف ظهورهم». وأكد أن «ما يسمى القادة الكبار لا يمكنهم أن يجعلونا نخضع ويتخذوا القرار نيابة عنا». ويعتزم ممثلون رفيعو المستوى في ألمانيا وروسيا الاجتماع بداية يناير بشأن الصراع في أوكرانيا. وأجرى ينس بلوتنر مستشار السياسة الخارجية للمستشار الألماني أولاف شولتس، والمفاوض الروسي لأوكرانيا، دميتري كوساك، مكالمة هاتفية يوم الخميس من أجل الاجتماع الفعلي، كما علمت وكالة الأنباء الألمانية من الدوائر الحكومية الجمعة. ودعا بلوتنر خلال المكالمة مرة أخرى إلى وقف تصعيد الموقف في أوكرانيا وفي المنطقة الحدودية مع روسيا، وشدد على الحاجة إلى مناقشة الوضع الإضافي مع أوكرانيا وفرنسا فيما يسمى بصيغة نورماندي. كانت اللجنة الرباعية بين روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا قائمة منذ بداية الصراع بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الحكومية في شرق أوكرانيا في عام 2014، وعقدت القمة الأخيرة في باريس نهاية عام 2019 إلا أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها هناك لم يتم تنفيذها بعد.
قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن روسيا مهتمة بالحصول على رد من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) على مقترحاتها بشأن الضمانات الأمنية في أسرع وقت ممكن. وأوضح بيسكوف في تصريح صحافي، أورده موقع «آر تي عربي» أمس السبت، «لا توجد مواعيد نهائية ومحددة (للرد الأميركي والناتو). نحن مهتمون بذلك ونتطلع إلى ذلك في أسرع وقت ممكن».



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.