إطلاق ناجح للتلسكوب الفضائي الأقوى «جيمس ويب» (فيديو)

لحظة إطلاق التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» (أ.ف.ب)
لحظة إطلاق التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» (أ.ف.ب)
TT

إطلاق ناجح للتلسكوب الفضائي الأقوى «جيمس ويب» (فيديو)

لحظة إطلاق التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» (أ.ف.ب)
لحظة إطلاق التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» (أ.ف.ب)
انطلق الصاروخ «أريان 5» السبت عند الساعة 12.20 بتوقيت غرينيتش من مركز الفضاء في غويانا الفرنسية حاملا إلى الفضاء التلسكوب «جيمس ويب»، وهو أقوى تلسكوب فضائي على الإطلاق ومن شأنه إحداث ثورة في مجال مراقبة الكون، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وسيستقر «جيمس ويب» على بُعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض، لسبر أغوار الكون بتقنيات هي الأعلى دقّة على الإطلاق.
https://twitter.com/NASA/status/1474717083883778057
وبعد 27 دقيقة من الإطلاق انفصل التلسكوب «جيمس ويب» عن الصاروخ «أريان 5»، إيذانا بوضع التلسكوب في مساره نحو المدار على بعد 1.5 مليون كيلومتر. 
https://twitter.com/NASA/status/1474724928360525827 
وقد أُرجئ إطلاق «جيمس ويب» ثلاث مرات، كان آخرها الثلاثاء. وأعلنت «وكالة الفضاء الأميركية» (ناسا) أن سبب التأجيل هو «سوء الأحوال الجوية» في مدينة كورو، مشيرة إلى أن «تاريخ الإطلاق الجديد هو 25 ديسمبر (كانون الأول)».
والهدف المنشود من أداة المراقبة الفضائية هذه الأكثر دقّة في التاريخ الإضاءة على سؤالين يشغلان البشرية: «من أين نأتي؟» و«هل نحن لوحدنا في هذا الكون؟».
وتقضي الغاية منه أيضاً بسبر أغوار ما يُعرف بـ«الفجر الكوني»، عندما بدأت أولى المجرّات تضيء الكون منذ الانفجار العظيم قبل 13.8 مليار سنة.
وهو سيتيح التعمّق في فهم كيفية تشكّل النجوم والمجرّات ومراقبة الكواكب خارج المنظومة الشمسية التي ما انفكّ العلماء يكتشفون المزيد منها، على أمل العثور على كواكب أخرى مواتية للحياة.
https://twitter.com/NASA/status/1474725649927581698
وسيكون «جيمس ويب» على منوال التلسكوب «هابل» الذي أحدث ثورة في تقنيات مراقبة الفضاء، واكتشف العلماء بفضله وجود ثقب أسود في قلب كلّ المجرّات أو بخار ماء حول الكواكب الخارجية، على سبيل التعداد.
وضعت وكالة الفضاء الأميركية التصاميم الأولى للتلسكوب المعروف اختصاراً بـ«جي دبليو إس تي» بعيد إطلاق «هابل» سنة 1990، وبدأ تشييده في 2004 بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية وتلك الكندية. ويتميّز هذا الجهاز على أكثر من صعيد.
فمرآته البالغ طول باعها 6.5 متر تجعله أكثر قدرة على الاستشعار بسبع مرّات، ما يتيح له مثلاً رصد الأثر الحراري لنحلة على القمر.
ويتميز «جيمس ويب» أيضا بتقنيته للمراقبة، فتلسكوب «هابل» يجري عمليات المراقبة في ميادين يكون فيها الضوء مرئياً. أما «جيمس ويب»، فهو يسبر موجات غير مرئية للعين المجرّدة من أشعة تحت حمراء متوسطة المدى وقريبة، وهو شعاع يصدر عن كلّ جسم فلكي أو نجم أو إنسان أو زهرة.
والشرط الأساسي لحسن سير عمليات المراقبة في التلسكوب هو انخفاض الحرارة المحيطة به لدرجة لا تؤثّر على تتبّع الضوء.

وقد وُضع التلسكوب «هابل» في المدار على علو يقرب من 600 كيلومتر فوق الأرض. لكن عند هذه المسافة، سيكون «جيمس ويب» غير صالح للاستخدام مع تسخينه من الشمس وانعكاسه على الأرض والقمر.
وسيوضع التلسكوب في مكانه المحدد إثر رحلة تمتد شهراً لمسافة 1.5 مليون كيلومتر من الأرض. وسيحظى بحماية من الإشعاع الشمسي بفضل درع حرارية مكونة من خمسة أشرعة مرنة تبدد الحرارة وتخفض درجتها (وهي 80 درجة مئوية) إلى 233 درجة مئوية دون الصفر عند جهة التلسكوب.
وقد اتخذت وكالة «ناسا» تدابير مشددة لتفادي أي أضرار قد تلحق بالتلسكوب الذي كلّف تطويره ما يقرب من عشرة مليارات دولار على مدى سنوات طويلة.
ومن شأن نجاح العملية أن يوطّد الشراكات القائمة بين «ناسا» وشركائها الأوروبيين.
وشدّد مسؤولون من «ناسا» ووكالة الفضاء الأوروبية في مركز كورو الفضائي في غويانا الفرنسية على أهمية «التعاون الوطيد في مجال الفضاء لتحقيق إنجازات كبيرة».
لكن لا بدّ من الانتظار أسابيع عدّة لمعرفة إن كان التلسكوب قابلاً للتشغيل، ومن المزمع وضعه في الخدمة في يونيو (حزيران).



السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)

تحتفي وزارة الثقافة السعودية بنظيرتها العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين» خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في «ميقا استوديو» بالرياض، لتقدم رحلة استثنائية للزوار عبر الزمن، في محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، تشمل أعمالاً فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين.

ويجوب مهرجان «بين ثقافتين» في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف في هذه النسخة ثقافة العراق ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعاً ثقافياً أنيقاً وإبداعاً في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف»، وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين. ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصوراً لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافيةً من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين.

وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفنين السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

فيما يستعرض قسم «درب الوصل» مجالاتٍ مُنوَّعةً من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، إذ يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافتين، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح.

بينما تقدم منطقة المطاعم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءاً من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة، بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».