الرئيس الباكستاني يثمن دور السعودية في تحقيق أمن أفغانستان واستقرارها

الرئيس الباكستاني خلال لقائه في إسلام آباد رئيس مجلس الشورى السعودي (واس)
الرئيس الباكستاني خلال لقائه في إسلام آباد رئيس مجلس الشورى السعودي (واس)
TT

الرئيس الباكستاني يثمن دور السعودية في تحقيق أمن أفغانستان واستقرارها

الرئيس الباكستاني خلال لقائه في إسلام آباد رئيس مجلس الشورى السعودي (واس)
الرئيس الباكستاني خلال لقائه في إسلام آباد رئيس مجلس الشورى السعودي (واس)

أكد الرئيس الباكستاني الدكتور عارف علوي، على الدور الكبير الذي قامت به السعودية في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الأفغاني وإيجاد الحلول لمعالجة الأوضاع في ذلك البلد، مشدداً على أن أمن أفغانستان يحقق أمن المنطقة والعالم أجمع، مشيداً بالجهود الكبيرة لولي العهد السعودي، والتي تكللت بعقد الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي واستضافتها باكستان بدعوة من السعودية لمناقشة الوضع الإنساني في أفغانستان، مثمناً دعم المملكة الدائم لكل ما من شأنه تحسين الأوضاع في العالم الإسلامي.
جاءت تأكيدات الرئيس علوي، لدى لقائه أمس في العاصمة إسلام آباد، الشيخ الدكتور عبد الله آل الشيخ رئيس مجلس الشورى السعودي والوفد المرافق له، الذي يزور باكستان رسمياً على رأس وفد من المجلس، وذلك بحضور رئيس الجمعية الوطنية الباكستانية أسد قيصر، وعدد من كبار المسؤولين الحكوميين في باكستان، حيث تناول اللقاء، عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، واستعراض أوجه التعاون الاقتصادي والاستثماري والبرلماني، وسبل تعزيز ذلك بما يسهم في توطيد الشراكة السعودية - الباكستانية. ونوه الرئيس الباكستاني بالمواقف الصادقة والدعم الكبير الذي تجده بلاده من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان ووقوفهما الدائم مع القضايا التي تهم باكستان، مؤكداً أن الشعب الباكستاني يؤمن تماماً بأن أمن المملكة العربية السعودية هو مسؤولية وواجب «ولن تتوانى باكستان في القيام بهذه المسؤولية متى ما دعيت إليه».
وقال الرئيس عارف علوي: «نقدر الدعم الكبير الذي تجده باكستان من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، ومواقفهما الصادقة تجاه مختلف القضايا التي تهمنا، وإن الشعب الباكستاني يؤمن تماماً بأن أمن المملكة العربية السعودية هو أمننا ومسؤوليتنا جميعاً ولن نقصر في أداء هذا الواجب متى ما دعينا فباكستان مستعدة وجاهزة»، معرباً عن امتنانه وتقديره لدعم المملكة الكبير لتخفيف الأزمة التي مرت بها باكستان.
وأثنى الرئيس علوي، على التحولات التطويرية والتنموية الكبيرة التي تشهدها السعودية في ظل رؤية 2030 التي يشرف عليها ولي العهد، مشيراً إلى أن الأمير محمد بن سلمان، يملك رؤية ثاقبة وفكر وسمات تقرأ المستقبل، مبدياً إعجابه بإنشاء مدينة نيوم والمشروعات الفريدة التي تضمنتها الرؤية، وأكد خلال اللقاء أهمية العمل والتنسيق الثنائي على الصعيد البرلماني بين مجلس الشورى والبرلمان الباكستاني، مشيراً إلى أن هذه الزيارة ستساهم في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.
من جانبه، أشاد رئيس مجلس الشورى السعودي بالعلاقات المتميزة والروابط المتينة التي تجمع المملكة وباكستان على كافة المستويات، مؤكداً أن هذه العلاقة تتمتع بدعم ومؤازرة قيادتي البلدين، ناقلاً للرئيس تحيات وتقدير القيادة السعودية.
وأشار رئيس الشورى السعودي إلى التعاون البرلماني المتنامي بين مجلس الشورى بالمملكة والبرلمان الباكستاني، وما شهدته المباحثات التي أجراها مع رئيس الجمعية الوطنية في البرلمان الباكستاني من نتائج، مؤكداً أن هذه اللقاءات ستسهم في تعميق التعاون بين البلدين بما يحقق المصالح والخير للبلدين والشعبين.
وكان رئيس الشورى السعودي، ورئيس الجمعية الوطنية الباكستانية، عقدا جولة مباحثات في العاصمة إسلام آباد، وناقش الجانبان، الموضوعات المشتركة، كما بحث اللقاء، أوجه التعاون والتنسيق الثنائي بين الجانبين على المستوى البرلماني في المحافل البرلمانية الإسلامية والإقليمية والدولية، فيما أكد المسؤول البرلماني الباكستاني، على الدور الهام والبارز الذي تقوم به المملكة في نصرة الشعوب والقضايا الإسلامية ومنها الدعم الأخوي والإنساني للشعب الأفغاني، موضحاً أن باكستان والسعودية قادرتان على لعب دور مهم في تحسين الأوضاع في أفغانستان وتجاوز الأزمة التي يمر بها الشعب الأفغاني، كما أشاد بالمستوى المميز الذي وصلت إليه العلاقات والروابط التي تجمع البلدين على مختلف الأصعدة.
من جانبه، أشاد الشيخ الدكتور عبد الله آل الشيخ بعلاقات البلدين المتينة، مؤكداً أنها متأصلة تاريخياً تحتم على الجميع العمل على تقويتها وتعزيزها عبر عقد اللقاءات والاتفاقيات الفاعلة.



«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
TT

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية، وحاجياتهم الحيوية الملموسة»، متهماً «التصورات المتطرفة» بالمراهنة على تطلعات آيديولوجية تبرر التضحية بطموحات الشعوب في سبيل مشروعات ترى التدمير إنجازاً والتنمية تهمة.

وأشار «اعتدال»، الذي يتّخذ من الرياض مقرّاً له، في تقرير نشر عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، الأربعاء، إلى عدد من الأسباب التي تدفع الفكر المتطرّف إلى مهاجمة الدول المستقرة، لافتاً إلى اعتبارات متطرّفة عدة مقابل ما يقدّمه الاستقرار للتنمية والأمن والمستقبل.

الأزمات «لحظات عابرة»

الدول المستقرّة، وفقاً للتقرير، تعدّ كل أزمة «لحظةً عابرة» ينبغي تجاوزها للعودة إلى مهامها الأساسية القائمة على العناية بجودة الحياة وضمان الأمن، بينما تُعدّ الأزمات «جزءاً من عقيدة التطرف بمختلف مشاربه»، وبيّن أن الاستقرار «محك واقعي لمدى صدق الوعود والعهود التي يطلقها المتطرفون عبر خطابهم الترويجي والاستقطابي»، وللاستدلال على أن «المتطرّفين» لا يملكون أي مشروع حقيقي غير الدعوة إلى التدمير والصراع، أوضح «اعتدال» أن خُلُو العالم من الأزمات، وشيوع الاستقرار بين الدول، «سيحرمهم لا محالة من الوضع المعلق الذي تخلقه الصراعات».

وضمن الأسباب التي تدفع الفكر المتطرف إلى مهاجمة الدول المستقرة، يرى التقرير أن «الاستقرار يُمَتَّنُ حالة الولاء بين المجتمعات وبين الدول»، عادّاً أن ذلك يحول دون «تنامي المشاعر السلبية والانفعالات المريضة والحاقدة بين الناس، مما يُعدّ حرماناً للمتطرفين من مادتهم الأساسية».

ويعتقد يوسف الرميح، وهو مستشار أمني سعودي، أن الفكر المتطرّف «يحاول استهداف الدول المستقرة والدول المضطربة على حدٍّ سواء».

دوافع واختلافات

ويرى الرميح أن «الدول المستقرة ليس لديها هامش للأفكار المضطربة، مما يدفع بالمتطرفين إلى محاولة الاصطياد في الماء العكر واختراق المجتمعات عبر استهداف مواطنين، خصوصاً الشباب، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات العامة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ بهدف خلخلة هذا النظام العام في المجتمع».

يذكر أن «اعتدال» يضطلع بمهام رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف، وحجب منافذه بمختلف أشكالها وتعطيل مصادر تغذيتها. وقد دُشّن من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعدد من قادة الدول خلال في مايو (أيار) عام 2017 بالرياض.