مقتل 243 انقلابياً بضربات جوية غداة تدمير مخازن أسلحة في صنعاء

TT

مقتل 243 انقلابياً بضربات جوية غداة تدمير مخازن أسلحة في صنعاء

غداة مباغتة تحالف دعم الشرعية في اليمن للميليشيات الحوثية، وقيامه بتدمير مستودعات ضخمة للأسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء، أعلن أمس (الجمعة) عن استمرار دعمه للجيش اليمني والمقاومة الشعبية في معارك استنزاف الميليشيات في مأرب، وذلك بالتزامن مع إعلان القوات المشتركة في الساحل الغربي تحرير جبال استراتيجية في مديرية مقبنة شمال غربي تعز. في هذا السياق، أعلن تحالف دعم الشرعية أنه نفذ 42 عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب خلال 24 ساعة، مؤكدا في تغريد بثتها «واس» أن عمليات الاستهداف دمرت 20 آلية عسكرية وقضت على 243 عنصرا إرهابيا. وكان التحالف الداعم للشرعية شن (الخميس) سلسلة ضربات استهدفت الحوثيين براً وبحراً وجواً، إذ شهدت مأرب 36 ضربة خلال 24 ساعة، قتل خلالها 310 من الحوثيين الذين كانوا يهاجمون المحافظة، أما في جنوب البحر الأحمر فأحبط التحالف هجوماً حوثياً وشيكاً بزورق مفخخ انطلق من الحديدة، ليصل إجمالي الزوارق الحوثية المفخخة التي دمّرها التحالف إلى 99 زورقاً.
وفي العاصمة اليمنية صنعاء، كشف التحالف عن استخدام الحوثيين «ملعب الثورة» الرياضي لأغراض عسكرية، وأمهلهم 6 ساعات لإخراج الأسلحة وإعادة العين المدني لحالته الطبيعية. وقال التحالف محذراً: «سنسقط الحماية عن الملعب إذا لم يَنصع الحوثيون لأحكام القانون الدولي الإنساني»، مضيفاً أن إسقاط الحماية سيُبنى على نصوص وأحكام القانون الدولي الإنساني.
وفي حين كان التحالف أعلن الاستجابة الفورية عبر تحييد مصادر التهديد، وتنفيذ ضربات دقيقة لأهداف عسكرية مشروعة في صنعاء، أكد تدمير مستودعات للأسلحة في معسكر التشريفات في حي الزبيري.
ورصد شهود في المنطقة دوي انفجارات ضخمة أعقبت قصف المعسكر يرجح أنها ناتجة عن احتراق الأسلحة والذخائر التي كدستها الميليشيات الحوثية دون اعتبار لوجود المعسكر في وسط مناطق سكنية.
في غضون ذلك، تحدث سكان في أحياء متفرقة من صنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن سخطهم من سلوك الميليشيات التي حولت المؤسسات الحكومية والأعيان المدنية إلى مخازن لتكديس الأسلحة دون اعتبار لإمكانية استهدافها من قبل تحالف دعم الشرعية وفق ما تكفله قواعد الاشتباك والقوانين الدولية.
ودعا السكان الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي لممارسة الضغوط على الميليشيات لوقف سلوكها الذي وصفوه بـ«الهمجي» والعمل على تحييد المواقع الحكومية المحتلة والأعيان المدنية وإخلائها من الأسلحة والمتفجرات.
في غضون ذلك، تواصلت معارك الاستنزاف التي يخوضها الجيش اليمني ضد الميليشيات الحوثية في جبهات مأرب، حيث أفاد الإعلام العسكري بصد الهجمات الانتحارية لعناصر الجماعة في الجبهات الجنوبية والغربية وقتل العشرات وتدمير العديد من الآليات.
وفي وقت سابق من يوم الخميس كان الموقع الرسمي للجيش اليمني أفاد بتكبد الميليشيات خسائر كبيرة في العتاد والأرواح إثر قصف مدفعي مركز لقوات الجيش الوطني في جنوب مأرب وغربها.
وذكر الموقع أن القوات شنت قصفاً مدفعياً مركزاً، استهدف عدة مواقع للميليشيا الحوثية في الجبهة الجنوبية، أسفر عن إعطاب عربتين وسقوط من كانوا على متنهما بين قتيل وجريح.
وفي الجبهة الغربية حيث جبهة الكسارة، أحرقت مدفعية الجيش دبابة وعدداً من العربات التابعة لميليشيا الحوثي، بالتزامن مع سلسلة غارات جوية استهدفت عدة مواقع وتعزيزات للميليشيا أدت إلى تدمير 7 آليات قتالية مع مصرع جميع من كانوا على متنها.
يشار إلى أن ضربات تحالف دعم الشرعية تأتي في سياق تكثيف العمليات ضد الميليشيات الحوثية خلال الأسابيع الأخيرة ردا على تصعيدها العدواني وإسنادا للجيش اليمني، في حين تقدر مصادر عسكرية مقتل أكثر من ستة آلاف عنصر حوثي خلال الأسابيع الخمسة الماضية أغلبهم قضوا في جبهات مأرب والجوف.
وعلى الرغم من خسائر الجماعة المدعومة إيرانيا فإنها تواصل حملاتها في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها لحشد المزيد من المجندين تلبية لدعوة زعيمها عبد الملك الحوثي الذي جدد في أحدث خطبه رفضه وقف القتال إلا بعد السيطرة على جميع المناطق اليمنية بما فيها مأرب.
إلى ذلك، واصلت القوات اليمنية المشتركة عملياتها في الساحل الغربي خارج حدود «اتفاق استوكهولم» وذكر الإعلام العسكري أن القوات سيطرت (الجمعة) على جبل منارة وسلاسل جبلية بمديرية مقبنة شمال غربي تعز، وسط حالة من الانهيار في صفوف الميليشيات الحوثية.
ونقل الموقع الرسمي لألوية العمالقة عن مصدر عسكري قوله إن القوات المشتركة شنت هجوما عنيفا على مواقع ميليشيات الحوثي وخاضت معارك عنيفة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، وإن القوات المشتركة سيطرت على سلاسل جبلية في وادي الأثاب باتجاه منطقة الأشوع، مع تمكنها من السيطرة على جبل منارة في مقبنة، حيث كبدت الميليشيات الحوثية خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
وبحسب المركز نفسه، كانت الميليشيات الحوثية تكبدت خسائر مادية وبشرية فادحة في صفوفها خلال الأيام الماضية على أيدي القوات المشتركة في جبهتي الجراحي وجبل رأس بمحافظة الحديدة.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.