ارتفاع الهجرة اليهودية إلى إسرائيل 30%

كشفت الاتجاه التصاعدي لهجرة الأجيال الشابة

بابا نويل في أحياء القدس في احتفالات مسيحيين فلسطينين بأعياد الميلاد (أ.ف.ب)
بابا نويل في أحياء القدس في احتفالات مسيحيين فلسطينين بأعياد الميلاد (أ.ف.ب)
TT

ارتفاع الهجرة اليهودية إلى إسرائيل 30%

بابا نويل في أحياء القدس في احتفالات مسيحيين فلسطينين بأعياد الميلاد (أ.ف.ب)
بابا نويل في أحياء القدس في احتفالات مسيحيين فلسطينين بأعياد الميلاد (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الهجرة والوكالة اليهودية، أن نسبة الهجرة اليهودية إلى إسرائيل ارتفعت هذا العام بنسبة 30 في المائة مقارنة بالعام الذي سبقه.
وتظهر الإحصائيات التي نشرت عشية انتهاء العام الميلادي، أن عدد المهاجرين إلى إسرائيل خلال عام 2021 وصل إلى 27050 مهاجرا جديدا من جميع أنحاء العالم.
وشكلت هذه الزيادة نسبة 30 في المائة، مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2020، حيث وصل عدد المهاجرين إلى 21820، وهو عدد منخفض بسبب القيود والإغلاق الذي شهده العالم في بداية تفشي فيروس كورونا.
وتسعى وزارة «الهجرة والاستيعاب» الإسرائيلية، إلى العمل بغية أن يزداد عدد المهاجرين العام المقبل بشكل أكبر، وأن يكون أقرب إلى ما كان عليه قبل تفشي فيروس كورونا، في عام 2019، عندما كان يأتي حوالي 35 ألف مهاجر إلى اسرائيل في كل عام.
وتظهر البيانات الصادرة عن وزارة الهجرة والوكالة اليهودية، أن أكبر عدد من المهاجرين قدموا من روسيا، حيث هاجر منها حوالي 7500 شخص هذا العام، بزيادة قدرها 10 في المائة مقارنة بعام 2020، ومن أوكرانيا تم استقدام حوالي 3000 مهاجر، بزيادة قدرها 5 في المائة مقارنة بالعام الماضي.
أما الولايات المتحدة فقد هاجر منها إلى إسرائيل حوالي 4000 مهاجر، وهو أكبر عدد من المهاجرين من الولايات المتحدة الذي يسجل منذ عام 1973.
كما سجلت قفزة كبيرة في الهجرة من فرنسا، هذا العام، مع وصول حوالي 3500 مهاجر، وهو أعلى رقم يسجل في السنوات الأربع الماضية. ومن إثيوبيا، وصل إلى إسرائيل 1363 مهاجرا في مؤشر على استئناف إسرائيل حملة استقدام الفلاشا.
ولوحظ ازدياد أعداد معدل الهجرة من عدة بلاد أخرى، فوصل 900 مهاجر من الأرجنتين بزيادة قدرها 55 في المائة، مقارنة بالعام الماضي، وهو أعلى عدد من المهاجرين من الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية منذ عام 2003.
كما هاجر حوالي 650 شخصا من المملكة المتحدة، بزيادة قدرها 22 في المائة مقارنة بالعام الماضي، وحوالي 550 شخصا هاجروا من البرازيل، وحوالي 550 شخصا من جنوب أفريقيا، وهي زيادة حادة بنسبة 72 في المائة مقارنة بالعام الذي سبقه، وهاجر حوالي 290 رجلا وامرأة من المكسيك مقارنة بـ188 في العام الماضي، وهذا شكل قفزة بنسبة 55 في المائة.
وكشفت الإحصاءات استمرار الاتجاه التصاعدي لهجرة الأجيال الشابة لإسرائيل. وجاء في التقرير أن حوالي 14620 مهاجرا، أي 55 في المائة من جميع المهاجرين، هم من الأجيال الشابة حتى سن 35.
وتظهر البيانات أيضا، أن 16.5 في المائة من المهاجرين تتراوح أعمارهم بين 50 - 36، و13.6 في المائة من المهاجرين تتراوح أعمارهم بين 64 و51 عاما، و14.7 في المائة من المهاجرين تبلغ أعمارهم 65 عاما فأكثر.
أما فيما يخص التوظيف المهني، فقد هاجر أكثر من 1100 طبيب وأصحاب مهن طبية إلى إسرائيل، وحوالي 1670 في مجالات التكنولوجيا والهندسة، ونحو 960 في مجالات المحاسبة والقانون وحوالي 750 معلما.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.