3 ملايين نازح يمني في المناطق المحررة نصفهم مهدد بالأوبئة والفيضانات

TT

3 ملايين نازح يمني في المناطق المحررة نصفهم مهدد بالأوبئة والفيضانات

كشفت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن، وهي هيئة حكومية، عن أن أكثر من نصف المخيمات مهددة من السيول والفيضانات مع بلوغ عدد النازحين في المناطق المحررة مليونين و827 ألف نازح، يوجد منهم في المخيمات أكثر من 400 ألف شخص فيما بلغ عدد النازحين المقيمين في المنازل مليونين و424 ألف نازح.
وحذرت الوحدة من أن المشردين بسبب الحرب الحوثية في 79 مخيما مهددون بالطرد، إلى جانب 77 ألف أسرة مهددة أيضا بالطرد من المنازل التي تعيش فيها بسبب عدم القدرة على دفع إيجاراتها أو بسبب العلاقة المتوترة مع المجتمع المضيف.
وفي دراسة مسحية نفذتها الوحدة التي تتبع رئاسة مجلس الوزراء ذكرت أنها تدير 548 مخيماً في 13 محافظة يوجد فيها 403.381 نازحاً، إلى جانب 902 من التجمعات السكانية يوجد فيها النازحون في البيوت. وقالت إن عدد المخيمات التي تحتاج إلى دعم في الإدارة وبناء القدرات 477 مخيماً، فيما لم يزد عدد المخيمات المدعومة في الإدارة وبناء القدرات والتي تديرها الوحدة التنفيذية بالشراكة مع الأمم المتحدة على 71 مخيماً.
رصدت المسوحات 84 ألف أسرة تسكن في «المجتمع المضيف»، و112 ألف أسرة تسكن في بيوت إيجار وبحاجة إلى مواد غير غذائية، فيما 134 ألف أسرة من ساكني بيوت الإيجار بحاجة إلى مساعدات لدفع الإيجار. وقالت الوحدة إن 5485 أسرة موزعة على 381 مخيماً بنسبة 76 في المائة من المخيمات مستضافة عند أسر أخرى داخل المخيمات وهي بحاجة إلى توفير مأوى، في حين أن 57 في المائة من الأسر النازحة في المخيمات بحاجة إلى مياه صالحة للشرب، و48 في المائة من إجمالي النازحين في المنازل بحاجة إلى مياه الاستخدام، و24 في المائة من الأسر النازحة في المخيمات تعتمد في مياه الشرب على صهاريج المياه وشراء جالونات مياه كمصدر رئيسي للشرب، فيما تعاني 205 من المخيمات من عدم توفر مياه كافية، و57 في المائة من المخيمات لا تتوافر فيها مياه مجانية، و37 في المائة من مخيمات النازحين تعاني من عدم توافر مياه صالحة للشرب.
ووفقا لهذه النتائج فإن نحو 14 ألف أسرة في مخيمات النازحين لا يوجد لديها حمامات أسرية، فيما 7076 من الحمامات بداخل مخيمات النازحين لا تصل إليها المياه، و13626 حماما تحتاج إلى صيانة، و21182 حماما في المخيمات غير صالحة للاستخدام بسبب عيوب في الإنشاء وانعدام الصيانة، كما كشفت عن أن 72‎ في المائة من المخيمات لم تحصل فيها الأسر على حقيبة النظافة.
وفي قطاع الصحة والتغذية ذكرت الدراسة أن 348 من مخيمات النازحين أي بنسبة 69 في المائة من المخيمات تفتقر إلى الخدمات الصحية، و403 مخيمات لا تتوافر فيها العيادة الطبية المتنقلة وتشكل 80 في المائة من المخيمات، فيما 71 في المائة من المخيمات بحاجة لمساعدات في جانب الخدمات الصحية، و479 مخيما بحاجة إلى عيادة طبية ثابتة.
وأوضحت الدراسة أن 84 في المائة من المخيمات تنتشر فيها نواقل الأمراض، وأن 6‎ في المائة من النازحين مصابون بالأمراض المعدية (الملاريا والإسهال المائي وأمراض جلدية) فيما يشكل عدد المصابين بالأمراض المزمنة في المخيمات نسبة 7 في المائة من إجمالي النازحين، كما يعاني 4089 طفلاً من سوء التغذية من الدرجة الأولى، أي بمعدل طفل واحد مصاب بسوء التغذية الحاد (الدرجة الأولى) من بين 10 أطفال في مخيمات النازحين.
كما أظهرت أن 21 في المائة من المخيمات تنتشر فيها الحصبة، و15 في المائة ينتشر فيها الكوليرا، و14 في المائة من المخيمات ينتشر فيها إسهال دموي، و7 في المائة ينتشر فيها الجرب، و48 في المائة تنتشر فيها أمراض جلدية مختلفة، و61 في المائة ينتشر فيها إسهال مائي كما أن 56 في المائة من المخيمات ينتشر فيها الملاريا.
وفي قطاع الأمن الغذائي، بينت الدراسة أن 78‎ في المائة من الأسر النازحة تعاني من انعدام الأمن الغذائي، وأن 26‎ في المائة من الأسر النازحة في المخيمات تعتمد على الأجر اليومي كمصدر رئيسي للعيش، و22 في المائة فقط من الأسر النازحة تستفيد من مشاريع الأمن الغذائي، وأن 78 في المائة من الأسر النازحة لا تستهدف ضمن برامج الأمن الغذائي، فيما 6 في المائة من الأسر النازحة تعتمد على التسول كمصدر رئيس للدخل.
في قطاع التعليم كشفت الدراسة عن أن عدد الأطفال في سن التعليم يصل إلى نصف مليون طفل من الجنسين وأن 18‎ في المائة من الطلاب النازحين في المنازل غير ملتحقين بالتعليم فيما بلغ عدد الأطفال غير الملتحقين في التعليم بالمخيمات 47.237 طفلاً بنسبة 42 في المائة من إجمالي الأطفال في المخيمات، كما أن 30 في المائة من المخيمات لا يتوافر فيها تعليم للأطفال بينما 40 في المائة منها يتوافر فيها التعليم بمستوى ضعيف جدا. وأن 86 في المائة من إجمالي عدد المخيمات لا توجد فيها مدرسة داخل المخيم، وأن 33 في المائة من المخيمات لا توجد فيها مدارس في مناطق قريبة. وسجلت الدراسة الصادرة عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين وجود 103.966 طفلا بحاجة إلى شهادات ميلاد تمكنهم من الالتحاق بالتعليم، وقالت إن 108.527 نازحاً في المخيمات لا يملكون وثائق إثبات الهوية الشخصية، فيما 35361 نازحاً في المخيمات بحاجة إلى استشارات قانونية و17570 من النازحين بحاجة إلى دعم نفسي.
وذكرت أن 247 موقعاً من مواقع النازحين تواجه صعوبة في وصول الخدمات والمساعدات لها وتعد بحاجة ماسة إلى مساعدات إغاثية، وأن 138 موقعاً بحاجة إلى مراكز مجتمعية تقدم خدمات الحماية المتعددة.
وأوصت الدراسة بالعمل على الحلول الدائمة من خلال تبني مشاريع مستدامة والعمل من خلال المؤسسات الحكومية المقدمة للخدمة، وتبني استراتيجية الخروج في جميع المشاريع التي تنفذها المنظمات.
وأوصت الدراسة بتعزيز السلم المجتمعي وتخفيف التوتر بين المجتمعات المضيفة والمستضافة وشددت على ضرورة العمل المشترك بين مؤسسات الدولة وفريق العمل الإنساني باعتباره السبيل الوحيد للتعامل مع الأزمة الإنسانية وتخفيف وطأتها، وإشراك النازحين في التخطيط لمستقبلهم والعمل على إيجاد آلية لتوفير الاحتياجات في جميع القطاعات الإنسانية.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.