نواب «القائمة الموحدة»: قانون الكهرباء أو تفكيك الائتلاف الإسرائيلي

منصور عباس يقلل من جدية التهديدات

منازل عشوائية لبدو فلسطينيين جنوب النقب (أ.ف.ب)
منازل عشوائية لبدو فلسطينيين جنوب النقب (أ.ف.ب)
TT

نواب «القائمة الموحدة»: قانون الكهرباء أو تفكيك الائتلاف الإسرائيلي

منازل عشوائية لبدو فلسطينيين جنوب النقب (أ.ف.ب)
منازل عشوائية لبدو فلسطينيين جنوب النقب (أ.ف.ب)

صعَّد حزب القائمة العربية الموحدة في إسرائيل، من موقفه حيال المناقشات حول قانون الكهرباء، مهدداً أنه قد ينسحب من الائتلاف الحكومي وتركه ينهار، إذا لم يتم تمرير القانون الذي طرحه الحزب، بربط بعض المنازل بشركة الكهرباء الإسرائيلية حتى لو تم بناؤها دون تصاريح.
وقال عضو القائمة مازن غنايم لقناة «كان» الإخبارية، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن التشريع، فإن حزبه سينسحب من الائتلاف؛ مما يتسبب في انهياره. ويوجد خلاف بين الحزب ووزير الداخلية أيليت شاكيد، التي ترفض الاقتراح الذي يسمح أيضاً لشركة الكهرباء باستبدال شبكات الطاقة المؤقتة غير القانونية والخطيرة المنتشرة في بعض المناطق بوصلات قانونية منظمة.
وكان من المقرر أن يلتقي عضو الكنيست وليد طه، رئيس لجنة الشؤون الداخلية في الكنيست، مساء الثلاثاء، وزيرة الداخلية الإسرائيلية أيليت شاكيد بعد أن اشتبكا حول مشروع القانون. ولم ترشح أي معلومات عن الاجتماع، ولم يعلن عن أي اتفاق؛ ما يعني أن الأزمة مستمرة. ومرّ مشروع القانون بقراءته الأولى في الجلسة الكاملة للكنيست، في وقت سابق من هذا الشهر، لكنه الآن قيد مزيد من المداولات، وهو موضوع خلافات داخلية في الائتلاف.
وألغى طه اجتماع لجنة الشؤون الداخلية، يوم الاثنين، مستشهداً بالخلاف المستمر مع شاكيد بشأن الصيغة النهائية للتشريع. وقال لصحيفة «هآرتس»، إن الحزب أراد إخراج القضية من أيدي شاكيد، قائلاً، إنها تدعمه ظاهرياً كعضو في الائتلاف، إلا أنها تحاول في الواقع إفراغه من المعنى. وأضاف «إنها معادية لمشروع القانون، وقد حاولت إفشاله منذ اليوم الأول».
وسيسمح القانون الذي يطرحه حزب القائمة العربية الموحدة، بربط بعض المنازل في التجمعات العربية بشركة الكهرباء الإسرائيلية، حتى لو تم بناؤها دون تصاريح. كما سيسمح للشركة باستبدال شبكات الطاقة المؤقتة غير القانونية والخطيرة المنتشرة في بعض المناطق بوصلات قانونية منظمة.
ويعيش نحو 130 ألف عربي في إسرائيل في منازل مبنية بشكل غير قانوني بمدن لا يمكن ربطها بالشبكة الوطنية، بموجب التشريعات القائمة. ويلقي العرب باللوم على المخططات الحضرية القديمة التي تصنف الأراضي المفتوحة، على أنها «زراعية» وليست سكنية، بينما ينتقد اليمين الإسرائيلي ما يسميه انعدام القانون في المجتمعات العربية. وبموجب القانون الحالي، سيكون لشاكيد كونها وزيرة للداخلية، سلطة تقرير المناطق التي ستكون مؤهلة للاتصال بشبكة الكهرباء.
من جهته، قلل منصور عباس، رئيس القائمة الموحدة، من تهديدات النائب مازن غنايم بأن يحل حزبه الائتلافَ الحكومي إذا لم يتم الاتفاق مع شاكيد والنائب، لافتاً، إلى أن «الموحدة» تعمل بالتعاون مع أطراف الحكومة على حل المشاكل.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.