باسيل: «الثنائي الشيعي» وراء قرار «المجلس الدستوري»

TT

باسيل: «الثنائي الشيعي» وراء قرار «المجلس الدستوري»

لاقى قرار «المجلس الدستوري» في لبنان عدم اتخاذ قرار بشأن الطعن الذي قدمه «التيار الوطني الحر» بشأن التعديلات على قانون الانتخاب، وبالتالي تكريس القانون الذي سبق للبرلمان أن أقره في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ردود فعل مرحِّبة من معظم القوى السياسية التي صوّتت لصالح التعديل، مقابل استياء «التيار الوطني الحر» الذي قدّم الطعن، وعدّ رئيسه النائب جبران باسيل، أمس، ما حصل نكسةً للحق وللمغتربين وضرباً للميثاقية ولصلاحية رئيس الجمهورية، من دون أن يوفّر حليفه «حزب الله» من الانتقاد عبر تصويبه باتجاه «الثنائي الشيعي» (الحزب وحركة «أمل»).
وقال باسيل في مؤتمر صحافي بعد اجتماع تكتل «لبنان القوي»: «اليوم تم إسقاط المجلس الدستوري وتعطيله لأن الطعن لم يسقط بل لم يصدر قرار في شأنه»، معتبراً أن ما حصل «ضربٌ للميثاقية وصلاحية رئيس الجمهورية في المادة 57 وسقوط إضافي للدستور الذي نحاول أن نحافظ عليه».
وأضاف: «ما جرى هو نكسة للحق وليس للتيار، وأيضاً نكسة للمنتشرين، وقد تم بقرار سياسي واضح من منظومة متحالفة بعضها مع بعض في عهد الرئيس عون وعلى رأسها كان في المجلس الدستوري اليوم الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)، وهذا ما ستكون له مترتبات سياسية».
ويتألف «الدستوري» من عشرة أعضاء مناصفةً بين المسيحيين والمسلمين (اثنان منهم من الطائفة الشيعية)، وتحدثت معلومات عن أن الأعضاء المسيحيين إضافةً إلى قاضٍ شيعي أيّدوا الطعن فيما كان الرفض من بقية القضاة.
ورأى باسيل أن «ما حدث هو سكوت عن جملة أمور منها التلاعب بالمهل وإضافة مواد إلى نص تشريعي تتعلق بصلاحية وزيرين هما العدل والخارجية بلا نقاش وتصويت، وهذا ضربٌ للنظام الداخلي للمجلس النيابي والمادة 66 من الدستور إلى جانب المسّ بصلاحية الرئيس بردّ قانون وفق المادة 57».
وقال: «صلاحية الرئيس بردِّ القانون أساسية، ورفض الرد يحتاج إلى أكثرية معزِّزة هي 65 نائباً وفق المادة 57 من الدستور، وهنا لا نقاش بالموضوع، ورئيس البرلمان نبيه بري سبق وصرّح عام 1994 بهذا الأمر».
في المقابل أجمعت المواقف على اعتبار القرار انتصاراً للمغتربين بشكل أساسي عبر مساواتهم مع مواطنيهم في لبنان. وقال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في بيان له: «هنيئاً للبنانيّي الانتشار لأنهم سيستطيعون ترجمة لبنانيتهم بأفضل شكل ممكن، بخلاف ما كان يخططه لهم آخرون. فلبنانيو الانتشار، وخلافاً لمواطني أي بلد آخر في العالم، يعدّون أنفسهم مواطنين لبنانيين قبل كل شيء آخر. لبنانيون أقحاح يعيشون في بلاد الانتشار لكنهم يَحيون في لبنان، يتابعون أخباره بأدق التفاصيل، ويشعرون مع أهلهم ومواطنيهم ويبذلون الغالي والرخيص في سبيل بقائه دولة سيدة حرة مستقلة يعيش فيها اللبناني بعزّته وكرامته، وقد ظهر ذلك واضحاً جلياً في نسبة التسجيل في الانتخابات المقبلة والتي تخطّت من بعيد كل التوقعات».
وأضاف: «بعد أن أصبح قانون الانتخاب، الذي صوّت له المجلس النيابي مؤخراً نافذاً، لم يبقَ على الحكومة، اجتمعت أم لم تجتمع، إلا تحديد الموعد النهائي للانتخابات، وتشكيل هيئة الإشراف عليها وبدء العد العكسي لإجرائها كما يجب»، مضيفاً: «يبقى على المواطن اللبناني أيضاً الاستعداد كما يجب وتحكيم ضميره ملياً للقيام بعملية التغيير المطلوبة من خلال صناديق الاقتراع».
من جهته، كتب رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان، عبر «تويتر»: «المجلس الدستوري بقي خارج الصفقات وهذا يسجَّل للأعضاء الذين بقوا على موقفهم. انتصر حق غير المقيمين الدستوري والقانوني بالتصويت لـ128 مقعداً. يبقى أن محاولة الصفقة ستبقى في أذهان غير المقيمين ليحاسبوا المنظومة المتسلطة التي هجّرتهم من وطنهم وظلت تحاول إقصاءهم حتى اللحظة الأخيرة».
بدوره أيّد «الحزب التقدمي الاشتراكي» قرار «الدستوري»، وكتب أمين سر كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: «سيبقى الأمل موجوداً ومحاولات الإخضاع لن تنفع، اليوم (أمس) تم تثبيت حق المغتربين بالتصويت في دوائرهم الـ15 في مواجهة بدأت بالمجلس النيابي عندما أقررنا التعديلات»، مضيفاً: «كم كان خيار عدم الاستقالة من المجلس النيابي صائباً، اليوم ننطلق إلى الانتخابات المقبلة في شهر مايو (أيار) لنحدد أي لبنان نريد».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.