فواز القرني... «أرقام شبابية» تعيده لواجهة «حراس المرمى»

فواز القرني... أظهر إمكانات عالية جداً في الذود عن مرمى الشباب (الشرق الأوسط)
فواز القرني... أظهر إمكانات عالية جداً في الذود عن مرمى الشباب (الشرق الأوسط)
TT
20

فواز القرني... «أرقام شبابية» تعيده لواجهة «حراس المرمى»

فواز القرني... أظهر إمكانات عالية جداً في الذود عن مرمى الشباب (الشرق الأوسط)
فواز القرني... أظهر إمكانات عالية جداً في الذود عن مرمى الشباب (الشرق الأوسط)

أعاد فواز القرني، حارس فريق كرة القدم بنادي الشباب، اكتشاف نفسه من جديد هذا الموسم، بعد تألقه اللافت مع فريقه في مباريات الدوري السعودي للمحترفين، بالإضافة لتقديمه مستوى نال تقدير الجميع خلال مواجهة ثمن نهائي كأس الملك أمام ضمك، التي انتهت لصالح الليث الشبابي بخماسية نظيفة.
ونجح القرني في الحفاظ على نظافة شباكه خلال آخر 6 مباريات على التوالي شارك فيها بالتشكيلة الأساسية، بدءاً من مواجهة الباطن ضمن الجولة الثامنة من منافسات دوري المحترفين، يوم 16 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد الفوز على الباطن بثلاثية نظيفة.
وواصل حارس الشباب مسيرته المميزة بعد ذلك لمدة تزيد على الشهرين، بعد فوز الشباب على الاتحاد في كلاسيكو الجولة التاسعة بهدفين مقابل لا شيء، ثم انتصار فريقه على الطائي بثلاثية نظيفة في الجولة العاشرة، لينجح فواز القرني في الحفاظ على نظافة شباكه لثالث مواجهة توالياً.
وأكمل الحارس الدولي تألقه لينجح الشباب في التفوق على النصر بهدف مقابل لا شيء، في ديربي الرياض بالجولة 11 من بطولة الدوري، وبعدها غاب القرني عن مباراة الشباب والفيصلي في الجولة 12 التي انتهت بالتعادل السلبي بين الفريقين في المجمعة، بعد تعرضه لإصابة في الفخذ الأيمن خلال الحصة التدريبية الأخيرة للمنتخب السعودي لكرة القدم، أثناء التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم.
واستعاد حارس الليث قفاز الإجادة خلال مباراة الرائد ضمن الجولة 13 من بطولة الدوري، التي فاز فيها الشباب بنتيجة 3 - 0 أيضاً، ليُكمل رقمه المميز في المباراة السادسة على التوالي التي يشارك فيها أساسياً أمام ضمك في دور الـ16 من بطولة الكأس، ويتألق في الحفاظ على شباكه نظيفة مع تصديه لأكثر من فرصة، ومساهمته الفعالة في وصول فريقه إلى دور الـ8 تحت قيادة المدرب البرازيلي شاموسكا.
يأتي فواز القرني في الصدارة والمركز الأول من بين جميع حراس أندية الدوري على مستوى الشباك النظيفة، بعد نجاحه في عدم دخول أي هدف بمرماه في 6 مباريات هذا الموسم، متفوقاً على البرازيلي مارسيلو غروهي حارس الاتحاد بـ5، ومصطفى زغبة حارس ضمك بـ5 مباريات أيضاً، ومعهما فلاديمير ستويكوفيتش حارس الفيحاء بنفس الرصيد.
وتؤكد لغة الإحصاءات تفوق القرني هذا الموسم وتقديمه مستويات مثالية في معظم المباريات التي لعبها، حيث شارك في 11 مباراة بدوري المحترفين حتى الآن، بدقائق لعب وصلت إلى 990 دقيقة، متلقياً 9 أهداف فقط في شباكه بمعدل 0.81 هدف في المباراة الواحدة أي أقل من هدف واحد كل 90 دقيقة.
وتصدى القرني لـ31 فرصة من لاعبي ومهاجمي منافسي الشباب، بمعدل يصل إلى 2.8 تصدٍّ في اللقاءِ الواحد، مع عدم حصوله على أي بطاقة صفراء أو حمراء حتى الآن، وقيامه بعمل 203 تمريرات صحيحة بدقة تمرير تصل إلى 79 في المائة، وعدم ارتكابه أي خطأ مباشر تسبب في هدف بشباك فريقه.
وعلى المستوى الفني، نجح شاموسكا في صناعة نظام تكتيكي قوي ساعد القرني على تألقه، برهانه على طريقة لعب 4 - 2 - 3 - 1 ونجاحه في تكوين فريق يعتمد على مزيج بين المحليين والمحترفين، من خلال صلابة الدفاع بقيادة الثنائي إيجور وأحمد شراحيلي، مع غلق الأظهرة بثنائية فواز الصقور ومتعب الحربي على الأطراف.
وعرف المدرب البرازيلي كيفية تقليل المساحات بين الخطوط بوجود حسين القحطاني في منطقة الارتكاز، وأمامه نجوم الفريق بقيادة بانيجا، وكارلوس جونيور، وهتان باهبري، وتركي العمار أو باولينيو، وبالمقدمة لا خلاف على النيجيري إيجالو، لينجح الفريق الشبابي في تسجيل الأهداف بالهجوم.
وفي الوقت نفسه، ساعدت هذه المنظومة الدفاعية فواز القرني حارس الفريق في الحفاظ على نظافة شباكه لـ6 مباريات على التوالي لعبها أساسياً، سواء في بطولة الدوري أو الكأس.
وانتقل فواز من فريق الاتحاد إلى الشباب خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، بعد جلوسه احتياطياً لصالح البرازيلي غروهي داخل صفوف الفريق الغربي، بعد مشاركته في مباراة واحدة فقط ببطولة دوري المحترفين خلال الموسم الماضي 2020 – 2021، ولعبه 12 مباراة في موسم 2019 - 2020 استقبل خلالها 17 هدفاً، ليتجه إلى العاصمة الرياض ويستعيد تألقه وبريقه مرة أخرى بلعبه أساسياً مع الليوث، وحفاظه على عذرية الشباك في 7 مواجهات بواقع 6 في بطولة الدوري ومباراة في بطولة الكأس.
وأبدى القرني سعادته الكبيرة بالوجود في صفوف فريق كرة القدم بنادي الشباب بعد اكتساح ضمك بخماسية نظيفة، ليؤكد أن بيئة الفريق صحية، تساعده على تقديم نفسه بالصورة التي تليق بالنادي، وأن هدفهم هو تحقيق بطولة كأس الملك هذا الموسم والمنافسة بقوة على لقب الدوري السعودي للمحترفين، الذي يوجد فيه الفريق بالمركز الثاني خلف الاتحاد المتصدر بفارق نقطة واحدة فقط.


مقالات ذات صلة

غوميز: مواجهة الرائد ستكون مباراة الموسم للفتح

رياضة سعودية غوميز قال إن التقارب النقطي مع الرائد يضاعف أهمية الفوز (نادي الفتح)

غوميز: مواجهة الرائد ستكون مباراة الموسم للفتح

قال البرتغالي جوزيه غوميز، مدرب فريق الفتح، إن مباراة فريقه أمام الرائد ستكون صعبة في ظل تقارب النتائج والمراكز والظروف بين الفريقين، عندما يلتقيان الخميس.

علي القطان (الأحساء)
رياضة سعودية مدافع النصر الإسباني إمريك لابورت (رويترز)

لابورت مطلوب في مرسيليا

يبدو أن نجماً آخر من نجوم دوري روشن قد بات مطلوباً في أحد أندية القارة العجوز، ألا وهو مدافع النصر الإسباني إمريك لابورت.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية خيسوس أشهر مدرب في الدوري السعودي (محمد المانع)

من هم أغلى مدربي كرة القدم في العالم؟

تحوّل الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم في السنوات الأخيرة إلى منصة رئيسية لأفضل المدربين واللاعبين في العالم، مدفوعاً بالاستثمارات الضخمة التي جعلت المملكة.

فاتن أبي فرج (الرياض)
رياضة سعودية أنطونيو روديغر نجم ريال مدريد هل ينتقل للدوري السعودي؟ (رويترز)

روديغر يتطلع للعب في الدوري السعودي

مهما حدث من الآن فصاعداً، يمكن لريال مدريد أن يكون أكثر من راضٍ عن الأداء الذي قدمه أنطونيو روديغر (32 عاماً).

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية مارسيلو بروزوفيتش (نادي النصر)

مدرب النصر يدفع ببروزوفيتش لمواجهة الاستقلال «رغم الإجهاد»

كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش لاعب فريق النصر، سيوجد ضمن قائمة النصر للقاء الاستقلال ضمن إياب دور الـ16 من دوري أبطال آسيا.

أحمد الجدي (الرياض)

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.