تعاون مصري ـ فرنسي في مجال البيئة

وزيرة البيئة المصرية تلتقي السفير الفرنسي وعدداً من ممثلي الشركات الفرنسية (وزارة البيئة)
وزيرة البيئة المصرية تلتقي السفير الفرنسي وعدداً من ممثلي الشركات الفرنسية (وزارة البيئة)
TT

تعاون مصري ـ فرنسي في مجال البيئة

وزيرة البيئة المصرية تلتقي السفير الفرنسي وعدداً من ممثلي الشركات الفرنسية (وزارة البيئة)
وزيرة البيئة المصرية تلتقي السفير الفرنسي وعدداً من ممثلي الشركات الفرنسية (وزارة البيئة)

أكدت وزارة البيئة في مصر «عمق العلاقات بين مصر وفرنسا، وتقارب الرؤى في مجال البيئة، خصوصاً ملف تغير المناخ، الذي لم يعد تحدياً بيئياً؛ بل تحدياً تنموياً، والحاجة الملحة للربط بين موضوعات تغير المناخ وصون التنوع البيولوجي، والحد من التصحر لمواجهة التحديات البيئية العالمية التي تؤثر بشكل مباشر على الممارسات المالية ومجتمع الأعمال».
والتقت وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد، أمس، سفير فرنسا في القاهرة مارك باريتي، ورئيس غرفة التجارة الفرنسية، وعدداً من ممثلي الشركات الفرنسية، لمناقشة ملف البيئة في مصر، واستضافة مؤتمر المناخ القادم، وفرص التعاون المستقبلية مع مجتمع الأعمال الفرنسي. وقال السفير الفرنسي إن «تغير المناخ أصبح تحدياً يواجه العالم أجمع، مما يتطلب تضافر جهود الجميع للتصدي لآثاره ومواجهته»، مثمناً «دور مصر وجهودها في دعم ملف تغير المناخ وتطلعه لما ستقدمه خلال مؤتمر المناخ القادم للوصول لإجراءات فعلية لاتفاق باريس».
من جهتها، قالت الوزيرة المصرية إن «إعلان كتاب قواعد اتفاق باريس خلال مؤتمر المناخ بغلاسكو يعني بدء مرحلة تنفيذ خطط العمل، مما سيجعل مصر خلال احتضانها لمؤتمر المناخ القادم تركز على مفاوضات تمويل المناخ والتزامات الدول المتقدمة، لتيسير وصول الدول النامية للتمويل اللازم لتنفيذ خططها لمواجهة آثار تغير المناخ»، لافتة إلى أن «اللجنة العليا برئاسة رئيس مجلس الوزراء المصري والمعنية بتنظيم مؤتمر المناخ القادم سيكون بها مجموعة معنية بتسهيل مشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني في عملية التنظيم لتصبح عملية تنظيمية شاملة تمنح فرصة كبيرة لقطاع الأعمال للشراكة والانخراط في العمل المناخي، خصوصاً أن النظرة للبيئة في مصر تغيرت خلال الفترة الماضية، فأصبح مراعاة اعتبارات البيئة وصون الموارد ضرورة في مجالات التنمية والأعمال، وذلك ضمن التوجه نحو البناء للأفضل، وتضافر جهود الجميع من حكومة وقطاع خاص ومجتمع مدني وشباب، وخلق مناخ داعم للشراكة والاستثمار البيئي في مصر، كإعلان معايير الاستدامة البيئية وتطبيقها في الخطة الاستثمارية للدولة، وإعلان السندات الخضراء، التي تضمنت تنفيذ مشروعات للتكيف والتخفيف من آثار تغير المناخ، وأيضاً إصدار تعريفة تحويل المخلفات لطاقة والتسهيلات والحوافز الاستثمارية في مشروعات البيئة».
وحسب بيان لوزارة البيئة بمصر، أمس، فقد أشارت الوزيرة المصرية إلى أن «وزارتي البيئة والسياحة تعملان على دعم السياحة البيئية في مصر، وتم إطلاق علامة خضراء يتم منحها للفنادق التي تراعي اعتبارات البيئة»، كما تقوم وزارة البيئة بتطوير المحميات الطبيعة ودمج المجتمع المحلي والقطاع الخاص في إدارتها، موضحة «اهتمام مصر بدور الوعي البيئي في مواجهة التحديات البيئية، عبر العمل مع جميع الأطراف والفئات في المجتمع».



إجبار مطاعم في صنعاء على تقديم وجبات مجانية للحوثيين

تجمع للمارة في صنعاء خلال محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)
تجمع للمارة في صنعاء خلال محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)
TT

إجبار مطاعم في صنعاء على تقديم وجبات مجانية للحوثيين

تجمع للمارة في صنعاء خلال محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)
تجمع للمارة في صنعاء خلال محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

ألزمت الجماعةُ الحوثية المطاعمَ الشهيرة في العاصمة المختطفة صنعاء تقديمَ وجبات مجانية لمصلحة مئات الشبان والأطفال الذين استُقطبوا في الأيام الأخيرة من أحياء المدينة وأريافها إلى مساجد عدة بغية إخضاعهم خلال ليالي وأيام شهر رمضان المبارك للتعبئة الفكرية، تمهيداً لتجنيدهم.

وتحدثت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن تنفيذ مشرفين حوثيين ومسلحين يتبعون ما يسمى «مكتب التعبئة العامة» حملة ميدانية استهدفت أشهر مطاعم المدينة وأجبرتها على تقديم إتاوات عينية ونقدية.

وأفادت المصادر بأن الجماعة الحوثية أجبرت مطاعم: «ريماس» و«الخطيب» و«الحمراء» و«القلعة» و«الشيباني» و«ريماس بلازا» و«بيت المندي» و«الأرض الخضراء» و«الناضج»، على تجهيز وجبات إفطار وسحور يومية لأتباع الجماعة الذين ألحقتهم بأنشطة ودورات تعبوية مُكثفة في «جامع الصالح» و«الجامع الكبير» ومساجد أخرى بالمدينة.

وأكدت المصادر أن قادة الجماعة المسؤولين عن تنفيذ برامج التعبئة والحشد إلى الجبهات، لم يكتفوا بذلك الاستهداف ضد أصحاب المطاعم؛ بل أرغموهم على دفع إتاوات مالية متفاوتة للصرف على تكاليف الحملات، وتحت اسم «ضريبة مبيعات»، وتُحدِّد الجماعة قيمتها بقدر الأرباح التي تكسبها تلك المطاعم.

الجماعة الحوثية تكرس جهدها من أجل تطييف المجتمعات المحلية (إعلام محلي)

واشتكى ملاك المطاعم من حملات الاستهداف، وأوضحوا أن فرقاً حوثية تواصل منذ أيام النزول الميداني لابتزازهم، ومطالبتهم بتقديم أصناف مختلفة من الطعام لعناصرها الذين يشاركون في أنشطة وبرامج تعبوية، بالإضافة إلى إلزامهم دفع مبالغ مالية تحت أسماء عدة.

وسبق للجماعة الحوثية أن أجبرت مُلاك المطاعم في صنعاء وضواحيها على تقديم مختلف وجبات الطعام لطلاب المراكز الصيفية، ولمن سموهم «المجاهدين» المنتشرين في كثير من الأماكن القريبة من تلك المطاعم، ولأسر قتلى الجماعة.

وتأتي الخطوة الحوثية في سياق تضييق الخناق على من تبقى من العاملين في القطاع التجاري؛ تارة بابتزازهم وإرغامهم على دفع جبايات لتمويل الجبهات، وأخرى باعتقالهم ومصادرة ممتلكاتهم.

ثكنات للتعبئة

وتحدثت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن استقطاب الجماعة الحوثية قبيل حلول شهر رمضان بأيام مئات المراهقين والشبان، تتراوح أعمارهم بين 15 و23 عاماً، من أحياء وقرى متفرقة في صنعاء وأريافها، ونقلهم تباعاً على متن حافلات إلى «جامع الصالح» و«الجامع الكبير» و«جامع الشهداء» بصنعاء، استعداداً لبدء تلقينهم الدروس والأفكار الطائفية.

ووفق المصادر، فإن ذلك التحرك يأتي ضمن ما يُسمى «برنامج فكري» تنفذه الجماعة خلال ليالي وأيام شهر رمضان المبارك، ويشمل دورات تعبئة فكرية وطائفية وتحريضاً على الالتحاق بجبهات القتال.

الحوثيون حولوا المساجد في صنعاء ثكنات للتعبئة الطائفية (الشرق الأوسط)

ومع دخول رمضان المبارك من كل عام، تكثف الجماعة الحوثية خطابها الفكري والتعبوي، وتحول كثيراً من المساجد إلى مجالس لتعاطي نبتة «القات» المخدرة، وإلى ثكنات للاستقطاب والتعبئة، كما تُجبر السكان بمختلف أعمارهم في صنعاء وغيرها على التزام توجهاتها ذات المنحى العنصري.

كما عمدت الجماعة في الأعوام السابقة إلى نصب شاشات عرض كبيرة على جدران المساجد في صنعاء؛ من أجل بث سلسلة دروس وحلقات ذات طابع طائفي، إلى جانب عرض كلمات ومحاضرات سابقة لمؤسس الجماعة حسين الحوثي، وزعيمها الحالي عبد الملك الحوثي.