النظام يواصل قصفه مدينة حلب.. ودي ميستورا متمسك بـ {تجميد المعارك}

«القوات المشتركة» تسيطر على 9 قرى في الرقة

صدمة الأهالي من الدمار الناتج عن براميل ألقاها طيران النظام السوري أمس على حي الفردوس في حلب (رويترز)
صدمة الأهالي من الدمار الناتج عن براميل ألقاها طيران النظام السوري أمس على حي الفردوس في حلب (رويترز)
TT

النظام يواصل قصفه مدينة حلب.. ودي ميستورا متمسك بـ {تجميد المعارك}

صدمة الأهالي من الدمار الناتج عن براميل ألقاها طيران النظام السوري أمس على حي الفردوس في حلب (رويترز)
صدمة الأهالي من الدمار الناتج عن براميل ألقاها طيران النظام السوري أمس على حي الفردوس في حلب (رويترز)

لم يتخل موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا عن مشروعه القاضي بتجميد المعارك في مدينة حلب رغم الصعوبات التي يواجهها، وذلك بحسب ما أكد مساعده لوكالة الصحافة الفرنسية الثلاثاء في دمشق، في الوقت الذي واصل فيه طيران النظام قصف بعض أحياء مدينة حلب، فيما تمكنت قوات المعارضة السورية من إنهاء تمشيط ركام مبنى المخابرات الجوية محرزة بعض التقدم في الريف، وذلك بعد هجوم شنّته المعارضة على المبنى أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، فيما أشارت معلومات إلى نزوح عائلات ضباط النظام السوري من مدينة حلب باتجاه اللاذقية.
وقال رمزي عز الدين رمزي: «لا نزال على اتصال بالحكومة السورية وجميع من لهم نفوذ على الأرض في حلب، للتأكد من إمكان إحراز تقدم في هذه المبادرة». وأضاف: «من الواضح أن عملية التجميد تواجه صعوبات، لكننا لن نستسلم ونأمل في أن نتمكن من تحقيق نتائج. متى؟ لا أدري لكننا سنواصل (جهودنا) في هذا الاتجاه».
وكان «مكتب أخبار سوريا» قد ذكر أمس إن أكثر من 50 عائلة من الأحياء الخاضعة للنظام في مدينة حلب وصلت إلى مدينة اللاذقية الخاضعة لسيطرته أيضا، مشيرا إلى أن أغلب النازحين هم من عائلات الضباط في الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني الذين يقاتلون ضد قوات المعارضة بمدينة حلب، مرجحة أن يكون اشتداد المعارك في الأيام القليلة الماضية، إضافة إلى التقدم الذي يحققه مقاتلو المعارضة، هو السبب وراء نزوح هذه العائلات.
ولفت إلى أن عناصر من الأمن النظامي في مدينة اللاذقية استقبلوا النازحين لدى وصولهم، وأمنوا لهم وسائل نقل إلى مكان إقامتهم المخصص في مدينة القرداحة وقرى ريف مدينة جبلة، بمحافظة اللاذقية.
وبعد 3 أيام من القصف المتواصل وغير المسبوق على مدينة حلب من قبل النظام، كان مسلحو «جبهة النصرة» قد هاجموا مساء الاثنين مقرا للاستخبارات الجوية التابعة للقوات السورية الحكومية في مدينة حلب الشمالية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن «انفجارا قويا» هزّ مقر المخابرات الجوية الواقع غرب حلب، تبعته اشتباكات عنيفة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله إن «جبهة النصرة وغيرها من الحركات (الجهادية) شنت الهجوم على المقر».
في غضون ذلك، قصفت قوات النظام مناطق في محيط قرية باشكوي ومنطقة دوير الزيتون بريف حلب الشمالي، كما استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من حزب الله اللبناني من طرف، وجبهة النصرة من طرف آخر، في حي جمعية الزهراء غرب حلب، ترافق مع تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق الاشتباكات، وذلك عقب تمكن مقاتلي النصرة من التقدم والسيطرة على مدرسة في الحي وعلى نقاط أخرى في المنطقة.
كذلك، قصف الطيران المروحي صباح أمس، بالبراميل المتفجرة، مناطق في طريق الكاستيلو شمال حلب، كما تعرضت مناطق في مطار كويرس العسكري والذي يحاصره تنظيم داعش لقصف جوي.
وفي الرقة سيطرت القوات المشتركة المنضوية في غرفة عمليات بركان الفرات، اليوم، على 9 قرى في الريف الغربي لمدينة تل أبيض بالرقة، وعلى عدد من المقالع والمحاجر على طريق حلب – الرقة، وذلك بعد معارك مستمرة مع تنظيم داعش منذ نحو الشهرين في المنطقة.
وأوضح مصدر عسكري من غرفة عمليات بركان الفرات، لـ«مكتب أخبار سوريا»، أن وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل من الجيش السوري الحر سيطرت على قرى تولك فوقاني وتحتاني وكورتك وكوركش متين وأحيمر، كما سيطرت على مقالع الجزيرة وخراب عشك والشهباء واثنين من محاجر الجلبية في ريف الرقة.
وأشار المصدر إلى أن خسائر التنظيم قدرت خلال اليومين الماضيين بـ120 قتيلا وعشرات الجرحى، إضافة إلى تدمير 4 سيارات تابعة له، جراء استهدافها من قبل طيران التحالف الدولي.
وفي درعا، استمر النظام في قصف مناطق عدّة، وقُتل 3 أطفال من عائلة واحدة، ظهر أمس، في قصف بالصواريخ الفراغية شنّه الطيران الحربي التابع للجيش السوري النظامي، على بلدة الكرك الشرقي الخاضعة لسيطرة المعارضة شرق محافظة درعا. وأدّى القصف إلى إصابة 8 مدنيين بجروح متفاوتة، فضلا عن دمار في عدد من المنازل السكنية وسط البلدة.
كذلك قصفت طائرات مروحية نظامية، بالبراميل المتفجرة، بلدة صيدا الخاضعة لسيطرة المعارضة شرق درعا، ما أدى إلى مقتل فتاة وإصابة عدد غير محدد من السكان في البلدة.
في السياق ذاته قصف الطيران المروحي النظامي مدينة إنخل الخاضعة لسيطرة المعارضة شمال درعا، ببرميلين متفجّرين، اقتصرت أضرارهما على الجوانب المادية من دون سقوط قتلى أو جرحى.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.