قالت قوات الاحتلال الإسرائيلية إنها اعتقلت فلسطينية بعد طعنها مستوطناً قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل، في وقت تشهد فيه الضفة توتراً متصاعداً». وأكد المسعفون في «نجمة داود الحمراء» الذين وصلوا إلى مكان الحادث لتقديم العلاج الطبي للمصاب، أنه في حالة وعي تام.
وأصدرت الشرطة الإسرائيلية، بياناً، جاء فيه «أن فلسطينية قامت بهجوم طعن اتجاه مواطن (28 عاماً) أصيب بجروح طفيفة على حاجز روث في الخليل بالقرب من الحرم الإبراهيمي، وتم تحييد المنفذة من قبل القوات، وهو ما أثار شكوكاً فلسطينية حول الرواية الإسرائيلية».
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا): «اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، السبت، مواطنة من مدينة الخليل، بعد الاعتداء عليها بالضرب المبرح بالقرب من الحرم الإبراهيمي الشريف». أضافت «المواطنة سعدية سالم فرج الله (65 عاماً) من بلدة إذنا غرب الخليل، أصيبت في أنحاء متفرقة من جسدها، جراء الاعتداء الذي تعرضت له من قبل قوات الاحتلال المتمركزة على الحاجز العسكري المقابل للحرم الإبراهيمي الشريف، دون معرفة تفاصيل عن وضعها الصحي».
وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال التي عززت من تواجدها بمحيط المكان، أعلنت المنطقة عسكرية مغلقة، ومنعت المواطنين وطواقم الإسعاف من الوصول إلى المصابة، التي كانت في حالة إغماء وفقدان للوعي. وجاءت عملية الطعن في وقت تشهد فيه الضفة الغربية توتراً متصاعداً بعد مقتل مستوطن يوم الخميس الماضي في هجوم نفذه فلسطينيون على الطريق بين نابلس وجنين شمال الضفة الغربية.
وهاجم مسلحون فلسطينيون، مساء الخميس، 3 مستوطنين وهم في سيارتهم أثناء مغادرتهم بؤرة «حوميش»، وهي مستوطنة كان من المفترض أن يتم إخلاؤها كجزء من عملية إخلاء عام 2005، ولكنها تحولت لموقع مدرسة دينية يهودية تدار بشكل غير قانوني. وكثفت إسرائيل أمس مطاردة منفذي الهجوم، واعتقلت المزيد من الفلسطينيين في إطار بحثها عن منفذي الهجوم، ومن بين المعتقلين أسرى محررون. وتركز جزء من عمليات البحث أمس في بلدتي يعبد وكفر راعي، ومدينة قباطية في جنين. بالإضافة إلى المعتقلين، قام الجيش الإسرائيلي أيضاً بمصادرة مواد من الكاميرات الأمنية في قرى المنطقة.
وكان الجيش قد نقل مئات من الجنود من كتيبة المظليين 890 وكتيبة جولاني الاستطلاعية ووحدة «الكرز - دفدوفان»، وعدداً من جنود الاحتياط، إلى الضفة الغربية بعد تنفيذ العملية، ويتم نشرهم قرب رام الله وفي قطاعي نابلس وجنين. ويستهدف الجيش، بحسب مصادر إسرائيلية، إضافة إلى ملاحقة منفذي الهجوم، منع المزيد من الهجمات في الأيام المقبلة في ظل وجود تقارير استخباراتية حول تصعيد محتمل.
وقال قائد فرقة الضفة الغربية في الجيش الإسرائيلي البريغادير أفي بلوت، إن «قوات الجيش تقترب من وضع اليد على المسلحين المنفذين»، مؤكداً أن «الجيش يبذل كل جهد مستطاع من أجل إلقاء القبض عليهم». وجاء ذلك فيما واصل مستوطنون تنفيذ أعمال عربدة في شوارع الضفة الغربية مستهدفين سيارات وأملاك الفلسطينيين. ولم تعلن أي جماعة فلسطينية مسؤوليتها عن الهجوم الأخير، الذي يأتي عقب عدة هجمات فلسطينية على إسرائيليين في الأسابيع الأخيرة. كما يشكو الفلسطينيون من هجمات المستوطنين الذين يعتبر المجتمع الدولي إقامتهم في الضفة الغربية غير مشروعة. وأرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، وهو زعيم سابق لحركة الاستيطان الرئيسية في الضفة الغربية، «تعازيه الحارة» لأسرة ديمينتمان. وكتب على تويتر: «لن نهدأ حتى نقبض على القتلة الحقراء ونتعامل معهم».
وذكرت «وفا» أن مكتب الرئيس محمود عباس اتهم المستوطنين بترويع الفلسطينيين «بتشجيع وحماية من حكومة الاحتلال الإسرائيلي». كما اندلعت اشتباكات بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية. وقالت وكالة «أسوشيتد برس» للأنباء إن أحد مصوريها، وهو محمود عليان، تعرض للضرب من قبل الشرطة الإسرائيلية في هجوم «لا مبرر له» أثناء تغطيته للاحتجاجات، ما تطلب علاجه بالمستشفى. وأضافت الوكالة أنها «غاضبة بشدة».
ودعت رابطة الصحافة الأجنبية إلى إجراء تحقيق. ورداً على ذلك، قالت متحدثة باسم الشرطة إن أفرادها «استخدموا وسائل فض أعمال الشغب للحفاظ على النظام العام» وإن الحادث سيتم التحقيق فيه. وحذر منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، من تصاعد التوترات. وقال في بيان: «إنني قلق من تصاعد العنف في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، والذي يودي بحياة الإسرائيليين والفلسطينيين». أضاف «أطلق مسلحون فلسطينيون، الخميس الماضي، النار باتجاه سيارة إسرائيلية بالقرب من مدينة نابلس، ما أدى إلى مقتل إسرائيلي وإصابة اثنين بجروح.
وشن المستوطنون الإسرائيليون عدة اعتداءات انتقامية ضد الفلسطينيين في القرى القريبة من نابلس. وإنني أدين جميع أعمال العنف والإرهاب وأدعو جميع الأطراف إلى تهدئة الوضع». وأشار وينسلاند إلى أن «هذه الحوادث المأسوية، والعديد من الحوادث الأخرى في الأسابيع الأخيرة، تسلط الضوء على تقلب الوضع الحالي والحاجة الملحة لجميع القادة السياسيين والدينيين والمجتمعيين للتحدث ورفض العنف».
توتر في الضفة بعد عملية طعن في الخليل والاحتلال يعتقل فلسطينية
مطاردة واسعة لمنفذي هجوم «حوميش»... والأمم المتحدة تدعو إلى التهدئة
توتر في الضفة بعد عملية طعن في الخليل والاحتلال يعتقل فلسطينية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة