ملك المغرب يوجه برقية شكر إلى خادم الحرمين وولي عهده

لدعمهما الصريح والواضح لمغربية الصحراء

ملك المغرب يوجه برقية شكر إلى خادم الحرمين وولي عهده
TT

ملك المغرب يوجه برقية شكر إلى خادم الحرمين وولي عهده

ملك المغرب يوجه برقية شكر إلى خادم الحرمين وولي عهده

بعث العاهل المغربي، الملك محمد السادس، ببرقيات شكر وامتنان إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي على دعم بلدانهم الصريح والواضح لمغربية الصحراء، وذلك خلال اجتماع القمة الـ42 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي التأمت أخيرا في الرياض.
وجاء في برقية وجهها العاهل المغربي إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز: «يطيب لي أن أجدد التواصل معكم لأعبر لكم عن أخلص مشاعر المودة التي أكنها لشخصكم الموقر، مشفوعة بأصدق دعواتي إلى الله تعالى أن يديم عليكم أردية الصحة والعافية، وموصول السعادة والهناء وطول العمر».
وقال العاهل المغربي: «لقد تابعت ببالغ الشكر والتقدير ما عبرتم عنه، بمعية إخواني من أصحاب الجلالة والسمو من قادة الدول الخليجية، خلال اجتماع المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الثانية والأربعين بالرياض، تحت الرئاسة الحكيمة للمملكة العربية السعودية الشقيقة، من دعم صريح وواضح لمغربية الصحراء، ومساندة تامة للوحدة الترابية لبلدكم الثاني المملكة المغربية».
وذكر الملك محمد السادس لخادم الحرمين الشريفين أن «هذا الموقف ليس غريبا عنكم وعن بلدكم الشقيق، الذي تجمعنا به أواصر متينة، وعلاقات شراكة متميزة وتضامن موصول»، مضيفا أن المغرب «يعتبر دائما أمن واستقرار دول الخليج العربي من أمنه، وأن ما يضركم يضرنا وما يمسنا يمسكم. فالشراكة المغربية - الخليجية، وكما أكدت على ذلك أمامكم بمناسبة عقد القمة المغربية - الخليجية بالرياض في 20 أبريل 2016، ليست وليدة مصالح ظرفية، أو حسابات عابرة، وإنما تستمد قوتها من الإيمان الصادق بوحدة المصير، ومن تطابق وجهات النظر، بخصوص قضايانا المشتركة».
وتضرع عاهل المغرب إلى الله تعالى أن «يحفظ خادم الحرمين الشريفين بعين عنايته الربانية، ويطيل عمركم، وأن يحالف النجاح والسداد جهودكم لتحقيق ما يصبو إليه شعبكم الأصيل من مراتب الرفعة والعزة والرخاء، إنه سميع مجيب».
كما جدد الملك محمد السادس الإعراب لخادم الحرمين الشريفين عن بالغ اعتزازه «بما يربطنا شخصيا وأسرتينا الملكيتين من وشائج المودة الخالصة، والتقدير المتبادل، وما يجمع بلدينا من روابط متينة، قوامها التعاون المثمر، والتضامن الفعال».
كما بعث العاهل المغربي أيضا ببرقية مماثلة إلى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي عهد المملكة العربية السعودية، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، على دعم بلاده الصريح لمغربية الصحراء.
وجاء في البرقية: «يطيب لي أن أجدد الاتصال بسموكم، معربا عن اعتزازي العميق بما يربطنا شخصيا من وشائج الأخوة الصادقة، والتقدير المتبادل، وبما يجمع الشعبين السعودي والمغربي من علاقات متينة ومتميزة، قائمة على التعاون المثمر، والتضامن الفاعل».
وقال عاهل المغرب: «لقد كان للدعم الصريح والقوي الذي عبرتم عنه، بمعية إخواني من أصحاب الجلالة والسمو من قادة الدول الخليجية لمغربية الصحراء، ولما أبديتموه من دفاع وغيرة أخوية على الوحدة الترابية لبلدكم الثاني المملكة المغربية، خلال اجتماع المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الـ42 بالرياض، أبلغ الأثر في نفسي، وإنني لأعرب لسموكم عن عميق شكري وتقديري لهذا الموقف الشهم المعهود في بلدكم الأصيل».
وأضاف العاهل المغربي أنه «وبقدر ما يترجم هذا الموقف النبيل بجلاء ذلكم الرباط الأخوي الصادق، الذي ما فتئ يشدنا شخصيا وأسرتينا الملكيتين، وتلكم العلاقات المتميزة والمتجذرة القائمة بين بلدينا، يجدد إيماننا الراسخ بوحدة مصيرنا المشترك، ويزيد من حرص المغرب القوي والتزامه الدائم والمطلق بالدفاع عن أمن واستقرار دول الخليج العربي، وكذا بتعزيز شراكتهما الاستراتيجية والنموذجية جهويا أو دوليا».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.