معارضو الرئيس التونسي يواصلون الاحتجاج ضد قراراته

جانب من المظاهرات المناهضة لقرارات الرئيس قيس سعيد وسط العاصمة أول من أمس (أ.ب)
جانب من المظاهرات المناهضة لقرارات الرئيس قيس سعيد وسط العاصمة أول من أمس (أ.ب)
TT

معارضو الرئيس التونسي يواصلون الاحتجاج ضد قراراته

جانب من المظاهرات المناهضة لقرارات الرئيس قيس سعيد وسط العاصمة أول من أمس (أ.ب)
جانب من المظاهرات المناهضة لقرارات الرئيس قيس سعيد وسط العاصمة أول من أمس (أ.ب)

تجمع أمس محتجون معارضون للرئيس التونسي، قيس سعيد، لليوم الثاني على التوالي في شارع الحبيب بورقيبة للمطالبة بإلغاء التدابير الاستثنائية، ورفع التجميد عن البرلمان، وإعادة العمل بالدستور، بحسب ما أورده مراسل وكالة الصحافة الألمانية أمس.
وتوافد المحتجون، الذين يطلقون على أنفسهم «مواطنون ضد الانقلاب»، منذ أول من أمس، إلى الشارع الرمز بمناسبة الاحتفاء بذكرى الثورة للاعتراض على خطط الرئيس سعيد. ومنعت الشرطة أمس جلب محتجين لخيام للاعتصام في الشارع، ومع ذلك قضى البعض منهم ليلته في العراء.
وقال الناشط جوهر بن مبارك وسط محتجين: «جئنا إلى شارع الثورة، لكن هذه المرة لن نعود إلى منازلنا حتى يسقط الانقلاب».
ويعتزم المحتجون الاستمرار في وقفاتهم بالشارع حتى 14 من يناير (كانون الثاني) المقبل، تاريخ سقوط حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي قبل عشر سنوات. ورددوا أمس عدة شعارات مناهضة للرئيس.
وقرر الرئيس سعيد استمرار تجميد البرلمان حتى إعلان انتخابات جديدة في ديسمبر (كانون الأول) 2022، كما ألغى العمل بمعظم مواد الدستور، وأصدر أمراً رئاسياً يمنحه سلطات واسعة لإدارة الدولة. وبرر سعيد هذه القرارات بتفشي الفساد، والفوضى في المؤسسات وحماية الدولة من خطر داهم، وقال في خطاباته إنه يعمل على تصحيح مسار الثورة.
لكن هذه القرارات أثارت مخاوف أحزاب المعارضة من انهيار الانتقال الديمقراطي.
من جانبها، دعت حركة النهضة الإسلامية، مساء أول من أمس، إلى «تصعيد أشكال النضال السلمي» ضد قرارات رئيس الجمهورية، وخططه لإصلاح النظام السياسي.
ودعا الحزب المناهضين لقرارات الرئيس إلى توحيد جهودهم في «التصدي للانقلاب، ومواجهة الانحراف بالسلط وضرب الشرعية والدستور»، بحسب ما يقول هذا الحزب الإسلامي.
وقالت النهضة في بيان لها بمناسبة الاحتفاء بذكرى الثورة، إن سعيد يريد الدفع بإصلاحات «على هواه في قطيعة كلية مع القوى الحية بالبلاد، من أحزاب ومنظمات وهيئات دستورية».



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».