اتحاد الكرة الإنجليزي وشرطة العاصمة مسؤولان عن فوضى المباراة النهائية ليورو 2020

تقرير كيسي وضع اللوم على الجناة اليائسين والمخدرات وأغفل الإخفاقات الجماعية للمسؤولين

التقرير حول الفوضى والشغب الذي أحاط بنهائي كأس أمم أوروبا لم يكن كافياً لإثبات الحقائق (رويترز)
التقرير حول الفوضى والشغب الذي أحاط بنهائي كأس أمم أوروبا لم يكن كافياً لإثبات الحقائق (رويترز)
TT

اتحاد الكرة الإنجليزي وشرطة العاصمة مسؤولان عن فوضى المباراة النهائية ليورو 2020

التقرير حول الفوضى والشغب الذي أحاط بنهائي كأس أمم أوروبا لم يكن كافياً لإثبات الحقائق (رويترز)
التقرير حول الفوضى والشغب الذي أحاط بنهائي كأس أمم أوروبا لم يكن كافياً لإثبات الحقائق (رويترز)

قالت لويز كيسي «عضو مجلس اللوردات البريطاني» في تقريرها الشامل عن الأحداث التي وقعت خلال المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2020 على ملعب ويمبلي في 11 يوليو (تموز): «أنا لست بصدد إلقاء اللوم على بعض الأفراد. لذا، إذا كان الناس يبحثون عن تقرير يحاول تحويل بعض الأفراد إلى كبش فداء، فلن تجدوا ذلك. كانت هناك إخفاقات جماعية حددتها وكانت واضحة. وهناك أيضاً عوامل مخففة أصفها في التقرير بأنها (عاصفة كاملة) جعلت من الصعب للغاية إدارة هذه المباراة النهائية».
وبعد صدور التقرير الصادر من 129 صفحة، يبدو من غير المحتمل أن كلمات كيسي ستوقف الأشخاص الذين يتطلعون إلى تحميل فرد ما مسؤولية ما حدث. لقد كانت التجربة برمتها، والتي وصفتها كيسي بـ«العار الوطني»، بغيضة لدرجة أن الأمر ربما يستدعي إغلاقها تقريبا، لأن مجرد الحديث عنها أو التفكير فيها يجعلها أكثر إزعاجاً. وربما تكون مشكلة إلقاء اللوم على الآخرين أقوى مما تعتقده كيسي أيضاً.
ويوجد على خط النار طرفان رئيسيان: الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وشرطة العاصمة. ويُنظر إلى شرطة العاصمة بقدر كبير من الشك الآن بعد مقتل سارة إيفرارد على يد شرطي بريطاني أدين بخطفها واغتصابها وقتلها، في حين أصبح الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في قلب العاصفة بصفته الهيئة التي تدير كرة القدم في البلاد.
ولم تتمكن الجهتان من منع عشرات الآلاف من الأشخاص من الانخراط في الفوضى العامة قبل وأثناء وبعد المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2020 بين إنجلترا وإيطاليا، كما فشلتا في منع ما لا يقل عن 2000 شخص من الدخول لملعب المباراة دون تذاكر.
ونشرت شرطة العاصمة 553 ضابطاً، أي أكثر من ضعف العدد الذي نشر خلال إحدى مباريات الديربي في الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن المشكلة تتمثل في أن هذا العدد من الضباط لم ينتشر حتى الساعة الثالثة مساءً، في الوقت الذي تجمعت فيه الحشود من الساعة التاسعة صباح ذلك اليوم.
ويصر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم على أنه لم يسبق له أن استعان بعدد أكبر من أفراد الشرطة لحماية أي مباراة من قبل. لكن كيسي أشارت إلى أن أفراد الشرطة لم يفتقروا إلى الخبرة فحسب، لكنهم أيضا كانوا يفتقرون إلى السلطة. وتعود ملكية منطقة المدخل الرئيسي، الطريق الأولمبي، إلى مجموعة «كوينتين» للعقارات. وشملت المناقشات حول كيفية إدارة هذه المنطقة ستة أطراف، بما في ذلك المطور العقاري. وخلصت كيسي إلى أنه لم يتم اعتبار أي شخص مسؤولاً عن السلامة.
وكانت هاتان مجرد مشكلتين غير متوقعتين. وربما لم نكتشف خطورتهما إلا عندما ننظر للأمور الآن بعد فوات الأوان، لكن من المؤكد أيضاً أنه كان من الممكن التعامل معهما في إطار المشكلات المحتملة والبحث عن حلول لها في حال حدوثها.
لا يعني هذا أنه لم تكن هناك إشارات على احتمال وقوع أحداث «غير مسبوقة» يوم المباراة النهائية لليورو، إذ يشير تقرير كيسي إلى أن «علامات التحذير كانت موجودة بالفعل». ويشير التقرير أيضا إلى مخاوف الرئيسة التنفيذية لمجلس برنت، كارولين داونز، التي
لاحظت تزايد مشاهد الفوضى العامة مع تقدم مباريات اليورو. وكان مشجعون قد نجحوا في الدخول لملعب مباراة الدور نصف النهائي بين إنجلترا والدنمارك دون تذاكر أيضا.
وعندما سُئل الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، مارك بولينغهام، عن سبب عدم استعداد الاتحاد الإنجليزي لذلك، رد قائلا: «خططنا لهذا الحدث بطريقة أكبر من أي حدث أقيم على ملعب ويمبلي. كان لدينا عدد أكبر من المنظمين بالتأكيد، وكان لدينا المزيد من أفراد الأمن. ما قاله التقرير هو أنه بدلاً من التخطيط لهذه المباراة كحدث إضافي وتعلم الدروس من الأحداث السابقة في ويمبلي، كان يتعين عليك التراجع والنظر إلى هذه الأحداث على أنها ذات طبيعة مختلفة تماماً».
قد لا تكون هذه الحجة مقنعة، لكن من الصعب أيضاً عدم التعاطف مع أولئك الذين اضطروا للتعامل في ذلك اليوم مع جحافل من الناس المصممين على نشر الفوضى. وكما تقول كيسي: «لا أعتقد أنه كانت هناك أي إشارات تحذيرية على أن الناس سوف يهاجمون أبواب حرائق الطوارئ بأيديهم». ويكشف تقرير كيسي أيضا عن الأسباب الكامنة الأخرى وراء هذه الفوضى.
ويتمثل السبب الأول في الشعور باليأس لدى الشباب الراغبين في مشاهدة مباراة يعتقدون أنها ستكون إحدى اللحظات الحاسمة في حياتهم. كما جاء هذا بعد عام من القيود المفروضة بسبب تفشي فيروس «كورونا» والتي أدت إلى حرمان الشباب من الاستمتاع بحياتهم وحرياتهم لحماية صحة كبار السن. ثانياً، حظرت الحكومة مناطق المشجعين بسبب مخاطر الإصابة بفيروس «كورونا»، قبل الإعلان بشكل صريح عن التخلي عن جميع القيود بعد ثمانية أيام من المباراة النهائية.
ثم كان هناك الكوكايين، إذ قال 45 في المائة من الجماهير حاملة التذاكر في استطلاع للرأي إنهم رأوا شخصاً يتناول المخدرات في ملعب ويمبلي في ذلك اليوم. وأشارت كيسي إلى أن المخدرات كانت عاملاً رئيسياً في المشكلة، لأنه جعل الجناة يصرون على القيام بما حدث. وقالت: «لو كان الأمر يتعلق بالكحول فقط، فأنا لست متأكدة مما إذا كان بإمكان الناس أن يحافظوا على أنفسهم خلال تلك الفترة». وأخيراً، يعني «تفريغ» موارد الشرطة خلال العقد الماضي أن مقتحمي الملعب كانوا يعرفون أن فرص إيقافهم كانت محدودة.
وتشير كيسي إلى أن الأشخاص الذين يجب إلقاء اللوم عليهم هم الجناة، وتطالب بفرض مجموعة من العقوبات القوية لمواجهة مثل هذه الجرائم. وتريد كيسي أيضاً «تغييرا جذريا» في المواقف التي تواجه الإساءات والبذاءات. لقد طلبت كيسي من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم قيادة تلك الحملة، وهو ما يعني أنه من المحتمل أن تنتهي هذه القضية عند مجموعة من الأشخاص الذين ليس لديهم أي تواطؤ في هذه الأحداث مثل المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، ولاعبي المنتخب الإنجليزي!


مقالات ذات صلة

«دوري المؤتمر الأوروبي»: لودوغوريتس يعرقل انطلاقة لاتسيو المثالية

رياضة عالمية جانب من مواجهة لودوغوريتس رازاغراد البلغاري ولاتسيو الإيطالي (رويترز)

«دوري المؤتمر الأوروبي»: لودوغوريتس يعرقل انطلاقة لاتسيو المثالية

أوقف لودوغوريتس رازاغراد البلغاري انطلاقة مضيفه لاتسيو الإيطالي المثالية في بطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية لقطة جماعية لفريق فيتوريا غيماريش البرتغالي (الشرق الأوسط)

«دوري المؤتمر الأوروبي»: فيتوريا غيماريش يتعادل مع آستانة الكازاخي

تعادل فيتوريا غيماريش البرتغالي مع مضيفه آستانة الكازاخي 1-1، الخميس، ضمن منافسات الجولة الرابعة من دوري المؤتمر الأوروبي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (آستانة)
رياضة عالمية ميخائيل كافيلاشفيلي (الشرق الأوسط)

نجم السيتي السابق مرشحاً رئاسياً لجورجيا

اختار حزب الحلم الجورجي الحاكم في جورجيا، اليوم الأربعاء، لاعب كرة القدم السابق ميخائيل كافيلاشفيلي مرشحاً للرئاسة عقب فوز متنازع عليه في الانتخابات البرلمانية.

«الشرق الأوسط» (تبليسي)
رياضة عالمية عرض رسالة فيديو لرئيس «الفيفا» جياني إنفانتينو خلال حفل افتتاح متحف بوشكاش (إ.ب.أ)

رئيس «فيفا» يهنئ المجر على افتتاح متحف بوشكاش

تقدم جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بالتهنئة إلى الاتحاد المجري لكرة القدم على جهوده في مشروع تكريم عظماء كرة القدم على مرّ العصور.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة عالمية إيفانجيلوس ماريناكيس رئيس نادي أولمبياكوس (الشرق الأوسط)

قاضٍ يوناني يستدعي رئيس أولمبياكوس في قضية عنف رياضي

قرر قاضٍ يوناني استدعاء إيفانجيلوس ماريناكيس رئيس نادي أولمبياكوس لكرة القدم و4 أعضاء من مجلس الإدارة للرد على جنح موجهة لهم في أحداث عنف رياضي.

«الشرق الأوسط» (أثينا)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».