البحرية الليبية تنقذ 72 مهاجراً من الغرق في البحر المتوسط

تزامناً مع ترحيل 57 مصرياً «طوعاً» عبر مطار معيتيقة

جانب من عملية ترحيل 57 مهاجراً مصرياً إلى دولتهم (جهاز الهجرة غير المشروعة بطرابلس)
جانب من عملية ترحيل 57 مهاجراً مصرياً إلى دولتهم (جهاز الهجرة غير المشروعة بطرابلس)
TT

البحرية الليبية تنقذ 72 مهاجراً من الغرق في البحر المتوسط

جانب من عملية ترحيل 57 مهاجراً مصرياً إلى دولتهم (جهاز الهجرة غير المشروعة بطرابلس)
جانب من عملية ترحيل 57 مهاجراً مصرياً إلى دولتهم (جهاز الهجرة غير المشروعة بطرابلس)

تمكنت قوات خفر السواحل الليبية من إنقاذ 72 مهاجراً غير نظامي، ينتمون إلى جنسيات عربية وأفريقية، كانوا على وشك الغرق في عرض البحر المتوسط قُبيل توجههم إلى الشواطئ الأوروبية.
وقال جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية فرع طرابلس، أمس، إنه تم إرجاع المهاجرين، الذين تم إنقاذهم من قبل أمن السواحل، إلى مركز إيواء طرابلس بجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث قدمت لهم جميع المساعدات الإنسانية. مشيراً إلى أن الأجهزة الليبية مكنت 57 مهاجراً مصرياً من «العودة الطوعية» إلى بلادهم جواً، عبر مطار معيتيقة الدولي بالتعاون مع السفارة المصرية بطرابلس، والمنظمة الدولية للهجرة.
وتشتكي ليبيا من تدفق أفواج المهاجرين غير النظاميين سراً عبر الصحراء المترامية، ولذلك تطالب بالحصول على دعم تقني وفني، وتفعيل اتفاقيات حماية الحدود. كما ترى أن حل هذه القضية يتمثل في إنشاء مشاريع تنموية واقتصادية في الدول الأفريقية المصدرة للهجرة، وعدم الاكتفاء بعلاجها في دول العبور. وقال تقرير صادر عن مؤسسة «ميغرانتس»، التابعة لمجلس الأساقفة الإيطاليين، منتصف الأسبوع الماضي، إن المراكز الليبية الرسمية، التابعة لمديرية مكافحة الهجرة غير المشروعة، «اكتظت الآن بنحو 10 آلاف رجل وامرأة وقاصر، مقابل نحو 1100 شخص حتى يناير (كانون الثاني) الماضي»، ولفت إلى أن العام الجاري سجل تزايداً جديدًا لأعداد المهاجرين المحتجزين «تعسفياً» في مراكز الاحتجاز الليبية.
في السياق ذاته، قالت وزارة الدفاع التونسية إن قوات «جيش البحر» أنقذت 41 مهاجراً من دول أفريقيا جنوب الصحراء، كانوا في عرض البحر مساء أول من أمس على متن مركب انطلق من السواحل الليبية.
وأضافت الوزارة في بيانها أن القارب كان يضم عشرة مهاجرين من نيجيريا، و15 من كوت ديفوار، وسبعة من السنغال، واثنين من مصر وثلاثة من الكاميرون وأربعة من مالي، وكان من بين المهاجرين 11 امرأة، وثمانية أطفال، أصغرهم يبلغ من العمر ثمانية أشهر. مبرزة أن 11 مهاجراً رفضوا المساعدة، وفضلوا مواصلة الإبحار نحو الشمال، باتجاه السواحل الإيطالية.
وضبط «جيش البحر» المركب على بعد 20 كيلومتراً شمال ميناء الكتف، قبالة سواحل مدينة بن قردان جنوب تونس. وقال المهاجرون إنهم أبحروا من سواحل أبو كماش الليبية ما بين 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
ودائماً ما تندد المنظمات المعنية بالهجرة بقيام الأجهزة المعنية في ليبيا باعتراض المهاجرين في عرض البحر، وإعادتهم إلى الاحتجاز في مراكز إيواء لا تخلو من التعذيب والعنف وسوء المعاملة، بالإضافة إلى عدم كفاية الطعام وسوء الرعاية.
وقالت مؤسسة «ميغرانتس» إن خفر السواحل الليبي اعترض أكثر من 28 ألف لاجئ ومهاجر في عرض البحر، وأعادهم إلى الأراضي الليبية منذ بداية عام 2021، وحتى بداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، منوهة إلى أن «العدد الإجمالي للأشخاص الذين أُعيدوا حتى الآن تجاوز 100 ألف شخص منذ عام 2016.



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.