تحذير من أزمة مياه تحدق بمدن يمنية

بعد قرار جهات غربية مانحة وقف تمديد دعم الوقود

TT

تحذير من أزمة مياه تحدق بمدن يمنية

حذر مسؤول يمني رفيع في الحكومة اليمنية الشرعية من أزمة مياه قادمة في غضون شهر ونصف على أبعد تقدير، في عدد من المدن الرئيسية بسبب انقطاع دعم الوقود الذي كانت تقدمه جهات مانحة غربية لمؤسسات المياه والصرف الصحي المحلية.
وكشف المسؤول بوزارة المياه والبيئة اليمنية في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن الوزارت تلقت إخطاراً رسمياً من المؤسسات المانحة بعدم تمديد منحة دعم الوقود بحلول نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل 2022.
وبحسب المسؤول الذي رفض الإفصاح عن هويته، فإن هنالك احتمالية كبيرة لانقطاع إمدادات المياه عن المواطنين في عدد من المدن الرئيسية بسبب انتهاء دعم الوقود الذي كانت تقدمه الجهات المانحة للمؤسسات المحلية للمياه والصرف الصحي.
ولفت المسؤول اليمني إلى أن الوزارة كانت قد «توصلت خلال العام الحالي 2021 لاتفاق مع المانحين لدعم الوقود اللازم لتشغيل حقول آبار المياه ومحطات معالجة الصرف الصحي، بالإضافة إلى توفير قطع الغيار في المدن الرئيسية وعدد من المدن الثانوية في جميع المحافظات، وذلك بسبب العجز في الإمداد بالطاقة الكهربائية للمؤسسات».
وتابع «إلا أنه تم إبلاغنا مؤخراً بعدم تمديد منحة دعم الوقود للمؤسسات في نهاية يناير (كانون الثاني) القادم 2022، وبناء عليه فإن وزارة المياه والبيئة توجه هذا التنبيه المبكر لاحتمال توقف ضخ المياه ومعالجة المجاري على أمل تدخل الحكومة والشركاء من الجهات المانحة لسد العجز في الوقود اللازم لضخ المياه ومعالجة المياه العادمة لكون هذه الخدمات تؤثر بشكل مباشر على المواطنين وتأمين قدرتهم على الحياة وتنعكس على الصحة العامة والحفاظ على البيئة والاستقرار».
وأشار المسؤول في وزارة المياه اليمنية إلى أن «الوزارة تعمل حالياً على إعداد تصورات عملية لإيجاد مخارج ممكنة لأزمة الوقود اللازم لتشغيل حقول المياه ومحطات الصرف الصحي». مبيناً أن «معظم المحافظات ستتضرر حتى المحافظات الشمالية لكون الاتفاق يشمل البلاد بأكملها».
وكان المهندس توفيق الشرجبي وزير المياه والبيئة اليمني، تحدث في تصريحات سابقة عن شح الموارد المائية في اليمن، وعملية استهلاك مياه المصادر الجوفية في الزراعة، والحفر العشوائي للآبار، وعدم القدرة على التحكم بإدارة المصادر المائية. وأوضح الشرجبي أن هناك 7 أحواض من ضمن 14 حوضاً مائياً هي أحواض حرجة، لافتاً إلى أن الدعم الدولي لقطاع المياه تراجع بشكل كبير منذ عام 2015 وتراجع أكثر بعد جائحة كورونا، ما أضعف الطاقة الإنتاجية للمياه الجوفية ذات التكاليف المالية الكبيرة.
وبحسب الوزير فإن الدراسات حول التغيير المناخي في اليمن غير كافية بسبب الوضع الحالي وهناك شواهد للتغير المناخي مثل الأمطار التي تسقط في غير مواسمها، وكذلك الفيضانات والسيول والأعاصير التي تحدث كل عام.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.