منظمة حقوقية مغربية تناشد السلطات عدم تسليم ناشط أويغوري للصين

لاحتمال مواجهته عقوبة الإعدام

TT

منظمة حقوقية مغربية تناشد السلطات عدم تسليم ناشط أويغوري للصين

قالت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، في بيان أمس، إنها تتابع بقلق شديد قضية الأويغوري باديرسي إيشان، الذي اعتقلته السلطات المغربية في 19 من يوليو (تموز) 2019 بمطار محمد الخامس، والذي تطالب الصين بترحيله إليها. وناشدت المنظمة السلطات المغربية عدم تسليمه للصين، لأنه قد يواجه عقوبة الإعدام.
يأتي ذلك بعدما وافقت محكمة النقض المغربية على قرار ترحيله إلى الصين.
وأوضحت «المنظمة» أنها قامت بالعديد من الخطوات للحيلولة دون ترحيل هذا المواطن الصيني. وأشارت إلى بيان طالبت فيه بعدم ترحيله، ودعت السلطات المغربية إلى احترام التزاماتها الدولية وتعهداتها في إطار العهود والاتفاقيات، التي صادقت عليها. كما ناشدت الحكومة عدم الالتجاء لهذا الإجراء، خصوصاً أن الصين، وكما تؤكد العديد من التقارير، تلجأ لتطبيق عقوبة الإعدام بوتيرة عالية، لا سيما في حق الأقليات العرقية والدينية، ومنها أقلية الأويغوري المعرضة للاضطهاد.
وأضافت «المنظمة» أنها راسلت المقرر الخاص باتفاقية مناهضة التعذيب حول الموضوع بتاريخ 5 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والمقرر الخاص بحماية المدافعين عن حقوق الإنسان بشأن الموضوع ذاته في نفس التاريخ. كما ناشدت فريق مناهضة عقوبة التعذيب للتدخل لدى السلطات المغربية بشأن ذلك، قبل دخول قضية المعني بالأمر المداولة في محكمة النقض بتاريخ فاتح نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
كما كشفت المنظمة أنها قامت بزيارة المعني بالأمر في سجن تيفلت (شرق الرباط) في فاتح ديسمبر (كانون الأول) الجاري، مبرزة أنها وجهت مناشدة جديدة بعد صدور الحكم بالترحيل لنفس الفريق الأممي في 16 من ديسمبر الجاري.
وأضافت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان أنها ناشدت من جديد السلطات المغربية، التي راسلها المقررون الخاصون وكذا فريق العمل، بعدم تسليم الموقوف الأويغوري للصين، البالغ من العمر 34 عاماً «خصوصاً أن العالم يشهد على محنة أقلية الأويغور، وخطورة الانتهاكات الجسيمة التي تطالهم».
وكان الموقوف الأويغوري مستقراً مع أسرته في تركيا، وقد جرى اعتقاله في مطار الدار البيضاء قادماً من إسطنبول لأن اسمه كان مدرجاً على القائمة الحمراء للإنتربول، بطلب من الصين، باعتباره موضوعاً على قائمة الإرهاب.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.