«بيان رباعي» دولي وإقليمي لدعم السودان

السعودية والإمارات وأميركا وبريطانيا دعوا للتمسك بالاتفاق السياسي

عبد الفتاح البرهان وعبد الله حمدوك (أ.ف.ب)
عبد الفتاح البرهان وعبد الله حمدوك (أ.ف.ب)
TT

«بيان رباعي» دولي وإقليمي لدعم السودان

عبد الفتاح البرهان وعبد الله حمدوك (أ.ف.ب)
عبد الفتاح البرهان وعبد الله حمدوك (أ.ف.ب)

أكدت السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا على دعم الاتفاق السياسي في السودان، الذي تم إبرامه في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بين رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وذلك لإعادة الاستقرار إلى البلاد، ومواصلة «المسار الديمقراطي».
وفي بيان مشترك، شددت «الدول الرباعية» على أن الاتفاق السياسي الأخير يعد «الخطوة الأولى لحلّ التحديات السياسية في السودان»، وإعادة البلاد إلى انتقالها إلى الديمقراطية، بناءً على الوثيقة الدستورية المقررة في عام 2019. وأضاف البيان: «نحثّ الموقعين على الوفاء بالالتزامات الواردة في الاتفاق السياسي. وفي هذا الصدد، نلاحظ مع التقدير الإفراج الأخير عن المعتقلين السياسيين، وتشكيل لجنة تحقيق لضمان محاسبة المسؤولين عن أعمال العنف ضد المتظاهرين».
ودعت الدول المشاركة في البيان إلى الالتزام برفع حالة الطوارئ في المستقبل القريب «على وجه السرعة»، مع تشجيع «التقدم المبكر» نحو تشكيل حكومة مدنية تتألف من خبراء مستقلين، تمشياً مع الإعلان السياسي وإطار «الشراكة الموعود» في اتفاقية 21 نوفمبر الماضي. كما طالبت بأهمية دعوة جميع «مكونات الشراكة المدنية والعسكرية، للمشاركة في عملية الحوار» التي تفضي إلى ميثاق جديد يعزز الشراكة وفترة الحكم الانتقالي.
ولفت البيان إلى أهمية النشر المبكر لخريطة طريق ذات مصداقية نحو الانتخابات، التي ستُجرى في أواخر عام 2023 أو أوائل عام 2024. مضيفاً: «نؤكد دعمنا الجماعي والفردي لشعب السودان، وتطلعاته إلى أمة ديمقراطية مستقرة ومسالمة، كما تظهر الاحتجاجات المستمرة عمق التزام الشعب السوداني بالانتقال الديمقراطي، ويجب أن تظل حمايتهم من العنف أولوية».
وأكدت السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا استعدادها لدعم جميع أولئك الذين يعملون من أجل التحول الديمقراطي في السودان، والشراكة الحقيقية بين جميع الكيانات في البلاد خلال الفترة الانتقالية، التي ترى أنها ستؤدي إلى انتخابات حرة ونزيهة، وستساعد السودان على تحقيق «الاستقرار السياسي والانتعاش الاقتصادي». وأضاف البيان: «سنواصل إبداء التضامن مع جميع أولئك الذين يعملون من أجل تحقيق هذا الانتقال، كما أننا ندعم بشكل كامل بعثة الأمم المتحدة المتكاملة، للمساعدة خلال الفترة الانتقالية في السودان، على تنفيذ أعمالها».
وكانت الإدارة الأميركية عملت عبر مبعوثها الخاص إلى القرن الأفريقي، السفير جيفري فيلتمان، على محاولة «رأب الصدع» في السودان، بعد الانقلاب الأخير على الحكومة المدنية في البلاد في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وذلك بالالتقاء بمكونات المجتمع السوداني كافة، وكثير من المسؤولين في البلاد.
وفي حوار خاص نشرته «الشرق الأوسط» سابقاً مع عزرا زيا، وكيلة وزارة الخارجية الأميركية لحقوق الإنسان، قالت إن الوضع في السودان يؤكد على «هشاشة وخطر التحول الديمقراطية في كثير من الأحيان»، إذ تعتقد أن ذلك هو «سبب احتياج الشعب السوداني للدعم المستمر من المجتمع الدولي».
وأضافت: «لقد انخرطنا بشكل مكثف في الدعوة إلى إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين. لقد رأينا الإمكانات، وهذه خطوة إلى الأمام في الاتفاق الذي تم التوصل إليه، لكن أيضاً علينا أن نحترم إرادة الشعب السوداني، ونصرّ على المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات القتل لكثير من المتظاهرين، والإفراج عن جميع القادة المعتقلين، فضلاً عن استعادة السلطة لحكومة مدنية حقيقية، تقود التحول الديمقراطي».
وعلى الرغم من هذه المساعي السودانية والدولية، فإن كثيراً من المظاهرات في شوارع الخرطوم والمدن السودانية الأخرى لا تزال متواصلة في التظاهر ورافضة أي صيغة تفاوضية مع الشق العسكري، وتقول إنها تسعى إلى الوصول إلى حكم مدني كامل.
وتشدد أطراف دولية على ضرورة إنهاء الإجراءات التي استولى من خلالها الجيش على السلطة في 25 أكتوبر الماضي، والتي اعتبرها كثيرون انقلاباً عسكرياً وخطوات تهدف إلى قطع الطريق أمام عملية التحول الديمقراطي في البلاد، إذ حلّ الجيش مجلسي السيادة والوزراء وأعلن حالة الطوارئ.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.