السيسي: «وكالة الطاقة الذرية» عليها مسؤولية كبيرة لتعزيز استقرار المنطقة

الرئيس المصري التقى رفائيل غروسي في القاهرة

السيسي لدى استقباله مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية (الرئاسة المصرية)
السيسي لدى استقباله مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: «وكالة الطاقة الذرية» عليها مسؤولية كبيرة لتعزيز استقرار المنطقة

السيسي لدى استقباله مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية (الرئاسة المصرية)
السيسي لدى استقباله مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقع عليها مسؤولية كبيرة نحو تعزيز استقرار وأمن المنطقة». جاء ذلك خلال استقبال السيسي، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي، أمس في القاهرة، بحضور وزير الكهرباء والطاقة المصري محمد شاكر، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس الاستخبارات العامة عباس كامل. ووفق إفادة للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي أمس فإن «الرئيس السيسي رحب بزيارة مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مصر»، مشيداً بـ«جهوده لتفعيل الدور المهم للوكالة، في إطار استخدام العلوم والتكنولوجيا النووية على مستوى العالم، ودعم مساعي نشر السلام والأمن الدوليين»، مؤكداً أن «الوكالة الدولة للطاقة الذرية تقع عليها مسؤولية كبيرة نحو تعزيز استقرار وأمن المنطقة».
وقال بيان للرئاسة المصرية إن «الرئيس السيسي أشار إلى توجه مصر نحو الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية لصالح عملية التنمية، من خلال إنشاء المحطة النووية بالضبعة، والحرص في هذا الإطار على تعزيز علاقات التعاون الراسخة مع الوكالة والاستفادة من خبراتها، لتطبيق أعلى المعايير الدولية في مجال إجراءات الأمن النووي».
من جهته، أوضح المتحدث الرئاسي المصري أن «مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية أشاد بإسهامات مصر المحورية على الساحتين الإقليمية والدولية في مجال منع الانتشار النووي والاستخدامات السلمية للطاقة الذرية على حدٍ سواء»، مؤكداً «دعم الوكالة الكامل لمشروع محطة الضبعة النووية، الذي يعتبر (خطوة مهمة وكبيرة) في اتجاه الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في مصر، الأمر الذي من شأنه أن يرتقي بمصر إلى مستويات وآفاق أرحب في مسيرة التنمية، ويجعلها من أهم الدول الرائدة في هذا المجال على مستوى المنطقة»، معرباً عن «التطلع لأن يمثل ذلك المشروع نموذجاً للتعاون الثنائي المثمر بين الوكالة ومصر».
وبحسب بيان الرئاسة المصرية أمس فقد «تم استعراض سبل التعاون بين مصر والوكالة الدولية، في إطار المبادرة التي تعتزم الوكالة إطلاقها تحت عنوان (أشعة الأمل) لعلاج مرضى السرطان في أفريقيا، وذلك من خلال اختيار إحدى المؤسسات الطبية المصرية الرائدة، التي باتت تتمتع بخبرة كبيرة في هذا المجال، ضمن المراكز الإقليمية التي ستقدم الدعم الفني اللازم للمبادرة داخل القارة». كما تم التطرق إلى «استضافة مصر العام المقبل لقمة الأمم المتحدة القادمة لتغير المناخ (COP27)، وإمكانية الاستفادة من تنظيم هذا الحدث الضخم لإبراز أهمية دور الطاقة النظيفة التي تساعد على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومكافحة تغير المناخ، وهو ما تساهم فيه مصر بشكل لافت من خلال مشروع محطة الضبعة».
في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية المصرية أمس، إن «الوزير شكري التقى أمس المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وناقشا التعاون بين مصر والوكالة في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، وتم التأكيد على الموقف المصري حيال أهمية إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط، ودور الطاقة النووية في مجال تناول تغير المناخ».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.