عقوبات أميركية جديدة تعمّق التوتر مع بكين

استهدفت كيانات متهمة بانتهاكات ضد أقلية الأويغور

جانب من لقاء بايدن وشي عبر تقنية الفيديو في 15 نوفمبر الماضي (أ.ب)
جانب من لقاء بايدن وشي عبر تقنية الفيديو في 15 نوفمبر الماضي (أ.ب)
TT

عقوبات أميركية جديدة تعمّق التوتر مع بكين

جانب من لقاء بايدن وشي عبر تقنية الفيديو في 15 نوفمبر الماضي (أ.ب)
جانب من لقاء بايدن وشي عبر تقنية الفيديو في 15 نوفمبر الماضي (أ.ب)

أضافت وزارة التجارة الأميركية، الخميس، حوالي 30 شركة صينية، ينشط بعضها في مجال التكنولوجيا الحيوية، إلى القائمة السوداء للكيانات المتهمة خصوصا بانتهاكات حقوق الإنسان ضد أقلية الأويغور في مقاطعة شينغيانغ الصينية. وتُنذر هذه الخطوة بتعميق التوتر بين واشنطن وبكين.
وقالت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو في بيان إن «البحث العلمي في مجال التكنولوجيا الحيوية والابتكار الطبي قد ينقذ أرواحا. وللأسف اختارت جمهورية الصين الشعبية استخدام هذه التقنيات للسيطرة على شعبها وقمع أقليات عرقية ودينية».
وفي المجموع، أضيف 37 كيانا إلى قائمة الشركات المتهمة بالانخراط في نشاطات «تتعارض مع السياسة الخارجية ومصالح الأمن القومي للولايات المتحدة» وفق الوزيرة. وتضم القائمة شركات صينية، لكن أيضا شركات من جورجيا وماليزيا وتركيا بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقرّرت واشنطن تقييد الصادرات الحساسة إلى أكاديمية العلوم الطبية العسكرية و11 معهدا بحثيا تابعا لها بسبب عملها في مجال التكنولوجيا الحيوية، بما في ذلك «أسلحة مزعومة للتحكم في الدماغ» كما أوضحت وثيقة ستنشر في الجريدة الرسمية اليوم الجمعة.
وتقول جماعات حقوقية إن الصين تمارس رقابة غير مسبوقة على أقلية الأويغور المسلمة في منطقة شينغيانغ في شمال غربي البلاد. وشاركت الكيانات المستهدفة بالعقوبات الأميركية خصوصا في البحوث التي ترتكز على عمليات نقل الدم والهندسة الحيوية وعلم السموم.
وتابعت ريموندو: «ستواصل الولايات المتحدة معارضتها الشديدة لجهود الصين وإيران لتحويل الأدوات التي تساهم في ازدهار البشرية إلى أدوات تهدد الأمن والاستقرار العالميين». ويؤكّد خبراء وشهود والحكومة الأميركية أن أكثر من مليون فرد من أقلية الأويغور وغيرهم من المسلمين الناطقين باللغة التركية محتجزون في معسكرات بالصين في محاولة للقضاء على تقاليدهم الثقافية الإسلامية.
وتقول منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان إنه تم احتجاز أكثر من مليون شخص من الأويغور في مراكز إعادة تأهيل سياسي. لكن بكين ترفض هذه الاتهامات وتتحدث عن مراكز تدريب مهني تهدف إلى إبعاد «المتدربين» عن التطرف.
واعترضت الصين، أمس، «بشدة» على عقوبات أميركية سابقة وصفتها بـ«غير البناءة»، استهدفت خمسة كيانات صينية متهمة بتسهيل تهريب مواد أفيونية اصطناعية مسؤولة عن عدد قياسي من الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة.
وكان الرئيس جو بايدن قد قرر الأربعاء تشديد نظام العقوبات الأميركية ضد كيانات تنشط في مجال تجارة المخدرات الدولية في الصين، والبرازيل والمكسيك كذلك. وتستهدف التدابير الأولى صينيا متهما بالاتجار بالمخدرات، وأربع شركات صينية متهمة بالمشاركة في الإنتاج غير المشروع للفينتانيل المخصص للسوق الأميركية. وذكرت وثيقة صادرة عن مكتب الرئيس الأميركي أن بايدن «اتخذ إجراءات حاسمة لكشف وتعطيل المنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية والحد من سلطتها» من خلال مرسومين.
واستغربت بكين الخميس هذه العقوبات، مؤكدة أنها «لا تتسامح مطلقا» فيما يتعلق بالمخدرات. وتؤكد السلطات الصينية أنها فعلت الكثير بالفعل لوقف تهريب الفينتانيل، متهمة بدورها الولايات المتحدة بالتقاعس.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وينبين، في مؤتمر صحافي دوري إن «الصين تعارض بشدة هذا السلوك من جانب الولايات المتحدة»، معتبرة ذلك «غير بناء». وأضاف: «نحضّ الولايات المتحدة على احترام الوقائع والبحث بنفسها عن أسباب سوء استخدام المواد الأفيونية على أراضيها بدلًا من تجريم الدول الأخرى».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.