مطالب بتأجيل الجولة المقبلة للدوري الإنجليزي لتمكين الأندية من مواجهة «كورونا»

آرسنال يقفز للمربع الذهبي «مؤقتاً» بفوز ثمين على وستهام... وولفرهامبتون يستعيد ذاكرة الانتصارات

مارتينيلي لاعب آرسنال (يمين) يسجل هدف فريقه الأول في مرمى وستهام (رويترز)
مارتينيلي لاعب آرسنال (يمين) يسجل هدف فريقه الأول في مرمى وستهام (رويترز)
TT

مطالب بتأجيل الجولة المقبلة للدوري الإنجليزي لتمكين الأندية من مواجهة «كورونا»

مارتينيلي لاعب آرسنال (يمين) يسجل هدف فريقه الأول في مرمى وستهام (رويترز)
مارتينيلي لاعب آرسنال (يمين) يسجل هدف فريقه الأول في مرمى وستهام (رويترز)

في وقت قفز فيه آرسنال للمركز الرابع في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز إثر فوز مهم على الجار وستهام 2 - صفر، ضمن المرحلة السابعة عشرة للمسابقة، دعا توماس فرنك المدير الفني لفريق برنتفورد إلى تأجيل الجولة المقبلة بكاملها لتمكين الأندية من التعامل مع أزمة تفشي فيروس «كورونا».
وتأجلت مباراة برنتفورد مع مانشستر يونايتد الثلاثاء، ثم لقاء بيرنلي مع واتفورد الذي كان مقررا أول من أمس ثم تأجلت مباراة ليستر وتوتنهام أمس نتيجة تفشي متحور أوميكرون لفيروس «كورونا»، بعد أن سبق وتأجلت مباراة توتنهام هوتسبير ضد برايتون الأحد الماضي جراء تفشي فيروس «كورونا» بين عدد كبير من اللاعبين والإداريين.
وأشار فرنك الذي يعاني فريقه برنتفورد أيضا من بعض حالات الإصابة بالفيروس قبل مباراته أمام مضيفه ساوثهامبتون غدا السبت إلى أنه من الضروري تأجيل الجولة المقبلة بأكملها من الدوري الإنجليزي الممتاز. وقال: «حالات (كورونا) تخطت الحد المسموح به في جميع أندية الدوري الممتاز، جميع الأندية تتعامل مع هذا الملف وتعاني من المشاكل».
وأضاف «تأجيل هذه الجولة وأيضا الجولة المقبلة من كأس رابطة المحترفين سيعطي الجميع أسبوعا واحدا على الأقل، أو أربعة أو خمسة أيام من أجل التعقيم والقيام بكل شيء لتطهير ملعب التدريبات لتقليص نسب الإصابات».
وأجبرت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز على تأجيل مباراة ليستر وتوتنهام أمس رغم انها كانت تتمسك باقامتها في موعدها، في وقت انتقد فيه دين سميث، مدرب فريق نورويتش سيتي، ما يراه غياب الوضوح فيما يتعلق بمعايير تأجيل المباريات. ووافقت الأندية على اللوائح المتعلقة بالتأجيلات وقامت بالتصويت عليها، لكن يتعين على مجلس إدارة رابطة الدوري الإنجليزي النظر في كل مجموعة من الظروف على حدة.
وأعادت الرابطة تطبيق إجراءات الطوارئ الخاصة بفيروس «كورونا» في جميع الأندية، وأجريت اختبارات إضافية في أعقاب تسجيل 42 حالة إصابة إيجابية بالفيروس الأسبوع الماضي وسط مخاوف عالمية من متغير (أوميكرون) للفيروس السريع الانتقال.
وفرضت الحكومة البريطانية على رابطة الدوري تطبيق قيود صارمة سواء على المشجعين الذين يجب تقديم ما يثبت تلقيهم كامل جرعة اللقاح المضاد للفيروس أو نتيجة سلبية لفحص حديث، من أجل حضور الفعاليات الرياضية التي تشهد أكثر من عشرة آلاف متفرج، كما طالبت بفحص يومي على كل لاعبي الأندية. ووصف وزير الرياضة نايغل هادلستون الإجراءات الجديدة بأنها «متناسبة» مع الوضع الذي تواجهه الدولة في الوقت الحالي، لكنه رفض استبعاد تطبيق إجراءات أكثر صرامة مثل إلزام الأندية بتقليص الحضور الجماهيري مستقبلا». وتجدر الإشارة إلى أن الاستادات منحت الحرية في استقبال المشجعين بكامل طاقاتها الاستيعابية منذ رفع القيود السابقة المتعلقة بالجائحة في يوليو (تموز) الماضي.
وبعيدا عن تهديدات «كورونا» نجح آرسنال في التقدم ولو مؤقتا إلى المركز الرابع بفوزه على ضيفه وستهام 2 - صفر.
وحسم آرسنال اللقاء الذي استضافه على ملعبه «الإمارات» بسعة كاملة تقترب من 60 ألف متفرج، نتيجة المباراة في الشوط الثاني بفضل هدفي البرازيلي غابريال مارتينيلي في الدقيقة (48) والبديل إميل سميث - رو (87)، كما أهدر المهاجم الفرنسي أليكسندر لاكازيت الذي حمل شارة القيادة ركلة جزاء في الدقيقة 69.
وتقدم آرسنال للمركز الرابع مع 29 نقطة، متقدماً بفارق نقطة عن المتراجع وستهام، فيما يحتل يونايتد المركز السادس متأخراً بفارق نقطتين مع مباراة أقل، على غرار توتنهام السابع (25) وله ثلاث مباريات مؤجلة. وتابع آرسنال فرض تفوقه في ملعبه، حيث لم يخسر سوى مباراة واحدة هذا الموسم، وكانت الافتتاحية أمام تشيلسي صفر - 2 ليحقق من بعدها سلسلة من 10 مباريات في جميع المسابقات لم يذق خلالها طعم الخسارة.
من ناحيته، لم يفز وستهام سوى في مباراتين في مختلف المسابقات من مبارياته الثماني الأخيرة، مقابل تعادلين وأربع هزائم. كما لم يحقق أي انتصار خارج ملعبه في «بريميرلييغ» منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما فاز على ملعب أستون فيلا 4 - 1 ليحقق سلسلة من ثلاث هزائم مع تعادل في الدوري.
وخاض مدرب آرسنال الإسباني ميكيل أرتيتا اللقاء بالتشكيلة ذاتها الفائزة على ساوثهامبتون 3 - صفر في المرحلة السابقة، وللمرة الثالثة توالياً في الدوري، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2016 عندما كان المدرب السابق ومدير التطوير في الاتحاد الدولي للعبة الحالي الفرنسي أرسين فينغر يشرف على المهام الفنية حينها.
وأخرج أرتيتا مهاجمه الدولي الغابوني بيار إيميريك أوباميانغ من التشكيلة تماما بعد يومين من قرار تجريد الأخير من شارة قيادة الفريق لأسباب تأديبية. وأوضح أرتيتا قبل اللقاء أن هذا القرار «للدفاع عن مصالح النادي».
في المقابل، لم يجر مدرب وستهام الاسكوتلندي ديفيد مويز سوى تعديل واحد على تشكيلته مقارنة مع المباراة السابقة التي انتهت بالتعادل السلبي أمام بيرنلي، فحل لاعب الوسط الإسباني بابلو فورنالس (25 عاماً) بدلاً من الجزائري سعيد بن رحمة (26 عاماً). وهي المباراة الـ600 لمويز في الدوري الممتاز كمدرب (236 فوزاً و161 تعادلاً و202 خسارة)، وبات رابع مدير فني فقط يصل إلى هذا الحاجز بعد فينغر ومواطنه «السير» أليكس فيرغسون وهاري ريدناب.
ورغم الفوز قال أرتيتا إن فريقه ما زال مطالبا بتقديم مستويات أفضل إن أراد الوصول لنقطة أبعد. وطالب المدرب الإسباني لاعبيه بالقتال للحفاظ على الثبات، والتعلم من البداية الصعبة.
وأضاف المدرب الإسباني: «وضعنا أفضل بكثير من السابق، ونريد أن نتحسن أكثر ونحتاج للثبات. هذه مسابقة شاقة بالتأكيد». وتابع: «واجهنا بعض العقبات في الطريق لكن أعتقد أننا تعلمنا كثيرا منها لأننا تماسكنا جميعا من أعلى منصب بالنادي إلى كل أفراد الفريق والطاقم».
وواصل: «هذه مؤشرات إيجابية بالطبع ولا يقتصر الأمر على النتائج بل طريقة اللعب أيضا، أحرزنا تقدما لكن يتبقى الكثير ويجب أن ندرك ذلك». وسيلعب آرسنال ضد ليدز يونايتد صاحب المركز 16 غدا السبت. ووضع وولفرهامبتون حدا لنتائجه المهتزة التي عانى منها مؤخرا واقتنص فوزا صعبا 1 - صفر على مضيفه برايتون ليرفع رصيده إلى 24 نقطة في المركز الثامن، في حين تجمد رصيد الخاسر عند 20 نقطة في المركز الثالث عشر.
وتقمص النجم المغربي رومان سايس دور البطولة في المباراة، بتسجيله هدف وولفرهامبتون الوحيد في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الأول. وخيم التعادل 2 - 2 على لقاء كريستال بالاس وضيفه ساوثهامبتون، ليرفع الأول رصيده إلى 20 نقطة في المركز الحادي عشر، متفوقا بفارق 3 نقاط على منافسه المتراجع للمركز الخامس عشر والذي عجز عن تحقيق أي انتصار للمباراة السادسة على التوالي.
وتقدم كريستال بالاس مبكر بهدف في الدقيقة الثانية عن طريق الإيفواري ويلفرد زاها، لكن ساوثهامبتون أدرك التعادل عن طريق جيمس وارد براوس في الدقيقة 32، واستغل ساوثهامبتون حالة الارتباك، التي عانى منها لاعبو كريستال ليضيف الألباني أرماندو بروخا الهدف الثاني في الدقيقة 36، غير أن النجم الغاني المخضرم جوردان أيو اقتنص هدف التعادل لكريستال بالاس في الدقيقة 65.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».