الكاظمي: لا خيار غير التمسك بالهوية العراقية

دعا إلى البحث في أسباب العنف عند الشباب

الكاظمي خلال مشاركته في مؤتمر التطرف في بغداد أمس (موقع رئيس الوزراء على تويتر)
الكاظمي خلال مشاركته في مؤتمر التطرف في بغداد أمس (موقع رئيس الوزراء على تويتر)
TT

الكاظمي: لا خيار غير التمسك بالهوية العراقية

الكاظمي خلال مشاركته في مؤتمر التطرف في بغداد أمس (موقع رئيس الوزراء على تويتر)
الكاظمي خلال مشاركته في مؤتمر التطرف في بغداد أمس (موقع رئيس الوزراء على تويتر)

شدد رئيس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي على أهمية التمسك بالهوية الوطنية العراقية.
ورأى الكاظمي، في كلمة له خلال مشاركته في مؤتمر «التطرف العنيف وأشكال مواجهته - الحالة العراقية»، أنه «لا خيار أمامنا إلا التمسك بالهوية العراقية والانتماء لهذا الوطن، العراق الكبير بإنجازاته وحضارته ومواطنيه». وقال: «علينا البحث في أسباب تورط بعض شبابنا بالعنف، وعلينا كشف الأسباب، ومنها: التخلف، والجهل، وإهمال الصحة والتعليم، وعدم الاهتمام بكرامة الإنسان».
وأشار إلى أن «التطرف والعنف أصبحا ظاهرة عالمية بسبب انعكاسات التكنولوجيا والتغييرات في العالم. وفي العراق، نشهد ظاهرة خاصة، فالعنف في مجتمعنا له أسباب، ومنها تقصير الدولة والحكومات... لدينا الكثير من الجروح والتداعيات في مجتمعنا، وعلينا التعاون جميعاً لمعالجتها. والأهم، هو البحث عن أسباب التطرف الشديد، والبحث في ظروف نشأته في العراق».
وأضاف: «قبل أيام، احتفلنا بيوم النصر وشهدنا تغييراً منذ التحرير وحتى اليوم، ولدينا حركة عمرانية لكنها ما زالت حركة بسيطة، ويجب أن نبدأ حتى ننطلق، وهناك تقصير في تشييد البنى التحتية والخدمات وما زلنا نعاني من تداعيات الفساد».
وأكد رئيس الوزراء أن «الحوار هو الحل، وعلينا أن نستنبط الدروس مما حصل ومن أسبابه. إن العراقيين يتطلعون لبناء دولة المؤسسات وترسيخ أسس الديمقراطية، ويجب أن ننتصر على ثقافة العنف، وأن تنتصر ثقافة الحوار، وأن نتطلع لمستقبل أفضل»، مشيراً إلى أن «العراق متميز بتنوعه، وعلينا أن نحول هذا التنوع إلى مصدر للقوة، بدلاً من الضعف، تنفق بعض الدول أموالاً طائلة؛ من أجل خلق التنوع في مجتمعاتها، وعلينا أن نقبل بالتعددية والاختلاف في وجهات النظر... علينا العمل معاً لمواجهة آفة الفساد وقد بذلت الحكومة جهوداً كبيرة لمواجهته وما زالت تواجه تحديات كبيرة بسبب إجراءاتها في هذه المواجهة، وما زالت التهديدات مستمرة وعلنية للجنة مكافحة الفساد».
وتأتي تأكيدات الكاظمي بشأن العنف الذي يواجهه المجتمع العراقي في ضوء ازدياد حالات الانتحار، لا سيما بين الشباب، فضلاً عن تزايد نسبة تعاطي المخدرات.
وكان وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي أعلن، الأسبوع الماضي، أن نسبة تعاطي المخدرات بين صفوف الشباب العراقي بلغت نحو 50 في المائة، الأمر الذي عدّه مراقبون أخطر جرس إنذار يواجه العراق في ظل استمرار الانقسامات السياسية الحادة.
ويعد الكاظمي من بين القلة من المسؤولين العراقيين الذين تناولوا بوضوح مسألة الهوية الوطنية، التي تأثرت كثيراً بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003، وتقسيم المجتمع على أسس عرقية ومذهبية انتهت إلى سلسلة من الأزمات السياسية الحادة التي يعاني منها العراق، والتي بلغت ذروتها خلال الانتخابات الأخيرة التي أجريت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولم تحسم نتائجها حتى الآن بسبب ما تعانيه العملية السياسية في البلاد من انسداد سياسي. وبسبب فقدان الهوية الوطنية الجامعة، فقد تم إعلاء شأن الهويات الفرعية في البلاد، وانسحب ذلك على المواقع والمناصب بدءاً من الرئاسات الثلاث (الجمهورية، والحكومة، والبرلمان)، بالإضافة إلى الوزارات والسفارات والمواقع الدنيا.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.