مصر تجدد اتهام إثيوبيا بـ«بيانات مغلوطة» بشأن سد النهضة

وزير الموارد المائية والري المصري في محاضرة بجامعة القاهرة أمس (الحكومة المصرية)
وزير الموارد المائية والري المصري في محاضرة بجامعة القاهرة أمس (الحكومة المصرية)
TT

مصر تجدد اتهام إثيوبيا بـ«بيانات مغلوطة» بشأن سد النهضة

وزير الموارد المائية والري المصري في محاضرة بجامعة القاهرة أمس (الحكومة المصرية)
وزير الموارد المائية والري المصري في محاضرة بجامعة القاهرة أمس (الحكومة المصرية)

جددت مصر، أمس، اتهامها لإثيوبيا بأنها «تعمدت إصدار بيانات مغلوطة» بشأن «سد النهضة»، وأشارت إلى ما سببه ذلك من «أضرار كبيرة» لدولتي المصب.
وقال وزير الموارد المائية والري المصري، دكتور محمد عبد العاطي، خلال محاضرة له أمس في جامعة القاهرة، إن بلاده أبدت مرونة كبيرة خلال مراحل التفاوض المختلفة، لرغبتها في التوصل لاتفاق عادل وملزم فيما يخص ملء وتشغيل السد. وأضاف أن الجانب الإثيوبي تعمّد إصدار بيانات مغلوطة وإدارة السد بشكل منفرد، مما تسبب في حدوث أضرار كبيرة على دولتي المصب (مصر والسودان).
وتبني أديس أبابا سد النهضة على نهر النيل بغرض توليد الكهرباء، وتخوض مفاوضات منذ سنوات مع القاهرة والخرطوم، اللتين تعترضان على حجز المياه خلف السد، دون اتفاق قانوني وملزم يضمن عدم تأثر أمنهما المائي.
وحذر الوزير المصري، من أن أي نقص في المياه سيؤثر على الملايين من العاملين بقطاع الزراعة، مما سيسبب مشاكل اجتماعية وعدم استقرار أمني في المنطقة، ويزيد من الهجرة غير المشروعة، مشيراً إلى أن «دول منابع النيل تتمتع بوفرة مائية كبيرة، حيث تصل كمية الأمطار المتساقطة على منابع النيل إلى (1600 - 2000) مليار متر مكعب، سنويا، من المياه، فى حين تقدر حصة مصر من مياه النيل بـ55.50 مليار متر مكعب، بالإضافة لحوالى 1.30 مليار متر مكعب سنويا من مياه الأمطار. في المقابل، تزيد كمية الأمطار التى تتساقط على إثيوبيا على 900 مليار متر مكعب سنويا، بالإضافة لمياه جوفية متجددة تُقدر بـ30 مليار متر مكعب سنوياً. وهى تقع على أعماق قليلة تصل إلى 30 متراً فقط، مشيراً إلى أنه لا توجد مشكله مياه في دول منابع النيل، ولكن هناك حاجة لتحسين عملية إدارة المياه بهذه الدول، وفق الوزير المصري.
وجدد عبد العاطي التأكيد على أن بلاده «ليست ضد التنمية فى دول حوض النيل، بل على العكس فهي تدعمها من خلال العديد من المشروعات التي يتم تنفيذها على الأرض». ودلل على ذلك، بأن مصر تعمل على إنشاء العديد من سدود حصاد مياه الأمطار، ومحطات مياه الشرب الجوفية مع استخدام الطاقة الشمسية في عدد كبير منها، وتنفيذ مشروعات لتطهير المجاري المائية، والحماية من أخطار الفيضانات، وإنشاء المزارع السمكية والمراسى النهرية، ومساهمة الوزارة فى إعداد الدراسات اللازمة لمشروعات إنشاء السدود متعددة الأغراض لتوفير الكهرباء ومياه الشرب للمواطنين بالدول الأفريقية، بالإضافة لما تقدمه مصر فى مجال التدريب وبناء القدرات للكوادر الفنية من دول حوض النيل.
وزاد أن مصر وافقت على إنشاء العديد من السدود بدول حوض النيل، مثل خزان أوين بأوغندا، الذى قامت مصر بتمويله، بالإضافة للعديد من السدود فى إثيوبيا، مثل سدود تكيزى وشاراشارا وتانا بلس، التى لم تعترض مصر على إنشائها. ولكن إنشاء سد النهضة، بهذا الحجم الضخم ودون وجود تنسيق بينه وبين السد العالي، سابقة لم تحدث من قبل، الأمر الذى يستلزم وجود آلية تنسيق واضحة وملزمة بين السدين، وهو ما ترفضه إثيوبيا، على الرغم من أن مصر عرضت عليها العديد من السيناريوهات، التي تضمن قدرة السد على توليد الكهرباء بنسبة تصل إلى 85 في المائة فى أقصى حالات الجفاف. مضيفا أن «وجود آلية تنسيقية فى إطار اتفاق قانونى عادل وملزم، يعد ضمن إجراءات التكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية».



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».