«الاشتراكي» يتمدّد إلى طرابلس ويرشح سيدة للانتخابات النيابية

يعوّل على تبدل المزاج الشعبي في الشارع اللبناني

TT

«الاشتراكي» يتمدّد إلى طرابلس ويرشح سيدة للانتخابات النيابية

رغم خشيته من عدم إنجاز الانتخابات النيابية العام المقبل، أعلن «الحزب التقدمي الاشتراكي» أسماء بعض مرشحيه في الدوائر التي سيخوض فيها المعركة، وستكون له للمرة الأولى سيدة ستترشح عن دائرة الشمال الثانية (التي تشمل مدينة طرابلس)، وهي السيدة عفراء عيد التي تشغل منصب «وكيل داخلية الحزب» في منطقة الشمال.
ويخوض «الاشتراكي» الانتخابات في منطقة الشمال التي تتقاسم فيها المقاعد أحزاب وشخصيات معروفة في المنطقة على رأسها «تيار المستقبل»، ويحمل اختيار هذه المنطقة هدفين أساسيين بحسب ما يؤكد أمين السر العام في «الاشتراكي» ظافر ناصر، مذكراً بأن الحزب موجود تاريخياً في الشمال وله حضور في طرابلس وزغرتا والبترون وغيرها وهناك وجود لحزبيين منذ سنوات طويلة. ويوضح ناصر لـ«الشرق الأوسط» أن «الهدف الأول هو أن ترشيح سيدة في هذه المنطقة يأتي تأكيداً من الحزب على الدور الوطني والفعلي للمرأة وترجمة لـ(الكوتا) النسائية التي أقرها الحزب في نظامه الداخلي»، أما الهدف الثاني فهو تأكيد الحضور الوطني للحزب في المناطق رغم القيود المذهبية والطائفية الموجودة التي كرّسها أكثر قانون الانتخابات الأخير.
وللحزب الاشتراكي كتلة نيابية في البرلمان مؤلفة من سبعة نواب بعد استقالة كل من مروان حمادة وهنري الحلو.
وعن التحالفات الانتخابية في هذه المعركة لا سيما في ظل عدم وضوح الطريق الذي سيسلكه «تيار المستقبل» حتى الساعة، وهو الذي يعتبر «الحليف التاريخي» لـ«الاشتراكي»، يقول ناصر: «الاعتبار الانتخابي لا يزال يحتاج إلى المزيد من العمل والتنسيق مع الحلفاء وتحديداً (تيار المستقبل) الذي تبقى الأولوية للتحالف معه». أما عن حظوظ الفوز في ظل كل هذه المعطيات السياسية والطائفية والنقمة على الأحزاب التي تسود الشارع في لبنان منذ انتفاضة 2019، فيقول ناصر: «من قال إن الإطلالة عبر عنصر جديد ووجه نسائي قد لا تحدث صدمة إيجابية في المجتمع لا سيما مع تغير المزاج الشعبي في المرحلة الأخيرة»، مضيفاً: «هي تجربة جديدة للحزب وحقنا في السياسة خوضها بعدما سبق للحزب أن خاضها مع (مؤسس الحزب الراحل) كمال جنبلاط، وبالتالي على العكس نتوقع أن يكون لهذا الترشيح وقع إيجابي، وسنراقب ردة فعل الناس على قاعدتين أساسيتين؛ هما حضور الحزب الوطني ومشاركة المرأة في السياسة».
وتضم دائرة الشمال الثانية طرابلس والمنية والضنية، ويمثلها 11 نائباً، 8 منهم في طرابلس، خمسة من الطائفة السنية، ومسيحيان وعلوي، ويتوزعون بين «تيار المستقبل» (5 نواب)، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي (4 نواب) ومقعدين لكل من النائبين فيصل كرامي وجهاد عبد الصمد.
وكما بعض الجهات اللبنانية، يخشى «الاشتراكي» من عدم إجراء الانتخابات، وهو ما يعبّر عنه ناصر مع تأكيده أن «حركتنا السياسية ليست مرتبطة بالانتخابات النيابية، وهذا ما تعكسه اللقاءات الأسبوعية والدورية التي يقوم بها رئيس الحزب وليد جنبلاط الذي يشدد على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها»، مضيفاً: «الهاجس أو الخشية من تطيير الانتخابات تأتي من أمرين أساسيين هما الطعن المقدم من قبل (التيار الوطني الحر) لدى المجلس الدستوري، والثاني سياسي وهو أن شعور البعض بخسارة الأكثرية النيابية قد يدفعهم للعمل على تأخير الانتخابات».
وفي الإطار نفسه، عبّر، أول من أمس، النائب في «الاشتراكي» بلال عبد الله عن تخوفه من عدم إجراء الانتخابات، وكتب عبر حسابه على «تويتر»: «تساؤلات وشكوك حول مصير الانتخابات، وسيناريوهات مختلفة يجري الحديث عنها بين الفراغ والتمديد في حال استقر الأمر على الدائرة 16 للاغتراب مع صعوبة التنفيذ»، مضيفاً: «حكومة تعمل بدون مجلس وزراء، تدرس، تتابع، تخطط، ولا تقرر بسبب التعطيل، ولا أفق للحل. وحده الدولار يحلق صعوداً غير آبه بكل السلطات».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».