ظافر العابدين لـ «الشرق الأوسط»: التطور الفني في السعودية سينعكس على العالم

النجم ظافر العابدين أثناء زيارته للمنطقة التاريخية  في جدة على هامش مشاركته في مهرجان البحر الأحمر السينمائي (تصوير: عمار عبد ربه)
النجم ظافر العابدين أثناء زيارته للمنطقة التاريخية في جدة على هامش مشاركته في مهرجان البحر الأحمر السينمائي (تصوير: عمار عبد ربه)
TT

ظافر العابدين لـ «الشرق الأوسط»: التطور الفني في السعودية سينعكس على العالم

النجم ظافر العابدين أثناء زيارته للمنطقة التاريخية  في جدة على هامش مشاركته في مهرجان البحر الأحمر السينمائي (تصوير: عمار عبد ربه)
النجم ظافر العابدين أثناء زيارته للمنطقة التاريخية في جدة على هامش مشاركته في مهرجان البحر الأحمر السينمائي (تصوير: عمار عبد ربه)

خلال حضوره فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، ومتابعته لقائمة الأفلام السينمائية التي عرضت على شاشات سينما البلد، حضر الممثل التونسي ظافر العابدين العرض الخاص لفيلمه «غدوة»، الذي يعد أول تجربة له كمخرج إلى جانب تمثيله فيه وكتابته لقصته.
رغم أن الفيلم يغلب عليه الطابع الدرامي إلا أن كثيراً من الذين شاهدوه قالوا عنه إنه فيلم سياسي، وهو ما نفاه الفنان ظافر عابدين، مؤكداً أنه فيلم إنساني من الدرجة الأولى، يحكى عن علاقة أب بابنه، وكذلك عن الظروف الاجتماعية بعيداً عن الأبعاد السياسية.
وفي لقاء أجرته «الشرق الأوسط» مع الفنان التونسي ظافر عابدين، تحدث عن بداياته وتجربته الأولى في الإخراج وأعماله التي تميز فيها في العالم العربي وخارجه.
> من لاعب كرة لعارض أزياء، ثم مساعد مخرج، فمخرج، وممثل عالمي... محطات ظافر العابدين جميعها تحمل الشهرة والتميز، ما الدافع وراء هذه التنقلات؟
- كل الأعمال التي شاركت بها كانت نابعة من القلب، أحببت في صغري مثل أغلب الشباب لعبة كرة القدم وانضممت لإحدى الفرق ونجحت، ووجدت الشغف في التمثيل وأحببته، وعزمت أن أتطور فيه، ومثلت بعدة لهجات ولغات، وشاركت في أعمال عربية وأجنبية، وكان يراودني حلم الإخراج وممارسة هذا العمل، وجاء الوقت المناسب من خلال فيلم «غدوة» الذي سعيت فيه لتحقيق هذا الحلم وتحقق لله الحمد.
> فيلم «غدوة» أول تجربة إخراج يقوم بها ظافر عابدين. كيف تصفها؟
- بدايتي كانت من كوني مساعد مخرج في تونس، وكان عندي حلمي من زمان أن أخرج وأخوض تجربة الإخراج، وهو ما جاء في فيلم «غدوة» الذي أخرجته وشاركت في تمثيله وكتبت قصته، هذا الفيلم يحكي قصة أحداث يوم ونص يوم من يوميات شخصية حبيب وعلاقته بابنه، لكن الماضي السياسي لحبيب خلال سنوات الديكتاتورية في تونس يؤثر على حاضره، فتنقلب الأدوار، ويجبر أحمد على العناية والحفاظ على سلامة أبيه.
> بحكم مشاركتك في التمثيل في عدة دول، ما الفرق بين الدراما الأجنبية والعربية. وأي أنواع الدراما العربية قريبة لقلب وموهبة ظافر العابدين؟
- أن تمثل بلغتك العربية كيف ما كانت اللهجة تونسية أو مصرية أو لبنانية لها متعتها الخاصة، وممكن أن يكون الإحساس مختلفاً، لأن تمثل قصصاً من المجتمعات التي تعيش بها، ولكن في الوقت نفسه التجارب التي قمت بها الفرنسية والإنجليزية مهمة جداً أيضاً، وتمثلني، وتضيف لمسيرتي الفنية. من المهم أن لا يضع الفنان نفسه في مكان معين، ويمثل بلغة ولهجة معينة، أما عن أنواع الدراما، فلا يوجد فرق بين الدراما العربية والأجنبية، فجميعها يحكي واقع المجتمع، والدراما العربية شهدت تطوراً كبيراً اقترب من مستويات الدراما العالمية والمشاركات المختلفة الجنسيات من ممثلين ومخرجين ومصورين وكتاب قرب الأعمال الفنية من المستوى العالمي.
> خلال المهرجان تابعتم العديد من الأعمال والمشاركات السعودية، بخبرتكم كيف تقيمون هذه الأعمال فنياً؟
- ما يحصل حالياً هو شيء إيجابي جداً على مستوى السعودية، وأيضاً على مستوى العالم، لأن للسعودية مكانة خاصة في العالم العربي، وتطور الدراما السعودية سيطور الدراما العربية من حيث الإمكانات، وهو ما شاهدناه في مهرجان البحر الأحمر السينمائي من وجود نجوم عرب وعالميين وأفلام شاركت في مهرجانات عالمية ولجان تحكيم على مستوى رفيع جداً. جميع هذه الأمور دعم للسينما السعودية وأيضاً العربية. فالسعوديون لديهم حلم وطموح وشغف، وهذا ما لمسناه في المهرجان بصورة واضحة.
> ما الذي أثار إعجابك في المهرجان؟
- التنوع الموجود في المهرجان كان مثار إعجاب من الجميع، فشاهدنا أفلاماً من كافة الدول العربية والأجنبية ومن الهند والسعودية، بالإضافة إلى وجود روائع أفلام السينما العربية الذي خلق نوعاً من التنوع والوفاء لصناع هذه الأفلام.
> ما هي القصص التي تتحمس لإخراجها؟
- أحب الأعمال الاجتماعية، بغض النظر عن الجنسية، فالجانب الإنساني الموجود في أي مجتمع أكثر ما يشدني.
> هل أوحت لك «جدة التاريخية» ولقاؤك بالشعب السعودي في مهرجان البحر الأحمر بقصة تخرجها في يوم من الأيام؟
- استمتعت جداً بوجودي في هذه المنطقة العريقة التي تتميز بجمال البنايات القديمة، وبلقاء الشعب السعودي وطموحه وأحلامه، وأيضاً إمكاناته وقدراته، وتبادلنا الأفكار وتشاركنا الأحلام والطموح الذي ولد أشياء إيجابية، إن شاء الله ستكون بدايتها من هنا.
> ما فائدة تعدد المهرجانات في الوطن العربي، وما الذي تضيفه للفن؟
- بالتأكيد الهدف منها هو الانفتاح على الثقافات الأخرى وتبادل الخبرات، ومشاركة الأفكار لتطوير صناعة السينما، والتعريف بحضارة وتاريخ وإنجازات الدول المستضيفة. ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي المقام في السعودية بـ«جدة التاريخية» إنجاز كبير وانفتاح إيجابي جداً.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».