منظمات إغاثية تطالب بـ{تنفيذ فوري» لوقف النار في اليمن

TT

منظمات إغاثية تطالب بـ{تنفيذ فوري» لوقف النار في اليمن

دعت سبع من كبرى المنظمات الإغاثية العالمية العاملة في اليمن المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن والهيئات ذات الصلاحيات والصلة بالسلم والأمن الدوليين، إلى التدخل بشكل عاجل لدى أطراف النزاع من أجل التنفيذ الفوري لوقف الأعمال العدائية لتأمين عملية سلام شاملة طال انتظارها، وإنهاء العنف المستمر، مع الأخذ في الاعتبار احتياجات المدنيين والفئات المهمشة والنساء والشباب وتمثيلهم الحقيقي.
ودعا بيان مشترك وزع أمس الثلاثاء ووقع عليه «المجلس الدنماركي للاجئين» و«منظمة أطباء العالم»، و«المجلس النرويجي للاجئين»، و«منظمة أوكسفام»، و«منظمة المعونة الطبية»، و«منظمة حماية الطفولة»، ومنظمات إغاثية أخرى، إلى الالتزام بالقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية السكان المدنيين من العنف المستمر، وإنهاء استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان وحول الممتلكات المدنية (المنازل) والبنى التحتية، بما في ذلك المدارس والمرافق الصحية والمساجد.
كما دعا البيان إلى الامتناع عن الهجمات الانتقامية، بما في ذلك الإخفاء القسري والاعتقال التعسفي واحتجاز المدنيين، واستهداف الجرحى والمرضى، والتدمير المتعمد للبنية التحتية والخدمات المدنية.
وحملت المنظمات الدولية أطراف النزاع المسؤولية عن تسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المناطق التي تغيرت فيها السيطرة مؤخراً، وقالت إن التيسير الكامل يشمل احترام الاتفاقيات الفرعية التي تم توقيعها سابقاً مع هياكل السلطة الأخرى، والتأكد من السماح باستمرار كل الدعم الضروري المنقذ للحياة.
وطبقاً لما جاء في البيان، فإن الأعمال العدائية المتجددة في ساحل البحر الأحمر اليمني تهدد بتدمير اتفاقية استوكهولم، وسيكون لها تأثير مدمر على آلاف العائلات الضعيفة، لأنه وبعد مرور ثلاث سنوات، فإن التنفيذ المحدود للمكونات الرئيسية للاتفاقية، بما في ذلك وقف إطلاق النار وإعادة انتشار القوات في الحديدة وفتح المنافذ إلى مدينة تعز، يعني أن المدنيين لا يزالون يتحملون وطأة الصراع الوحشي المستمر.
وقال البيان إن من الأهمية أن تلتزم أطراف النزاع بالتخفيف من الأضرار التي تلحق بالممتلكات المدنية والبنية التحتية، بما في ذلك المساجد والمواقع المحمية الأخرى، والامتناع عن استخدام مثل هذه المواقع لشن هجمات.
وبحسب البيان، أجبرت الأعمال العدائية المتجددة على طول ساحل البحر الأحمر في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) أكثر من 25 ألف شخص في المنطقة على الفرار من منازلهم بحثاً عن مأوى آمن وكريم.
ونبه إلى أن الاحتياجات الإنسانية في المنطقة عالية للغاية، لا سيما في مواقع خطوط المواجهة السابقة، والتي لم يكن بإمكان الجهات الفاعلة الإنسانية الوصول إليها لأكثر من ثلاث سنوات، مؤكداً أن الأسر المستضعفة بحاجة ماسة الآن إلى المساعدة الأساسية، بما في ذلك الغذاء والمأوى والحماية، حيث تم توفير سلال غذائية لهذه المناطق عبر عمليات الإنزال الجوي، لكن المساعدة توقفت منذ التحول في الخطوط الأمامية.
ووفق ما ذكرته المنظمات الإغاثية، فإن العائلات المستضعفة تواجه أيضاً مخاوف حرجة تتعلق بالحماية، وحوادث الإصابات والوفيات الناجمة عن الألغام والذخائر المتفجرة المنتشرة بالفعل على طول ساحل البحر الأحمر، نظراً لأن تغيير خطوط المواجهة يجبر المدنيين على النزوح، كما أن مخاطر الألغام تزداد بسبب استخدام المنشآت العامة، مثل المدارس والمستشفيات، للأغراض العسكرية.
وقالت المنظمات إن هناك احتمالاً كبيراً لوجود الألغام في هذه المواقع التي غالباً ما تستخدم لإيواء النازحين، ما يعرض الأسر الضعيفة النازحة مؤخراً لخطر أكبر.
وفي تعز قالت المنظمات الإغاثية إن القصف العشوائي يستمر في إصابة وقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية العامة، كما أن وجود خطوط المواجهة النشطة يعيق بشكل خطير وصول المدنيين والعاملين في المجال الإغاثي لأنهم غير قادرين على استخدام طرق النقل الرئيسية للوصول إلى الخدمات الأساسية المنقذة للحياة، ونتيجة لذلك يضطرون إلى استخدام طرق غير آمنة للوصول إلى المساعدة التي هم في أمس الحاجة إليها، كما أن تسليم المساعدات يتأخر بسبب الأذونات المعقدة والمستهلكة للوقت.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.