عراقيل تواجه تحقيقات مرفأ بيروت والبيطار يدقق في صور الأقمار الروسية

النيابة العامة تحيل مذكرة توقيف علي حسن خليل للتنفيذ

TT

عراقيل تواجه تحقيقات مرفأ بيروت والبيطار يدقق في صور الأقمار الروسية

قبل أن تُستأنف التحقيقات في قضية انفجار مرفأ بيروت بشكل فاعل، عادت العراقيل لتوضع مجدداً أمام المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، في محاولة جديدة لقطع الطريق على استدعاء السياسيين الملاحَقين في القضية، وكشفت مصادر مواكبة لمسار التحقيقات لـ«الشرق الأوسط» أن وكلاء الدفاع عن وزير المال السابق والنائب الحالي علي حسن خليل «بصدد تقديم دعوى جديدة خلال الساعات المقبلة، أمام محكمة التمييز المدنية برئاسة القاضي ناجي عيد، لطلب ردّ البيطار وكف يده عن استئناف التحقيق».
وتتزامن هذه الخطوة مع إحالة النيابة العامة التمييزية مذكرة التوقيف الغيابية التي أصدرها البيطار قبل شهرين بحق علي حسن خليل، وتأكيد المحقق العدلي ضرورة تنفيذ المذكرة بشكل «فوري وعاجل»، وتأتي هذه الخطوة بعد رفض المدير العام لقوى الأمن الداخلي تنفيذ المذكرة، مستنداً بذلك إلى المادة 40 من الدستور، التي «تحظّر ملاحقة النائب أو اعتقاله خلال انعقاد الدورة العادية للمجلس النيابي، إلّا في حالة التلبّس أو الجرم المشهود».
ولا يترك السياسيون المدعى عليهم في القضية، وهم رئيس الحكومة السابق حسان دياب والنواب غازي زعيتر وعلي حسن خليل ونهاد المشنوق، وسيلة قانونية إلا ولجأوا إليها للحَول دون مثولهم أمام البيطار، وتجنّب مخاطر إصدار مذكرات توقيف وجاهية بحقّهم، بالنظر إلى المسؤولية الجزائية التي يلاحقهم المحقق العدلي على أساسها، وهي «القصد الاحتمالي لجريمة القتل، والتسبب بسقوط ضحايا جراء انفجار المرفأ».
وأكدت المصادر أن وكلاء النائب علي حسن خليل «يسابقون الوقت وهم الأكثر استعجالاً في هذه المرحلة لتنحية البيطار، خصوصاً بعدما أعاد الأخير مذكرة التوقيف الغيابية الصادرة بحق موكلهم إلى النيابة العامة التمييزية، وطلب تنفيذها على وجه السرعة، وهو ما أحرج النيابة التمييزية، التي وجدت نفسها مضطرة لإحالتها على الأجهزة الأمنية»، مشيرةً إلى أن المحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان (الذي يمثّل النيابة العامة التمييزية في ملف المرفأ)، «أحال مذكرة التوقيف على القوى الأمنية، وطلب تنفيذها خارج انعقاد الدورة العادية للبرلمان اللبناني، أي ما بين الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل، ومنتصف شهر مارس (آذار) المقبل، حيث يكون المجلس من دون دورة عادية ويصبح النواب غير مشمولين بالحصانة البرلمانية، إلا إذا صدر مرسوم موقع من رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية لفتح دورة استثنائية للبرلمان، إلا أن هذا الأمر غير متاح في الوقت الحاضر».
وبمجرّد تقديم دعوى جديدة لردّ البيطار (كفّ يده)، وتبلغه مضمونها، فإن التحقيق سيعلّق حكماً إلى حين البتّ بالدعوى من المحكمة، التي تحتاج لعدّة أسابيع لإبلاغ جميع الأطراف فحواها وإبداء رأيهم بشأنها.
أما على صعيد التحقيقات، فقد استمع البيطار أمس إلى ثلاثة شهود في القضية، كما التقى وفداً من أهالي الموقوفين الـ17 الذين ناشدوه «المسارعة في إخلاء سبيل أبنائهم عشية عيدي الميلاد ورأس السنة». وأكد الأهالي للبيطار «استعداد الموقوفين للخضوع لكل الشروط التي يضعها مقابل الإفراج عنهم، ومنها منعهم من السفر ومصادرة جوازاتهم، بما في ذلك وضعهم قيد الإقامة الجبرية في منازلهم». ورأوا أنه «من الظلم إبقاء الموقوفين الموظفين في السجون، بينما المسؤولون الكبار من سياسيين يتمرّدون على القضاء ويرفضون المثول أمام التحقيق».
واستأثرت صور الأقمار الصناعية الروسية التي سُلّمت قبل أيام للسلطات اللبنانية، باهتمام القاضي البيطار، وأكد مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط» أن المحقق العدلي «اطّلع على مضمون صور الأقمار الصناعية الروسية العائدة لمرفأ بيروت، التي التقطها القمر الروسي قبيل الانفجار وفي أثنائه». ووصف المصدر الصور بـ«الجيدة» وقال إن البيطار «أخذ المعلومات التي يريدها وهو سيستثمرها في تحقيقاته»، وبشأن الكشف عمّا إذا كانت الصور حسمت أسباب الانفجار وما إذا كان نتيجة استهداف جوي، شدد المصدر على أن «هذه المعلومات تدخل في سرية التحقيق ولا يمكن الإفصاح عنها إلا في القرار الظني الذي سيُصدره البيطار بعد استكمال التحقيقات من جوانبها كافة».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.