في أعقاب فرض عقوبات أميركية رسمية وعلنية ضد شركة السايبر الهجومي في إسرائيل المعروفة باسم NSO، أشارت مصادر عليمة في تل أبيب إلى أن هناك احتمالاً كبيراً أن تقْدم الولايات المتحدة على إجراءات أخرى تستهدف سوق السايبر الهجومي الإسرائيلي برمته.
وقالت هذه المصادر إن إسرائيل تلقت تلميحات بأن واشنطن وضعت قوائم سوداء تشمل شركات السايبر الإسرائيلية، لغرض محاربتها. وإنها ستحاول إخراج الشركات الإسرائيلية كافة في هذه السوق من المنافسة معها.
وكانت مصادر إسرائيلية قد أكدت أن الإجراءات الأميركية تسببت في شلل بشكل كامل لأنشطة NSO المستقبلية، بحيث لم يعودوا قادرين على شراء قلم في فرع «لوول مارت» الأميركية. وهناك خطر في أن تعلن إفلاسها أو تعرّض أسهمها للبيع بسعر رخيص.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن المسؤولين في إسرائيل فوجئوا من شدة خطوة إدارة بايدن ضد NSO وشركات السايبر الهجومي الإسرائيلية الأخرى، التي تم إدخالها إلى القائمة السوداء للشركات التي تعمل ضد مصالح الأمن القومي الأميركي. وأوضحوا أن الغضب الأميركي بلغ أوجه في أعقاب الكشف، قبل أسبوعين، عن أن الحكومة الأوغندية استخدمت برنامج «بيغاسوس» من أجل اختراق هواتف دبلوماسيين أميركيين عملوا في هذه الدولة. وكانت هذه هواتف تعمل على شبكات محلية أوغندية، وحسب الصحيفة لا يتم استخدام «بيغاسوس» ضد أرقام هواتف أميركية.
وأضافت الصحيفة أن المستوى السياسي وجهاز الأمن في إسرائيل يواجهان صعوبة في تقدير الاعتبارات التي وجهت الإدارة الأميركية في هذه الخطوات، باستثناء غضب على أنشطة.
المعروف أن هناك 19 شركة تعمل في إسرائيل في مجال السايبر الهجومي. ومن غير المعروف في هذه المرحلة إذا كانت السلطات الأميركية ستلاحقها جميعاً. ويسود تخوف في جهاز الأمن الإسرائيلي من أن الباحثين في NSO، الذين يعدون من أفضل الباحثين في مجال رصد نقاط الضعف الإلكترونية، سيغادرون الشركة ويبحثون عن عمل في شركات أجنبية، مستفيدين من الخبرة التي اقتنوها لصالح شركات أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أنهم يعترفون في إسرائيل الآن بأن الإشراف على العقود التي وقّعت عليها NSO كان ضعيفاً. وأسهمت الحكومات السابقة، برئاسة بنيامين نتنياهو، وشجعت أنظمة على توقيع صفقات مع هذه الشركة، كما أن «الموساد ساعد في الوساطة الأولية لهذه الصفقات». وأوضحت أنه «في حالات كثيرة، استخدمت تكنولوجية NSO كمورد لإحضار إسرائيل إلى الطاولة في إطار تحسين العلاقات. وأوعز نتنياهو في الماضي لجهاز الأمن بدفع صفقات سايبر هجومي، ويبدو أنه فضّل عدم ممارسة إشراف مشدد على مضمون الصفقات أو على الأطراف المشاركة فيها».
ونقلت الصحيفة عن مصادر في فرع السايبر الهجومي، وليست مرتبطة بهذه الشركة، قولهم إن «جميع الصفقات التي وقّعتها الشركة تمّت بعلم ومصادقة جهاز الأمن الإسرائيلي. وهذه القضية في صلب ادّعاء الشركة أن على الدولة حماية نفسها. فإذا صادقت الدولة على الصفقات التي ورّطت الشركة مع الأميركيين، فعليها أن تجد الطريق لتحسين الوضع، وإذا لم تفعل ذلك، فما أهمية مصادقة شُعبة الإشراف على الصادرات في وزارة الأمن؟».
قائمة سوداء أميركية بجميع الشركات الإسرائيلية التي تعمل في هجمات سيبرانية
واشنطن تطالب تل أبيب بمنع بيع خبرات علمائها لدول أخرى
قائمة سوداء أميركية بجميع الشركات الإسرائيلية التي تعمل في هجمات سيبرانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة