من هو الفريق الإنجليزي القادر على حل مشاكله للصعود إلى منصة التتويج؟

سيتي يفتقد للمهاجم الصريح... وتشيلسي يعاني من دفاع مهزوز... وليفربول يواجه غياب الثلاثي الأفريقي

من اليمين: لوكاكو- دي بروين - صلاح (غيتي)
من اليمين: لوكاكو- دي بروين - صلاح (غيتي)
TT

من هو الفريق الإنجليزي القادر على حل مشاكله للصعود إلى منصة التتويج؟

من اليمين: لوكاكو- دي بروين - صلاح (غيتي)
من اليمين: لوكاكو- دي بروين - صلاح (غيتي)

من الواضح أن هناك منافسة شرسة للغاية بين ثلاثة أندية على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، ونحن ندخل مرحلة حاسمة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على تحديد هوية البطل. ويُقام عدد كبير من المباريات في فترة زمنية قصيرة، وبالتالي فإن الفريق الذي يحقق نتائج أفضل خلال الشهر المقبل ستكون فرصه أكبر في الحصول على اللقب. وتلعب الأندية الثلاثة بأساليب مختلفة للغاية، وهو ما يزيد المعركة شراسة وإثارة. ويعد مانشستر سيتي هو الفريق الذي يقدم الكرة الأجمل هذا الموسم، بسبب بنائه للهجمات بشكل رائع من الخلف للأمام واللعب الجماعي المتناغم للغاية.
تعرف الفرق المنافسة جيداً ما الذي سيفعله مانشستر سيتي، لكنها تظل عاجزة عن إيقافه بفضل المستوى المذهل للمواهب الهجومية في كتيبة المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا. ورغم ذلك، وفي بعض الأحيان، قد لا يكون هذا التألق كافياً لتحقيق الفوز بالمباريات، كما حدث أمام كريستال بالاس، الذي لعب بشكل دفاعي محكم، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتكاب لاعبي مانشستر سيتي كثيراً من الأخطاء الفردية، في مشهد نادراً ما نراه.
إن ما يمكن أن يمنع مانشستر سيتي من الاحتفاظ باللقب هو عدم امتلاكه للمهاجم الصريح القوي القادر على إنهاء الهجمات وتحويل أنصاف الفرص إلى أهداف، وهو ما كان واضحاً للغاية أمام كريستال بالاس. لا يجد مانشستر سيتي صعوبات أمام الفرق الكبيرة ويظهر كأنه فريق لا يمكن مقاومته، لكن الفريق يفتقد للفاعلية الهجومية أمام الأندية التي تلعب بتنظيم دفاعي وتعتمد على الهجمات المرتدة السريعة. وبالنظر إلى المهاراة والإمكانات الهائلة التي يملكها لاعبو مانشستر سيتي في الخط الأمامي، قد يكون من الغريب أن الفريق كان الأقل تسجيلاً للأهداف بين الثلاثة الأوائل (32 هدفاً)، لكن السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى عدم وجود مهاجم صريح من الطراز الرفيع.
لقد تعاقد النادي مع جاك غريليش من أستون فيلا، وقدم اللاعب أداء جيداً، لكنه سجل هدفاً واحداً وصنع هدفين في الدوري الإنجليزي الممتاز. وعلاوة على ذلك، افتقد الفريق لجهود وخدمات نجمه الأبرز كيفين دي بروين، وهو ما يعد أحد الأسباب الرئيسية لعدم تسجيل الفريق كثيراً من الأهداف. وخلال الموسم الماضي، صنع النجم البلجيكي 12 هدفاً، أي أكثر بخمسة أهداف من أي لاعب آخر في مانشستر سيتي. يعد برناردو سيلفا هو أبرز لاعب في مانشستر سيتي هذا الموسم، لكنه لاعب مختلف تماماً عن دي بروين، الذي يتحرك ويشكل خطورة هائلة من العمق، كما أن غيابه يقلل كثيراً من فاعلية مانشستر سيتي في الكرات الثابتة.
وعلى الرغم من فوز مانشستر سيتي في مبارياته الخمس الأخيرة في الدوري، فإن ليفربول يبدو أفضل فريق في المسابقة بالوقت الحالي. لقد سجل لاعبو ليفربول 44 هدفاً في الدوري حتى الآن، وعاد الفريق إلى أفضل مستوياته بعد موسم صعب. لقد عانى الفريق كثيراً في موسم 2020 - 2021 بسبب الإصابات، لكنه استعاد خدمات وجهود معظم لاعبيه الآن، وعاد اللاعبون للعب في مراكزهم الأصلية، مثل جوردان هندرسون الذي عاد للعب في خط الوسط بعدما كان يلعب في خط الدفاع لتعويض اللاعبين المصابين.
وعلاوة على ذلك، استعاد الخط الأمامي تألقه، وبات من الصعب للغاية إيقاف مهاجميه. لقد تطور مستوى الثلاثي الأمامي بشكل مذهل، لكن السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى أن الفريق أصبح يدافع بشكل أفضل. فهذا يعني أنه يمكن للمهاجمين قضاء مزيد من الوقت في اللعب الهجومي، كما يجعلهم أفضل في الهجمات المرتدة السريعة، لأن الفريق أصبح يتمتع بثبات يمنح الثقة للمهاجمين لتنفيذ خطة اللعب بأفضل شكل ممكن. ولا تعد التشكيلة الأساسية لليفربول هي الأقوى فحسب، بل ينطبق ذلك على قائمة البدلاء أيضاً، التي تضم كثيراً من اللاعبين المميزين مثل كوستاس تسيميكاس، الذي دخل في منافسة شرسة مع أندرو روبرتسون على حجز مكان في التشكيلة الأساسية، كما سمح ذلك أيضاً لروبرتسون بالراحة لبعض الوقت.
من المؤكد أن أي مدير فني يريد منافسة شرسة وصحية بين اللاعبين، وعندما يكون جميع لاعبيك لائقين ومتاحين، فإن ذلك ينعكس بشكل أفضل على أداء الفريق ككل في التدريبات والمباريات. ويساعدك هذا أيضاً في التدوير بين اللاعبين، وهو الأمر الذي يفعله المدير الفني للريدز، يورغن كلوب، بشكل جيد للغاية. ومع ذلك، قد يواجه ليفربول مشاكل كبيرة في يناير (كانون الثاني) عندما يفقد جهود عدد من أبرز لاعبيه بسبب مشاركتهم مع منتخبات بلادهم بنهائيات كأس الأمم الأفريقية. فمن المقرر أن يسافر كل من نابي كيتا وساديو ماني ومحمد صلاح إلى الكاميرون للمشاركة مع منتخبات بلادهم، وبغض النظر عن مدى قوة ليفربول، فمن المؤكد أنه سيتضرر كثيراً بعدم وجود هؤلاء اللاعبين المميزين. ويتعين على ليفربول العمل على إيجاد حلول لكيفية التأقلم مع اللعب من دون هؤلاء اللاعبين، وقد يلجأ ليفربول للتعاقد مع بعض اللاعبين على سبيل الإعارة لتعويض غياب اللاعبين الأفارقة خلال تلك الفترة.
أما تشيلسي فيواجه كثيراً من المشكلات في الوقت الحالي. لقد شاهدت جميع مباريات تشيلسي خلال الشهر الماضي، وأعتقد أن الفريق كان يلعب بشكل سيئ. ولعل العنصر الأهم بالنسبة لتشيلسي أمام واتفورد هو أن الفريق نجح في تحقيق الفوز في نهاية المطاف على الرغم من أنه قدم أسوأ أداء رأيته للفريق ربما طوال حياتي. ولا يمتلك الفريق صانع الألعاب القادر على تمرير الكرات بدقة إلى المهاجمين، وهذا هو السبب في أن الفريق يعتمد على الظهيرين ريس جيمس وبن تشيلويل - الذي يغيب الآن عن المشاركة في المباريات بداعي الإصابة - لصناعة الفرص وتسجيل الأهداف.
لقد عاد المهاجم البلجيكي العملاق روميلو لوكاكو من الإصابة، وبالتالي يتعين على تشيلسي أن يلعب بطريقة تمكنه من مساعدة هذا اللاعب لتقديم أفضل ما لديه داخل المستطيل الأخضر حتى يتمكن الفريق من العودة إلى المسار الصحيح. وفي الوقت الحالي، من الواضح أن الطريقة التي يلعب بها المدير الفني للبلوز، توماس توخيل، لا تناسب لوكاكو، الذي يعتقد كثيرون أنه يلعب بشكل أفضل عندما يكون ظهره للمرمى، لكنه في الحقيقة يكون أفضل عندما يستدير وينطلق بقوته نحو مدافعي الفرق المنافسة.
وأعتقد أن المهاجم البلجيكي لا يتلقى الدعم الكافي من زملائه داخل الملعب، حيث يتم إرسال الكرة له وهو معزول في الأمام ومراقب من لاعب أو لاعبين. فأمام برينتفورد، على سبيل المثال، كان الأمر صعباً للغاية على لوكاكو، الذي يحتاج بقوة إلى استعادة مستواه السابق، لكن هناك بعض الأسباب التي لا تساعده في ذلك، من بينها تغيير توخيل لمن يلعب في مركز صانع الألعاب كثيراً، وهو الأمر الذي يؤثر بالسلب على وصول الكرات كما ينبغي إلى الخط الأمامي. ربما لا يزال تشيلسي قادراً على تحقيق نتائج إيجابية، لكن الفريق لا يلعب بسلاسة في الخط الأمامي، ويتعين على الفريق إيجاد حل لهذه المشكلة وبسرعة كبيرة إذا كان يريد الاستمرار في المنافسة على اللقب.
وفي ظل عدم خوض مباريات دوري أبطال أوروبا حتى بداية العام المقبل، يمكن لكل نادٍ أن يركز على المباريات المحلية. وبحلول نهاية هذه الفترة القصيرة التي ستشهد إقامة ست جولات بالدوري حتى الثاني من يناير (كانون الثاني)، والتي ستكون قمتها بمواجهة من العيار الثقيل بين ليفربول وتشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ستكون لدينا فكرة أفضل عن الفريق الذي سيفوز باللقب، لكن كل فريق من هذه الفرق الثلاثة لديه مشكلات تجب معالجتها، والفريق الذي سيتعامل مع هذه المشكلات بشكل أفضل سيكون هو الفريق الذي يصعد على منصة التتويج في مايو (أيار) المقبل.



المواجهات الخمس الأبرز بين إنجلترا وهولندا منذ 1988

فان باستن نجم هولندا يحتفل بثلاثيه في مرمى إنجلترا ببطولة عام 1988 (غيتي)
فان باستن نجم هولندا يحتفل بثلاثيه في مرمى إنجلترا ببطولة عام 1988 (غيتي)
TT

المواجهات الخمس الأبرز بين إنجلترا وهولندا منذ 1988

فان باستن نجم هولندا يحتفل بثلاثيه في مرمى إنجلترا ببطولة عام 1988 (غيتي)
فان باستن نجم هولندا يحتفل بثلاثيه في مرمى إنجلترا ببطولة عام 1988 (غيتي)

عندما يتنافس منتخبا إنجلترا وهولندا، اليوم، في نصف نهائي كأس أوروبا 2024 المقامة حالياً في ألمانيا، سيستعيد الفريقان ذكريات المواجهات السابقة بينهما، التي على الرغم من قلتها فإنها تركت بصمة على البطولة القارية.

في نسخة كأس أوروبا 1988، البطولة الكبرى الوحيدة التي أحرزها المنتخب الهولندي عندما تألق ماركو فان باستن، وسجّل الهدف التاريخي في النهائي ضد الاتحاد السوفياتي، شهدت هذه البطولة القارية أيضاً نقطة سوداء في سجل المنتخب الإنجليزي حين خسر مبارياته الثلاث، وذلك حدث له للمرّة الأولى في تاريخه. وكان من بين تلك الهزائم السقوط المدوي أمام هولندا 1 - 3 بفضل «هاتريك» لفان باستن.

وفي مونديال 1990 في إيطاليا أوقعت القرعة المنتخبين مجدداً في مجموعة واحدة. وُجد عديد من لاعبي المنتخبين الذين شاركوا في المواجهة القارية عام 1988 على أرضية الملعب في كالياري، بينهما مدرب هولندا الحالي رونالد كومان. دخل المنتخبان المباراة في الجولة الثانية على وقع تعادلهما في الأولى، إنجلترا مع جارتها جمهورية آيرلندا، وهولندا مع مصر. ونجح دفاع إنجلترا في مراقبة فان باستن جيداً، لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي قبل أن تحسم إنجلترا صدارة المجموعة في الجولة الثالثة وتكتفي هولندا بالمركز الثالث لتلتقي ألمانيا الغربية في ثُمن النهائي وتخرج على يدها.

وبعد أن غابت إنجلترا عن كأس العالم في بطولتي 1974 و1978، كانت هولندا أيضاً سبباً في عدم تأهل «الأسود الثلاثة» إلى مونديال الولايات المتحدة عام 1994.

خاضت إنجلترا بقيادة المدرب غراهام تايلور تصفيات سيئة، حيث حصدت نقطة واحدة من مواجهتين ضد النرويج المغمورة ذهاباً وإياباً. وفي المواجهتين الحاسمتين ضد هولندا، أهدر المنتخب الإنجليزي تقدّمه 2 - 0 على ملعب «ويمبلي» قبل أن يتوجّه إلى روتردام لخوض مباراة الإياب في الجولة قبل الأخيرة من التصفيات ليخسر 0 - 2 لتنتزع هولندا بطاقة التأهل على حساب إنجلترا. واستقال تايلور من منصبه، في حين بلغت هولندا رُبع نهائي المونديال وخرجت على يد البرازيل.

وفي كأس أوروبا التي استضافتها إنجلترا عام 1996 التقى المنتخبان مجدداً، وحصد كل منهما 4 نقاط من أول مباراتين بدور المجموعات قبل لقائهما في الجولة الثالثة على ملعب «ويمبلي»، الذي ثأرت فيه إنجلترا وخرجت بفوز كبير 4 - 1. وكان ضمن تشكيلة إنجلترا مدرّبها الحالي غاريث ساوثغيت. وتصدّرت إنجلترا المجموعة وحلت هولندا ثانية على حساب أسكوتلندا، وانتزعت بطاقة التأهل إلى الدور التالي. خسرت هولندا أمام فرنسا بركلات الترجيح في رُبع النهائي، في حين ودّعت إنجلترا بخسارتها أمام ألمانيا بركلات الترجيح في نصف النهائي، حيث أضاع ساوثغيت الركلة الحاسمة.

وفي المباراة الرسمية الوحيدة بين المنتخبين منذ عام 1996، في نصف نهائي النسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية عام 2019 بالبرتغال. كان ساوثغيت مدرّباً للمنتخب الإنجليزي، في حين كان كومان في فترته الأولى مع المنتخب الهولندي (تركه لتدريب برشلونة ثم عاد إليه).

تقدّمت إنجلترا بواسطة ركلة جزاء لماركوس راشفورد، لكن ماتيس دي ليخت عادل لهولندا ليفرض وقتاً إضافياً. تسبّب مدافع إنجلترا كايل ووكر بهدف عكسي قبل أن يمنح كوينسي بروميس الهدف الثالث لهولندا التي خرجت فائزة، قبل أن تخسر أمام البرتغال في المباراة النهائية.