كيف أضفى كلوب وتوخيل ورانغنيك الطابع الألماني على الدوري الإنجليزي؟

كرة القدم الألمانية تركت بصماتها على مجموعة من المدربين في أكثر الأندية نجاحاً في إنجلترا

من اليمين... توخيل ورانغنيك وكلوب (غيتي)
من اليمين... توخيل ورانغنيك وكلوب (غيتي)
TT

كيف أضفى كلوب وتوخيل ورانغنيك الطابع الألماني على الدوري الإنجليزي؟

من اليمين... توخيل ورانغنيك وكلوب (غيتي)
من اليمين... توخيل ورانغنيك وكلوب (غيتي)

عندما تولى رالف رانغنيك، القيادة الفنية لمانشستر يونايتد، كانت هذه أحدث موجة من تأثير المديرين الفنيين الألمان على أندية الصدارة في الدوري الإنجليزي الممتاز. لقد ترك العمل الشجاع الذي قام به المدير الفني الألماني يورغن كلوب مع ليفربول وإعادته إلى الصدارة من جديد، علامة لا تُمحى في كرة القدم الإنجليزية في القرن الحادي والعشرين. كما أن توماس توخيل، خليفة كلوب في ماينز ثم بوروسيا دورتموند، حقق نجاحات هائلة مع تشيلسي في عام 2021، وأصبح الدوري الإنجليزي الممتاز وجهة أفضل المديرين الفنيين في العالم.
وحتى المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا جاء إلى الملاعب الإنجليزية بعدما درب بايرن ميونيخ لمدة ثلاث سنوات بدءاً من عام 2013، وبالتالي أصبح لدى جميع الأندية الأربعة الكبار في الدوري الإنجليزي الممتاز مدربون يتمتعون بخبرة حديثة نسبياً في الدوري الألماني الممتاز. وكان رانغنيك، الذي يعد آخر من وصل من هذا الرباعي، هو نقطة البداية في كل شيء، فهو الرجل الذي أحدث، عن غير قصد، هزة كبيرة في ثقافة كرة القدم الألمانية في ديسمبر (كانون الأول) 1998 عندما ألقى ندوة حول الخطط التكتيكية في برنامج ألماني يشبه برنامج «مباراة اليوم» الذي يذاع على شاشة «بي بي سي».
وبدأ رانغنيك، الذي كان يتولى القيادة الفنية لنادي أولم في ذلك الوقت ونجح في قيادته من دوري الدرجة الثالثة إلى الدوري الألماني الممتاز، في نقل قطع مغناطيسية ملونة ومرقمة على سبورة بيضاء أمام مقدم البرنامج اليقظ مايكل شتاينبريتشر. وكان هذا هو الابتكار في المفاهيم التي قدمها رانغنيك - ليس أقلها الاعتماد على أربعة لاعبين في الخط الخلفي يمكن أن يلعب أحدهم دور الليبرو - لدرجة أن شتاينبريشر شعر أنه كان يتعين عليه أن يوجه كل هذه التفاصيل إلى المشاهدين في نهاية المطاف.
صحيح أن تضييق المساحات وخلق مشاكل للمنافسين من خلال الضغط العالي أصبح جزءاً من أساسيات كرة القدم الحديثة، لكن كان من الغريب أن تسمع مثل هذه الأمور في ألمانيا في أواخر التسعينات من القرن الماضي. وكان يُطلق على رانغنيك اسم «أستاذ كرة القدم»، وحتى الصفات التي كان يسخر منها البعض في أوساط معينة من مجتمع كرة القدم الألماني ثبت أنها أعظم نقاط قوته على الإطلاق: التفسيرات الواضحة والمفصلة للخطة والأداء هي التي ساعدت عدداً لا يحصى من اللاعبين على الوصول إلى مستويات رائعة واستغلال إمكاناتهم ومهاراتهم بأفضل طريقة ممكنة.
قد يتناسب الضغط العالي مع طبيعة اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث تقاتل الأندية في السنوات الأخيرة من أجل شن هجمات مرتدة سريعة، لكن توخيل هو أفضل مثال على أن طريقة عمل رانغنيك من المرجح أن تحقق نجاحاً كبيراً مع مانشستر يونايتد. وبعد تأكيد تعاقد رانغنيك مع مانشستر يونايتد، بدأ الجميع يتحدث عن طريقة «الضغط العالي» التي سيعتمد عليها المدير الفني الألماني على غرار الطريقة التي يعتمد عليها مواطنه توماس توخيل، لكن الحقيقة أن هذا لا يفي توخيل حقه ولا يمنحه الثناء الذي يستحقه على العمل الكبير الذي قام به مع تشيلسي.
وعلاوة على ذلك، قام توخيل بعمل ممتاز مع بوروسيا دورتموند وكان ذكاؤه الخططي والتكتيكي واضحاً للجميع. ورغم أن هذا النجاح لم يستمر في نهاية المطاف، لكن لم يتم التشكيك قط في قدراته التدريبية. لقد كان بوروسيا دورتموند بقيادة توخيل يعتمد على الضغط العالي بالفعل، لكنه كان يعرف جيداً متى يجب تدوير ونقل الكرة بوتيرة مختلفة، ومتى تتم تهدئة إيقاع اللعب من أجل توفير المجهود والحفاظ على الطاقة. ومن المؤكد أن خبرات رانغنيك ستساعده على الوصول بمانشستر يونايتد إلى بر الأمان بعد الفترة الصعبة الأخيرة تحت قيادة أولي غونار سولسكاير. لقد أكد رانغنيك، في مؤتمره الصحافي الأول، أن «أسلوبي هو تحقيق المزيد من التوازن، والمزيد من التحكم في المباريات».
وسيكون التواصل مع اللاعبين جزءاً آخر مهماً للغاية من طريقة عمل رانغنيك. وقال المدير الفني لبايرن ميونيخ، جوليان ناغيلسمان، في عام 2016، إن رانغنيك وتوخيل يؤمنان بأن القيادة عبارة عن «تدريب بنسبة 30 في المائة، وتواصل اجتماعي بنسبة 70 في المائة». وينطبق هذا الأمر على كلوب أيضاً. ولم يعد توخيل فظاً في التعامل كما كان في السابق، وحتى سقوطه في باريس سان جيرمان كان ناجماً عن سوء علاقته بمجلس إدارة النادي وليس باللاعبين داخل غرفة خلع الملابس.
وعلى عكس توخيل، كان كلوب معجباً دائماً برانغنيك، لكنه لم يكن قط تلميذاً له. وكان كلوب متأثراً بشكل أكبر بالمدير الفني الراحل فولفغانغ فرانك، الذي تولى تدريبه لفترتين خلال الـ11 عاماً التي قضاها كلاعب في نادي ماينز، الذي كان قد استفاد كثيراً من نادي ميلان الذي كان يلعب كرة قدم شاملة تحت قيادة المدير الفني أريغو ساكي في أواخر الثمانينات من القرن الماضي. ورغم أن هؤلاء المديرين الفنيين قد يكونون قد تعلموا من مدربين مختلفين في السابق - ساكي، أو فاليري لوبانوفسكي المفضل لدى رانغنيك - فإن تفسيراتهم الفردية مختلفة تماماً، وبالتالي تختلف طريقة عمل كل منهم عن الآخر.
ثم هناك غوارديولا، الذي كانت تجربته في الدوري الألماني الممتاز بمثابة تبادل للأفكار أكثر مما يدركه الكثيرون. لقد كتب مارتي بيرارناو في كتابه الصادر عام 2014 بعنوان «بيب غوارديولا»، يقول إن المدير الفني الإسباني «واضح، لدرجة أنه لا يريد أن يلعب بايرن ميونيخ بنفس الطريقة التي كان يلعب بها برشلونة عندما كان يتولى قيادته». إن شراسة كرة القدم في الدوري الألماني الممتاز جعلت غوارديولا يغيّر أفكاره وفلسفته، كما أن العمل في ألمانيا كان بمثابة نقطة وسط مثالية بالنسبة له بين التدريب في إسبانيا ثم في إنجلترا.
وبعدما تولى غوارديولا قيادة بايرن ميونيخ خلفاً ليوب هاينكس الذي كان قد قاد الفريق للفوز بالثلاثية التاريخية، في عام 2013، كان المدير الفني الإسباني يعلم جيداً أن مهمته تتمثل في مساعدة العملاق البافاري على تقديم كرة قدم مميزة وممتعة، لكنه لم يبدأ من الصفر ويدعي أن الفريق بحاجة إلى هيكلة شاملة، إذ قال، في أول مؤتمر صحافي له في ألمانيا: «أي فريق فاز بأربعة ألقاب (بما في ذلك كأس السوبر) لا يحتاج إلى الكثير من الإصلاح».
لقد أراد غوارديولا أن يأخذ من كرة القدم الألمانية بنفس القدر الذي أعطاه لها. وخلال هذه المحادثات مع طاقمه التدريبي ومع بيرارناو في سرد الكتاب، أصبح من الواضح للغاية أنه بات مغرماً بأسلوب الهجوم المضاد السريع الذي تعتمد عليه أندية البوندسليغا. إن قدرة رانغنيك على رؤية الصورة الكبرى، بعد أن عمل في مجال التدريب لمدة موسمين فقط من آخر عشرة مواسم منذ رحيله عن شالكه في سبتمبر (أيلول) 2011، جعلته يتحرك بشكل دائم نحو التطور والتحسن، بدلاً من مجرد التركيز على النتيجة التالية. وتتمثل الفكرة الألمانية الأساسية، عبر معظم الفلسفات، في أن العمل الجاد سيؤدي إلى نتائج جيدة في نهاية المطاف، وقد برهن كلوب وتوخيل - ونأمل أن يفعل رانغنيك نفس الشيء مع مانشستر يونايتد – على أن العمل الجاد هو أساس النجاح.



خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
TT

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)

أشار البرتغالي جورجي خيسوس، المدير الفني لفريق الهلال، إلى إمكانية مشاركة البرازيلي مالكوم أمام النصر، في المباراة التي تجمعهما، اليوم السبت في كأس السوبر السعودي.

وقال خيسوس، في المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة: «مجدداً الهلال طرف في نهائي آخر ضد منافس قوي، ستكون مباراة قوية. ستظهر صورة الكرة السعودية التي وصلت إلى المستوى العالي، والعالم يشاهد».

وأضاف: «الفريقان يملكان لاعبين كثراً على مستوى عالٍ من الجودة، وبالطبع نبحث عن أن نظهر الوجه القوي للكرة السعودية».

وتابع: «المباراة ستكون منقولة على مستوى العالم ودول أوروبا والبرازيل، نرغب في أن نظهر أفضل صورة للكرة السعودية، نرغب في أن نظهر ما أظهرناه في الموسم الماضي».

وواصل: «في كل مكان بالعالم النهائيات والديربيات يكون فيها شد ذهني لا يمكن السيطرة عليه بالكامل، المستوى هذا من الصعب أن نتحكم خلاله في ردة الفعل. هناك بعض اللحظات التي يكون فيها شحن وهي طبيعية».

وبسؤاله عن موقف البرازيلي مالكوم من المباراة، أوضح خيسوس: «لقد تدرب مع الفريق اليوم، وبناءً على ذلك سنتخذ القرار الأنسب، كل شيء سيعتمد على التمرين الأخير».

وأردف: «مالكوم من أفضل اللاعبين الموجودين على مستوى الهلال والدوري، وبالنسبة لي بصفتي مدرباً معرفة مالكوم التكتيكية مهمة، وهو حل مهم لنا، يجعل الأمور أسهل».

ورفض خيسوس الحديث عن لاعبه سعود عبد الحميد الذي ارتبط بالانتقال إلى صفوف روما الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

وأكد: «الهلال يملك قائمة قوية من اللاعبين، وفترة الإعداد كانت من أجل العمل على استعداد اللاعبين، خصوصاً مثل الموجودين خارج الفريق الموسم الماضي؛ مثل حمد اليامي الذي كان بالشباب، ويملك إمكانات جيدة».

وواصل: «نحن معتادون على حب الجماهير الذي يتحرك معنا، لامسنا هذا الأمر العام الفائت، نحاول أن نمنحهم بطولة أخرى، وقفوا معنا، ودعمونا، ونحن موجودون لأجل إرضاء الجماهير».

وأتم خيسوس حديثه بالإشادة بمهاجمه ميتروفيتش، قائلاً: «إنه محترف على مستوى عالٍ داخل وخارج الملعب، بداية الإعداد كانت رائعة؛ إذ خسر بعض الوزن، ميتروفيتش مثال لنوعية المحترف المثالي».

من جانبه، يأمل الصربي ألكسندر ميتروفيتش، مهاجم الهلال في الفوز بكأس السوبر على حساب النصر.

وقال ميتروفيتش في المؤتمر الصحافي: «ستكون مباراة قوية ضد منافس قوي، لعبنا أمامهم في الموسم الماضي، ونتمنى أن نكون الطرف المنتصر».

وأفاد: «لا يوجد شيء اختلف في الإعداد لمواجهة النصر. إنها مثل أي مباراة أخرى، نركز على أنفسنا وتنفيذ تعليمات المدرب أفراداً ومجموعة».

وأكمل: «ستكون مباراة كبيرة حافلة بالحضور الجماهيري، نحن محظوظون بوجود الجماهير داخل أرضنا وخارجها».

واختتم: «السعادة ستكون أكبر إن انتصرنا مع تسجيلي للأهداف، ولكن الهدف الرئيسي إسعاد الجماهير والفوز باللقب».