ارتفاع ضحايا الغارة الروسية على إدلب

قصف مدفعي مكثف من النظام على ريف حلب

من صور وكالة الصحافة الفرنسية لمخيمات نازحي إدلب بعد هطول أمطار شديدة يناير الماضي
من صور وكالة الصحافة الفرنسية لمخيمات نازحي إدلب بعد هطول أمطار شديدة يناير الماضي
TT

ارتفاع ضحايا الغارة الروسية على إدلب

من صور وكالة الصحافة الفرنسية لمخيمات نازحي إدلب بعد هطول أمطار شديدة يناير الماضي
من صور وكالة الصحافة الفرنسية لمخيمات نازحي إدلب بعد هطول أمطار شديدة يناير الماضي

ارتفع عدد القتلى المدنيين، بغارة جوية نفذتها مقاتلة روسية، السبت، على قرية بريف إدلب الغربي، إلى 5 مدنيين بينهم نساء، بينما دمرت فصائل المعارضة آلية ثقيلة لقوات النظام، أمس، ترافق مع تبادل بالقصف المدفعي والصاروخي بين الطرفين، على خطوط التماس بريف حلب وإدلب، شمال غربي سوريا.
وقال عمر حاج محمد، وهو ناشط ميداني في إدلب، أن «عدد القتلى المدنيين ارتفع إلى 5 أشخاص بينهم امرأتان، جراء غارة جوية نفذتها المقاتلات الروسية بثلاثة صواريخ فراغية شديدة الانفجار، السبت، على قرية اليعقوبية بريف جسر الشغور غربي إدلب، وقتل في حينها 3 أشخاص وأصيب 12 آخرون بينهم أطفال، بجروح بليغة، فيما فارق اثنان آخران الحياة متأثرين بإصابتهما، ليرتفع عدد القتلى إلى 5 مدنيين».
وأضاف، أن «فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، واصلت عملها في انتشال القتلى والجرحى لساعات، تزامناً مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في الأجواء، مما تسبب بحالة رعب شديد في صفوف المدنيين»، وجاء القصف الجوي الروسي على منطقة إدلب، عقب هدوء حذر دام لأكثر من يومين، لم يسجل خلالها أي قصف (جوي وبري).
هذا وبلغ عدد القتلى المدنيين منذ بداية الحملة العسكرية (البرية والجوية)، على مناطق إدلب وريف حلب، من قبل قوات النظام والروس، منذ يونيو (حزيران) الماضي، وحتى الآن، نحو 231 مدنياً بينهم 79 طفلاً و41 امرأة، و5 عاملين في المجال الإنساني، فيما تم توثيق إصابة أكثر من 310 مدنيين بجروح متفاوتة، تم إدخالها إلى المشافي التركية لتلقي العلاج، بحسب الناشط.
من جهته، تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، عن قصف صاروخي ومدفعي مكثف، بأكثر من 30 قذيفة، مصدره قوات النظام، استهدفت قرى كفرتعال ومحيط مدينة الأتارب غربي حلب، مما أسفر عن مقتل مدني وجرح آخر، تزامن مع قصف مماثل استهدف مناطق في الفطيرة وبينين وفليفل بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، دون تسجيل وقوع خسائر بشرية في صفوف المدنيين.
وكان «المرصد» وثق مساء السبت، اشتباكات عنيفة بالرشاشات الثقيلة بين فصائل المعارضة السورية في غرفة عمليات «الفتح المبين» من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى، على محور ميزناز بريف حلب الغربي، ترافق مع قصف بالمدفعية الثقيلة من قبل قوات النظام، طال محيط قرية معارة النعسان بريف إدلب، وكفرنوران وأورم الكبرى غرب حلب.
وقال الملازم أول محمود العبد الله، وهو قيادي في فصائل المعارضة، إنه جرى قصف مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام في محيط مدينة سراقب ومعرة النعمان وكفرنبل جنوب إدلب، براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، وقنص مجموعة من قوات النظام على محور الملاجة، واستهداف (تركس)، بصاروخ موجه على محور قرية كفر بطيخ جنوب شرقي إدلب، مما أدى إلى مقتل طاقمه، تزامن مع استهداف 3 مواقع عسكرية لقوات النظام في منطقة بسرطون ومحيطها غربي حلب، رداً على قصف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
ويضيف: «شهدت خطوط التماس في منطقة بينين ودير سنبل تبادلاً بالقصف بالأسلحة الثقيلة والرشاشات، بين فصائل المعارضة من جهة، وقوات النظام والميليشيات الإيرانية من جهة ثانية، ووردت أنباء عن مقتل عنصر وجرح عدد آخر في صفوف الأخيرة»، وأشار، أنه ستعمل فصائل المعارضة على استهداف مواقع عسكرية للنظام والميليشيات الإيرانية أمام أي استهداف ينال من المدنيين في المناطق المأهولة بالسكان، ضمن منطقة «خفض التصعيد»، التي تضم أجواء واسعة من محافظة إدلب وأجزاء من أرياف حماة وحلب واللاذقية، شمال غربي سوريا.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.