«عودة الجانحة»... سفينة «إيفر غيفن» تعبر قناة السويس

بعد 9 أشهر تقريباً من سدها للمجرى الملاحي العالمي

السفينة الجانحة أثناء ارتطامها بيابسة المجرى الملاحي لقناة السويس في مارس (آذار) (هيئة قناة السويس)
السفينة الجانحة أثناء ارتطامها بيابسة المجرى الملاحي لقناة السويس في مارس (آذار) (هيئة قناة السويس)
TT

«عودة الجانحة»... سفينة «إيفر غيفن» تعبر قناة السويس

السفينة الجانحة أثناء ارتطامها بيابسة المجرى الملاحي لقناة السويس في مارس (آذار) (هيئة قناة السويس)
السفينة الجانحة أثناء ارتطامها بيابسة المجرى الملاحي لقناة السويس في مارس (آذار) (هيئة قناة السويس)

بعد تسعة أشهر تقريباً من ضجة أثرت على حركة الشحن وأسعار النفط حول العالم، عادت «السفينة الجانحة» سابقاً «إيفر غيفن» إلى «قناة السويس» وتمكنت من عبورها، وسط اهتمام شعبي ورسمي بالسفينة العملاقة التي علقت في الممر الملاحي للقناة في مارس (آذار) الماضي، وتمكنت مصر من تعويمها، لتدخل الشركة والهيئة في نزاع قانوني استمر لشهور، وانتهى بتسوية.
ونقلت مواقع محلية مصرية، أمس، أن «هيئة قناة السويس» أعلنت «حالة الطوارئ» داخل المجرى الملاحي للقناة، لتأمين عبور السفينة العملاقة بشكل آمن، التي كانت قادمة من اتجاه البحر الأحمر، وتستهدف الوصول للبحر المتوسط.
وحملت السفينة علم دولة بنما، فيما صاحبتها قاطرتان خلال رحلة عبورها، فضلاً عن عدد من مرشدي هيئة القناة.
وتؤمن قناة السويس التي يعود تدشينها إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عبور نحو 10 في المائة من حركة التجارة البحرية العالمية، وتعد مساراً حيوياً للحركة بين أوروبا وآسيا، وعبرتها خلال العام الماضي نحو 19 ألف سفينة، وفقاً لبيانات رسمية.
واحتفت مصر رسمياً وشعبياً بتعويم السفينة بعد أقل من أسبوع على جنوحها، وعدته الحكومة «إنجازاً كبيراً»، فيما زار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مقر هيئة قناة السويس، بعد نجاح التعويم، مشيداً بكفاءة الخبرات المحلية.
وحققت «قناة السويس» لمصر إيرادات بقيمة 5.61 مليار دولار العام الماضي.
لكن معركة نشبت بعد تعويم «إيفر غيفن»، على خلفية مطالبة الهيئة للشركة بتعويض عن تعطيل حركة الملاجة في مجراها الحيوي، واحتجزت مصر السفينة في منطقة «البحيرات المرة»، لمدة تجاوزت المائة يوم حتى تم الإعلان عن التوصل لتسوية واتفاق بين الشركة و«هيئة قناة السويس».
وعقب مغادرتها لقناة السويس في يوليو (تموز) الماضي، خضعت السفينة «إيفر غيفن» للإصلاحات في الصين.
ووفق بيانات الهيئة، فإن السفينة «إيفر غيفن» يبلغ طولها 400 متر، وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، وعرضها 59 متراً، وأظهرت الصور المُلتقطة من موقع جنوح السفينة في مارس الماضي، توقفها بشكل عرضي في المجرى الملاحي للقناة، واصطدامها بحافة اليابسة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.