{الثنائي الشيعي} يواصل حملته على القضاء... وقبلان يهاجم محقق مرفأ بيروت

TT

{الثنائي الشيعي} يواصل حملته على القضاء... وقبلان يهاجم محقق مرفأ بيروت

واصل الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)، ومن خلفهما المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الحملة على القضاء اللبناني بشكل عام والمحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار بشكل خاص، وصلت إلى حد قول المفتي الشيخ أحمد قبلان: «إغلاق قاضٍ البلد سياسياً وبخلفية سياسية ابتزازية أسوأ من حرب كونية على لبنان».
وقال قبلان في بيان: «إغلاق قاضٍ البلد سياسياً وبخلفية سياسية ابتزازية على طريقة عالسكين يا بطيخ، فيما البلد يعاني من زلزال مالي نقدي معيشي وجودي، فهذا أسوأ من حرب كونية على لبنان»، مضيفاً: «رغم ذلك، ما زال هذا القاضي مدعوماً بقوة عابرة، مع أن الاقتراب من القضاء يعني الابتعاد عن السياسة... والبلد الآن وحكومته ومشاريع إنقاذه وإطفاء ناره الكارثية رهين عقليات وسفارات وعسس دولي إقليمي يريد تصفية حسابات هذا البلد بألف طريقة وطريقة عبر جيوش محلية ودولية مختلفة الأدوار تتعامل مع ملفات هذا البلد بالوكالة، والعين على نسف إمكانات الشعب المظلوم من اقتصاد ومال وصحة ودولار وأسواق وأسعار ودواء وغذاء واستشفاء وقدرة معيشية على قاعدة: الرغيف مقابل الاستسلام السياسي. والموقف يبقى: لبنان أكبر من مشاريع القتل الدولية وأقوى من لعبة المسار التدميري الممنهج داخلياً ودولياً، وإمكان الصمود والنهوض موجود بقوة والمشكلة بالقرار السياسي».
وختم قبلان بيانه مهدداً بالقول: «لن نصبر طويلاً على لعبة إغلاق البلد واستنزاف الشعب والأكل من ركائز قيام لبنان ووجوده».
من جهته، اعتبر النائب هاني قبيسي في كتلة التنمية والتحرير التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، أن ما يجري في قضية المرفأ يدل على قرار سياسي، ليست له علاقة بالقضية الأساسية».
وقال: «بعد أن فشلت مساعي تشويه صورة المقاومة في الخارج، بدأ بعدها اللجوء إلى العمل على إيجاد فرقة داخلية هدفها تفكيك المجتمع وخلق خلافات بين الأطراف السياسية للعودة إلى زمن الحروب الداخلية، وإن ما يجري في قضية المرفأ يدل على قرار سياسي ليست له علاقة بالقضية الأساسية». وأضاف: «البعض يريد عن طريق الانتخابات تغيير المشهد السياسي وخلق نظام يحاصر المقاومة، والهدف الأساسي هو الشباب والرهان عليهم لأنهم القادرون على التغيير، ولا حل في لبنان إلا بالدولة المدنية وإلغاء الطائفية السياسية».
ومن ضمن الحملة على القضاء أيضاً، قال النائب في كتلة «حزب الله» حسن فضل الله، إن «القضاء يخضع للضغوط الداخلية والخارجية، ويستجيب لها على حساب العدالة ولقمة عيش الناس، وهو بات في أسوأ وضع وصل إليه عبر تاريخه، واليوم يدمر هذا القضاء نفسه بنفسه من خلال تغليب الاعتبارات السياسية والطائفية لدى قلة قليلة تمسك بقراره».
ورأى في لقاء سياسي في الجنوب أن «معالجة الأزمة المالية تحتاج إلى خطة متكاملة، ولكن هناك معالجات جزئية خصوصاً لجهة منع التلاعب بسعر الليرة، ولدى الأجهزة الأمنية والقضاء معلومات وافية عن المتورطين بما فيهم مصارف ومضاربون، ولكن القضاء لم يقم بدوره لا بمحاسبة فاسدين، ولا بملاحقة متورطين بتلاعب بسعر العملة، ولا بالقيام بواجباته التي يفرضها عليه القانون، كرمى لعيون سياسيين في البلد موزعين في كل الاتجاهات».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.