شيخ أنباري: زعماء عشائر سياسيون ضللوا العبادي

العيثاوي اتهمهم بنقل صورة مغايرة للواقع لرئيس الوزراء

شيخ أنباري: زعماء عشائر سياسيون ضللوا العبادي
TT

شيخ أنباري: زعماء عشائر سياسيون ضللوا العبادي

شيخ أنباري: زعماء عشائر سياسيون ضللوا العبادي

أكد أحد شيوخ الأنبار ممن يقاتلون في الخطوط الأمامية ضد تنظيم داعش في منطقة البوذياب شرق مدينة الرمادي، أن «القتال يزداد ضراوة بيننا وبين تنظيم داعش منذ يومين رغم قلة الإمكانيات وعدم وصول الإمدادات».
وفي وقت تتضارب فيه تصريحات عدد من شيوخ الأنبار وأعضاء حكومتها المحلية وممثليها في البرلمان العراقي بشأن مجريات القتال هناك، قال الشيخ غسان العيثاوي، أحد شيوخ عشائر الأنبار ورجال الدين فيها، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «تنظيم داعش وبعد أن سيطر بسهولة على منطقة البوفراج بسبب عدم وجود استعدادات كافية من قبل القوات الموجودة في المنطقة فإنه يسعى الآن إلى اختراق الخطوط القتالية باتجاه مقر قيادة عمليات الأنبار».
وردا على سؤال بشأن إعلان ساعة الصفر لبدء عملية تحرير الأنبار من قبل رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، قال العيثاوي، إن «المشكلة التي نواجهها في الأنبار هي أن هناك عددا من شيوخ العشائر والسياسيين ممن تركوا الأنبار ويقيمون في بغداد وهؤلاء ومن باب المزايدات معلومات مضللة للعبادي، سواء عن أعداد ما يمتلكونه من مقاتلين أو طبيعة الاستعدادات من قبل أهالي الأنبار من مقاتلي العشائر، بينما الوضع على الأرض مختلف تماما، حيث إن الكثير منهم إما لا يملكون أي قوة على الأرض أو أن ما يمتلكونه قليل بالقياس إلى ما يعلنونه من تصريحات لوسائل الإعلام».
وأضاف العيثاوي: «إننا نقاتل الآن على الخطوط الأمامية ولا يوجد معنا أي ممن يطلقون التصريحات ويرتدون الملابس العسكرية عند ظهورهم على شاشات التلفاز من بغداد، بينما المعركة تجري في الرمادي، وهو ما ينطبق على الحكومة المحلية؛ إذ إننا وحين أجرينا اتصالات مع الكثيرين منهم فإنه تبين لنا لم يوجد أحد في الرمادي باستثناء المحافظ الذي لم يغادر المحافظة حتى الآن».
وشدد العيثاوي على أن «سياسة التضليل هي التي جعلت عملية تحرير الأنبار من (داعش) تنتقل إلى معركة دفاعية ضد هذا التنظيم، وهو ما يتوجب على العبادي الكف عن سماع هذه الأصوات». وبشأن ما إذا كانت قد وصلت تعزيزات عسكرية إلى الرمادي قال العيثاوي: «وصلت تعزيزات، لكنها ليست بالمستوى المطلوب وفي حال لم تصل التعزيزات الكافية في غضون ساعات فإنه يصعب الاحتفاظ بالمواقع التي نقاتل فيها لأن (داعش) ألقى بكامل ثقله في هذه المعركة وسقوط قيادة عمليات الأنبار، فضلا عن بعده الرمزي، سيعني سقوط مدينة الرمادي وبذلك نكون حررنا تكريت وخسرنا الرمادي».
من جهته، دعا رئيس البرلمان العراقي الأسبق والقيادي السني البارز محمود المشهداني سياسيي الأنبار إلى العودة للمحافظة والعمل مع أبناء العشائر والقوات الأمنية من أجل تحرير مناطقهم من سيطرة «داعش». وقال المشهداني في بيان أمس، إن «الظروف التي تعيشها محافظة الأنبار تحتم على النواب والقادة من أبناء المحافظة النزول للشارع في مناطقهم من أجل رفع الروح المعنوية للمقاتلين من أبناء العشائر والقوات الأمنية التي تقاتل تنظيم داعش منذ أيام».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.